اختار المجمع الانتخابي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر يوم الاثنين ثلاثة مرشحين لمنصب البطريرك خلفا للبابا الراحل شنودة الثالث في اقتراع تمهيدي لاختيار البطريرك الجديد أجري بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة.
ويأمل مسيحيون كثيرون أن يقودهم البطريرك الذي سيعلن يوم الأحد بأمان وسط قلاقل انتفاضات الربيع العربي بعد رحيل البابا شنودة الثالث في مارس آذار.
وأعلن الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك الذي يتولى إدارة شؤون الكنيسة منذ وفاة البابا شنودة الثالث أن الثلاثة الذين اختيروا في اقتراع اليوم هم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة والأنبا تاوضروس الأسقف العام لكنائس محافظة البحيرة شمالي القاهرة والراهب القمص رافائيل أفا مينا.
وتمثل قرعة يوم الأحد المرحلة النهائية في اختيار البطريرك الجديد.
وأعلن الأنبا باخوميوس حصول الأنبا رافائيل على 1980 صوتا والأنبا تواضروس على 1623 صوتا والراهب رافائيل أفا مينا على 1530 صوتا في الاقتراع الذي أجري بين خمسة مرشحين وشارك فيه 2256 ناخبا تزيد نسبتهم على 93 في المئة ممن لهم حق الانتخاب من الشخصيات العامة ورجال الدين.
ويطلق على قرعة يوم الأحد القرعة الهيكلية وسيختار خلالها البطريرك 118 في تاريخ الكنيسة القبطية.
وبحسب تقليد كنسي يقوم طفل توضع على عينيه عصابة خلال إجراءات القرعة بالتقاط ورقة من إناء زجاجي من بين ثلاث ورقات عليها أسماء الفائزين الثلاثة في الاقتراع التمهيدي.
ويقول مسيحيون إن من يكسب القرعة هو المختار من الله لرعاية الشعب المسيحي.
وبدأ الاقتراع في التاسعة صباح يوم الاثنين بالتوقيت المحلي (0700 بتوقيت جرينتش) واستمر إلى الخامسة مساء.
ولم ينجح الراهبان باخوميوس السرياني (305 أصوات) وسارافيم السرياني (680 صوتا).
وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد كشفت عن أسماء المتنافسين الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 49 و70 عاما في 13 أكتوبر تشرين الأول الجاري.
والبابا زعيم روحي لنحو ثمانية ملايين مسيحي في مصر وفقا لتقديرات غير رسمية لكنه قد يتخذ مواقف سياسية إذا رأى أنها تخدم مصالح رعايا كنيسته.
ومعظم المسيحيين المصريين أقباط أرثوذكس.
وتوفي البابا شنودة الثالث عن عمر يناهز 89 عاما بعد أمراض عانى منها لسنوات قام خلالها برحلات عديدة إلى الولايات المتحدة للعلاج.
ويقول محللون إن البابا الجديد ينتخب وسط مخاوف مسيحيين من التضييق عليهم في ظل صعود الإسلام السياسي بعد انتفاضة مطلع العام الماضي التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.
وقال مجدي حلمي (53 عاما) وهو يدلي بصوته ممثلا لكنائس خارج العاصمة "كلنا قلقون من الوضع في مصر وصعود الإسلاميين إلى الحكم لكن الكنيسة تعرضت للمضايقة على الدوام."
وأضاف "الكنيسة صارت لديها الخبرة للنجاة من الأوقات الصعبة."
وقال سامح نزيه (39 عاما) الذي كان في انتظار انتهاء زوجته من الإدلاء بصوتها "آمل أن يتوافر لمن ينتخب -أيا كان- صبر وحكمة الأنبا شنودة في وقت صعب على المسيحيين والمسلمين. صعب على كل المصريين."
وكان الرئيس الراحل أنور السادات حدد إقامة البابا شنودة الثالث ضمن إجراءات اتخذها ضد معارضيه في سبتمبر أيلول عام 1981 قبل نحو شهر من اغتياله برصاص متشددين إسلاميين.
وكانت العلاقة بين البابا الراحل والسادات توترت لرفض البابا معاهدة السلام مع إسرائيل بسبب إجراءات إسرائيلية ضد دير قبطي في القدس وكذلك بسبب حوادث طائفية رأى البابا أن المسيحيين لم ينصفوا فيها.
وحافظ البابا الراحل على علاقات طيبة مع مبارك وحكوماته لكنه بارك نجاح الانتفاضة التي أسقطته والتي شارك فيها أقباط بالمخالفة لموقف الكنيسة.
وشارك في الاقتراع خمسة من رجال الدين من الكنيسة الإثيوبية التي تربطها صلات تاريخية بالكنيسة المصرية.
رويترز