أعلن مصدر مقرّب من أياد أغ غالي، قائد حركة أنصار الدين، أن وفدا من الحركة توجه، أمس الجمعة، لزيارة الجزائر لإجراء مفاوضات حول ''السلام'' في شمال مالي.
و قال المتحدث في تصريح هاتفي مع وكالة ''فرانس بريس''، إنه ''من أجل تحقيق السلام لابد من الحوار''. وحسب نفس المتحدث، فإن وفدا آخر من حركة أنصار الدين توجه أيضا إلى العاصمة واغادوغو من أجل إجراء مفاوضات هناك باعتبار أن الرئيس البوركينابي، بليز كومباوري، يمثل وسيط مجموعة دول غرب إفريقيا ''إيكواس'' التي تدافع عن خيار التدخل العسكري لحل أزمة شمال مالي، من خلال دعوتها لإرسال 3300 جندي لإسناد القوات المالية من أجل استرجاع مدن فاو وتومبوكتو وكيدال من سيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة.
وليست هذه المرة الأولى التي يتنقل فيها وفد من حركة أنصار الدين للجزائر من أجل إجراء مشاورات سياسية، بل شهدت الأشهر الماضية زيارة وفد عنها لنفس الغرض، غير أن تنقل وفد حركة أنصار الدين، الذي تعتبره الجزائر فصيلا ترفيا، إلى جانب حركة الأزواد، له مطالب سياسية، يتزامن مع بداية قرع طبول التدخل العسكري في شمال مالي الذي تدفع باتجاهه باريس بمعية مجموعة غرب إفريقيا ''إيكواس''. كما أن مجيء وفد عن حركة أياد غالي للجزائر غداة انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن بيوم 26 نوفمبر الجاري، تعطي مؤشرا بأن هذه الزيارة من شأنها أن توضح الكثير من الأمور، وقد تعطي دفعا للعملية السياسية في حل أزمة مالي. وضمن هذا السياق تطالب المجموعة الدولية، وعلى رأسها فرنسا وواشنطن، بضرورة أن تعلن حركة أنصار الدين فك أي ارتباط لها بالمجموعات الإرهابية على غرار القاعدة وحركة التوحيد والجهاد التي تبنت اختطاف واحتجاز الدبلوماسيين الجزائريين. وتعطي هذه الزيارة لوفد أنصار الدين إلى الجزائر المتكون من منتخبين وأعيان من منطقة كيدال، خصوصا، في وقت يعكف عسكريون في باماكو على تحضير الخطط العسكرية للتدخل في المنطقة، الانطباع بأن إمكانية الحل السياسي لا تزال قائمة، رغم محاولات إجهاضها من قبل بعض الدول.
الخبر