القاهرة : أكد الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، أن أبرز ما يعانى منه العالم الإسلامى فى الوقت الراهن هو فقدان وحدة المرجعية العليا والتشتت فى مرجعيات متعددة تم استدعاؤها من الغرب تارة ومن الشرق تارة أخرى.
ووفقا لما جاء بجريدة " المصري اليوم " قال الطيب، فى كلمته الإثنين ، فى افتتاح فعاليات المؤتمر الدولى " مستقبل الإصلاح فى العالم الإسلامى " بمقر جامعة الدول العربية :" برغم تواصل حركاتنا الإصلاحية حتى وقتنا الراهن فإن الظروف العصيبة التى تحيط بالأمة العربية والإسلامية تفرض علينا ضرورة توحيد الجهود للتعامل مع الواقع الذى نعيشه دون الانعزال عن التراث ".
وأضاف خلال المؤتمر الذى تنظمه جمعية وقف البحوث الأكاديمية والإنترنت فى تركيا، بالتعاون مركز الدراسات الحضارية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن أهم السلبيات التى يعانى منها العالم الإسلامى والتى تعوق تحقيق الإصلاح بمختلف جوانبه هو التركيز على الفتاوى والأمور الهامشية مثل حلق اللحية وكون تعدد الزوجات من السنة أم لا و"معركة النقاب التى قامت لها القيامة ولم تقعد إلى الآن"، إضافة إلى عدم التفرقة بين الشريعة والفقه فى العالم الإسلامى.
وطالب بالتركيز على ضرورة وجود مرجعية عامة واحدة لتحقيق الإصلاح فى العالم الإسلامى، لأن التباين فى الحضارة الغربية لم يقض على تقدمها بقدر ما قضى على النهضة الإسلامية والعربية، حيث شكل الاختلاف فى التجربة الغربية جسراً مرت عليه لتحقيق النهوض، بينما شكلت عندنا معول هدم وتفتيت بسبب تمزقنا بين مقاصد شتى متعددة متعارضة.
وأوضح الطيب "أنه من الطبيعى ألا يستقيم لنا فى هذه الفوضى مشروع واحد تتحدد معالمه وأهدافه فى ظل الظروف والتحديات التى يواجهها العالم الإسلامى فى الوقت الراهن على الرغم من توافر كل مقومات التكامل بين العالم العربى الذى يتحدث لغة واحدة وينتمى لجنس واحد بعكس دول الاتحاد الأوروبى".
وقال الطيب :" إن الوحى فى حضارة الشرق مقدس ومطلق، بينما المقدس فى حضارة الغرب هو الإنسان وجسده ونوازعه العقلية، أما الدين عندهم فهو خاص بالحرية الفردية، وهذه الرؤية الانفصالية قد ساعدت فى الفصل عندهم بين الدين والدولة ".
المحيط