احتشد اكثر من الف اسلامي بالقاهرة يوم الجمعة للمطالبة بتطبيق الشريعة مما يبرز الانقسامات داخل المجتمع مع تنافس مختلف الفصائل على تشكيل مصر الجديدة.
ويحتدم الجدال بين الليبراليين والاسلاميين بشأن دور الاسلام. ويسيطر الاسلاميون على الجمعية التأسيسية المؤلفة من مئة شخص والمكلفة بكتابة الدستور الجديد للبلاد الذي يحتاج موافقة شعبية في استفتاء قبل اجراء الانتخابات البرلمانية.
وردد المتظاهرون هتافات تقول "اسلامية .. اسلامية" وسط ميدان التحرير مركز الاحتجاجات التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد 30 عاما في الحكم ضيق خلالها الخناق على الإسلاميين.
وكان الاقبال على مظاهرات اليوم اقل من المتوقع بعد تراجع بعض جماعات التيار السلفي. وقالت بعض الجماعات انها ستشارك في مظاهرات الجمعة المقبل.
ولم تشارك في مظاهرات اليوم جماعة الإخوان المسلمين التي تتبنى نهجا اقل تشددا من السلفيين.
وعلى عكس العديد من المظاهرات التي كانت تملأ الميدان منذ سقوط مبارك كانت اعداد المتظاهرين الجمعة متواضعة وتدفقت حركة المرور عبر الميدان بسهولة نسبية حتى في اوقات التظاهر.
كما ردد المتظاهرون شعارات رافضة لليبرالية والعلمانية ولوحوا باعلام سوداء عليها شعارات اسلامية.
وتشير مسودة الدستور المعلنة حتى الآن الى انه سيحوي مزيدا من المرجعيات الاسلامية اكثر من الدستور السابق مما يثير قلق الليبراليين والمسيحيين الذين يمثلون نحو عشر سكان البلاد البالغ عددهم 83 مليون نسمة. كما يخشون من فرض قيود اجتماعية.
ولا تزال مادة تنص على ان "مباديء الشرعية هي المصدر الرئيسي للتشريع" باقية كما هي دون تغيير كما كانت في الدستور السابق الا انه يجري الاعداد لاضافة مادة جديدة تفسر هذه المباديء.
الا ان ذلك لم يرض العديد من السلفيين الذين ينادون بدعوة لا لبس فيها لتطبيق الشريعة بدلا من العبارة السابقة التي يقولون ان الليبراليين سيستغلونها لتفريغ المادة من معناها.
وقال هاني محمد احمد (38 عاما) الذي يعمل بوزارة المالية أثناء مشاركته في المظاهرة "اريد ان تكون الشريعة الاسلامية المصدر الوحيد للتشريع وليس المصدر الرئيسي."