قال مسؤولون يوم الاثنين ان الاف الليبيين الذين فروا من القتال في بلدة بني وليد المعقل السابق لمعمر القذافي لن يسمح لهم بالعودة الى منازلهم لعدة ايام اخرى حتى ينتهي العمل على تأمين البلدة واستعادة الخدمات.
وسيطرت الميليشيات التي تعمل مع وزارة الدفاع على بني وليد - احدى آخر البلدات التي سقطت في يد المعارضة في الحرب التي دارت العام الماضي- يوم الاربعاء بعد قتال سلط الضوء على ضعف السلطة المركزية بعد عام من الاطاحة بالقذافي.
ودفع العنف الالاف الى الفرار من البلدة الواقعة اعلى تل ويسكنها 70 الف شخص في مشهد يذكر بحرب العام الماضي.
ويحاول بعض السكان العودة رغم عدم معرفتهم بالاضرار التي ربما تكون لحقت بمنازلهم. غير ان البلدة لا تزال مغلقة وتقول قوات الامن والمسؤولون انهم يعملون على تأمينها وعلى استعادة المياه والكهرباء والاتصالات.
وقال علي الشيخي المتحدث باسم الجيش ان السلطات تريد التأكد من عدم وجود مخلفات للعملية العسكرية. وقال ان الخدمات دمرت لكن من المتوقع ان يكون باستطاعة السكان العودة الى بني وليد خلال حوالي ثلاثة ايام.
وتحدث السكان الفارون عن عدم وجود مياه او كهرباء وقليل من امدادات الطعام والدواء في البلدة. ولا يزال حجم الدمار غير واضح.
وقال محمد الصاوي من منظمة الاغاثة الليبية انه بعدما حدث في بني وليد يمكن القول ان كل السكان تقريبا فروا. واضاف ان المنظمة ستحاول اعادتهم الى منازلهم بمساعدة السلطات.
وقال وزير الحكم المحلي محمد الحراري ان نقص الخدمات يمثل احدى العقبات امام اعادة السكان. وتساءل كيف لهم ان يعودوا بدون مياه او كهرباء.
وقال عمال الاغاثة انهم سمعوا عن محاولة عدد قليل من النازحين العودة عبر طرق اصغر.
وعند حاجز طريق اقيم من احجار كبيرة ويبعد كيلومترات قليلة من بني وليد وقفت ثلاث شاحنات عسكرية نصبت عليها اسلحة للحراسة مغلقة المدخل الشمالي للبلدة. وتوقفت عشرات السيارات المدنية في طوابير عند الحاجز.
وقال ساكن يدعى عبد الرحمن عمره 20 عاما بينما كان ينتظر ليرى ما اذا كان بمقدوره الدخول "كل يوم اسأل عما اذا كان يمكنني ان اتفقد منزلي يقولون غدا."
كما لم يسمح للمراسلين الاجانب الذين وصلوا الى الحاجز في منطقة وادي دينار بالدخول الى بني وليد.
وقال المسؤول العسكري احمد سالم ان كتابات على الجدران في الداخل ربما تثير صراعا. لكنه لم يذكر تفاصيل.
وبعد ساعات من السيطرة على البلدة اطلقت الميليشيات التي ينتمي كثير منها الى بلدة مصراتة المنافسة النار بضراوة على المباني العامة الخاوية وراحوا يهتفون "بني وليد حرة" في مشاهد فوضوية.
وقال الشيخي ان بعض المقاتلين الاوائل الذين دخلوا البلدة كانوا شبانا صغارا وان السلطات تقوم بمسح الكتابات لانها قد تحدث اثرا معاكسا مضيفا انه سيجري فتح تحقيق في تقارير عن حرق منازل.
واندلع القتال بسبب طلب الحكومة من بني وليد تسليم الاشخاص الذين خطفوا وعذبوا عمر شعبان وهو مقاتل معارض امسك بالقذافي بينما كان يختبئ في ماسورة صرف صحي في سرت العام الماضي.
وتوفي شعبان الذي ينتمي لمصراتة التي شهدت حصارا مشددا من جانب قوات القذافي في مستشفى بباريس الشهر الماضي متأثرا بجروح اصيب بها خلال شهرين من الاسر في بني وليد.
ورفض سكان بني وليد تسليم الرجال المطلوبين الى جماعات جامحة في حين لا يزال النظام القضائي في البلاد في حالة فوضى.
ويظهر العنف عدم قدرة الحكومة على المصالحة بين الجماعات في ظل وجود شكاوى قديمة وفشلها في وضع العديد من الميليشيات التي اطاحة بالقذافي تحت سيطرتها الكاملة.
رويترز