نفى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف أن يكون موقفه المؤيد والداعم لـحزب الله اللبناني هو السبب في الخلاف بين أعضاء مكتب الإرشاد في الجماعة.
وقال عاكف في حوار خاص مع الجزيرة نت إن أعضاء مكتب الإرشاد جميعهم "شدوا على يدي ودعوا لي بالثبات على الحق عندما اتخذت موقفي الداعم لحزب الله وللمقاومة اللبنانية الشريفة، ولم يبلغني أحد معارضته لي آنذاك". وكان مراقبون قد أشاروا إلى أن موقف بعض أعضاء جماعة الإخوان من الخلاف بين السلطات المصرية وحزب الله قد تماهى مع الموقف الحكومي، وأنهم أخذوا على مرشد الجماعة تأييده لموقف حزب الله وانتقاده لموقف الحكومة المصرية في هذه المرحلة. وردا على ذلك قال عاكف "موقفي من حزب الله يرضي الله وهو موقف كريم ومشرف، وقد أشاد به الإخوان جميعا ولا أستثني منهم أحدا".
تضخيم إعلامي
وأبدى عاكف استغرابه مما سماه التضخيم الإعلامي المتعمد من قبل الحكومة المصرية للخلاف بين أعضاء الجماعة، وتساءل لماذا تهتم الحكومة بهذا الأمر؟. وأوضح أن الحكومة تريد أن تصرف الناس عن حقيقة الاستبداد والفشل والإجرام بحق شباب الجماعة واعتقالها لما يزيد عن 320 من كوادرها.
وقلل عاكف من قيمة الخلاف الأخير بين أعضاء مكتب الإرشاد الذي فوض المرشد على إثره كثيرا من صلاحياته لنائبه الأول الدكتور محمد حبيب، قائلا "إن كل من يريد تضخيم هذا الخلاف له مصلحة خاصة في تدمير الجماعة". وأضاف أن "الأولى بالصحافة أن تهتم بواقع هذا البلد والمشكلات التي تعصف به، وأن تترك الإخوان يتصرفون ويقررون مصير جماعتهم وقضاياهم وفق منهجهم، وهم سوف يفعلون ما فيه رضا لله عز وجل". وردا على سؤال حول أسباب الخلاف الأخير بين أعضاء الجماعة شدد عاكف على أن ما حدث هو "خلاف في وجهات النظر، وأنه مهما كانت هناك خلافات في وجهات النظر فلن نترك رسالتنا ومبادئنا ونتفرغ لأي خلاف جانبي".
لائحة داخلية
ونفى عاكف أن يكون أحد أسباب الخلافات هو رغبته في أن يحل عصام العريان في مكتب الإرشاد بدل عضو المكتب الراحل محمد هلال. ونفى مرشد الجماعة أن يكون الأمين العام للجماعة محمود عزت قد أبدى اعتراضا على ذلك، قائلا إن "كل ما جرى هو خلاف حول تطبيق اللائحة الداخلية". وردا على سؤال حول أسباب تمسكه بالاستقالة في هذا الظرف الذي يواجه الجماعة قال عاكف إن "الجماعة دائما في موقف حرج مستمر مع النظام، والملاحقات الأمنية لأبنائنا لا تتوقف أبدا، وأنا أريد أن أتخفف من الأعباء التي تثقل كاهلي، ولذا فإن انتخابات المرشد العام ستجري في موعدها".
وحول الأسباب التي دعته إلى تفويض معظم صلاحياته لنائبه الأول محمد حبيب، قال إن التفويض هو عرف متبع داخل الجماعة، و"عندما أكون غائبا ينوب عني النائب الأول (حبيب)، لكن الجماعة لا تقضي أمرا إلا بعد أن تأخذ إذن المرشد حتى في حال غيابه". وأكد عاكف أن "المستقبل يثلج صدور الجماعة، وأن العلاقات ستتجه إلى أحسن ما يكون لأن غايتهم نصرة هذا الدين والوقوف في وجه المستبدين".