نقلت وزارة الدفاع عددا إضافيا من الطائرات العمودية الهجومية إلى قواعد جديدة في أقصى الجنوب طيلة الأشهر الثلاثة الماضية، تمهيدا لاستغلالها في عمليات عسكرية ضد عناصر القاعدة والتوحيد والجهاد في أقصى الجنوب، في إجراء يوحي بقرب وقوع حرب في المنطقة.
استبعدت مصادر ميدانية في شمال مالي تحدثت إليها ''الخبر'' أن تكون التعزيزات العسكرية الجاري إرسالها مؤشرا لتنفيذ عملية كبيرة ضد القاعدة هناك، لعدة أسباب أهمها نقص المعلومات الاستخبارية الميدانية حول مواقع تواجد الجماعات المسلحة وتحركاتها، كما أنه ورغم معرفة أجهزة الأمن بالمواقع التي يتحرك فيها الإرهابيون عبر شمال مالي، إلا أن هذه المناطق شاسعة جغرافيا لدرجة استحالة تطويقها والتحرك فيها إلا بقوات ضخمة لا يمكن توفيرها حاليا.
وشرعت مصالح وزارة الدفاع الوطني بالتعاون مع مقاولات خاصة في إنجاز منشآت هندسية كبرى في أقصى الحدود الجنوبية. وقال مصدر على صلة، إن الجيش بصدد إنجاز قواعد عسكرية جديدة، بالإضافة إلى قاعدة جوية جديدة في أقصى الحدود الجنوبية على مقربة من منطقة النشاط الرئيسية للجماعات الإرهابية، وترمي إلى زيادة مدى تحليق طائرات سلاح الجو الجزائري ومروحياته القتالية من أجل تغطية أكبر للمناطق الصحراوية المتاخمة للحدود الجزائرية، أين يتحرك الإرهابيون، وتكثيف التواجد العسكري في هذه المواقع.
واعتمدت قيادة الجيش تكتيكات جديدة في التصدي للجماعات الإجرامية والإرهابية التي تحاول التسلل إلى الجزائر انطلاقا من إقليم أزواد ومن شمال النيجر وموريتانيا، وتعتمد على المزاوجة بين عمل نقاط المراقبة الثابتة والمحصنة وعمل قوات الاستطلاع والمراقبة الجوية وتخصيص 3 آلاف عسكري في قواعد جوية كقوات تدخل يمكن نقلها جوا بطائرات الهيليكوبتر وطائرات النقل العسكري الكبيرة. وقالت مصادر على صلة بجهود مكافحة الإرهاب في الساحل، إن الإستراتيجية المنتهجة حاليا أثبتت فاعلية كبرى في مراقبة الحدود الشرقية مع ليبيا، وتعمل قيادة الجيش على تكثيف نشاط قواتها الجوية في منطقة الحدود الجزائرية المالية والموريتانية. وكشف مصدر أمني رفيع بأن الجزائر نقلت طائرات قتال ومروحيات عسكرية إضافية إلى الناحية العسكرية السادسة، وأنشأت قيادة عمليات جوية تختص بعمليات النقل والإمداد والتموين في الجنوب، بالإضافة إلى وحدات مغاوير محمولة جوا تتعقب الجماعات الإرهابية.
وقررت دول الساحل دعم وتدريب ميليشيات مسلحة لمواجهة الجماعات الإرهابية التابعة لقاعدة المغرب والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. ورغم التحفظ الرسمي حول هذا الموضوع، فإن مصادر غير رسمية قالت لـ''الخبر'' إن أحد أقرب مساعدي الإرهابي مختار بلمختار هو ضمن هذه الجماعة المسلحة التي تستقطب إسلاميين وإرهابيين تائبين جزائريين وأجانب، بالإضافة إلى رجال قبائل من بدو العرب والتوارف غير الراضين عن الوضع الحالي. وحسب المعلومات المتاحة، فإن القنصل المالي في تمنراست، عبد الرحمن قلا، المنتمي لقبيلة شاناناس التارفية، يكون أحد داعمي هذه المبادرة التي تهدف لتشكيل قوة ميليشيا مختلطة من البدو الرحل تعمل في المناطق الوعرة بتيغرغار وتديرلان وآزقرت في شمال مالي، ووتسلامن وأززقرن واكادس في شمال النيجر. وتعد هذه المواقع بالإضافة إلى مرتفعات إيفوغارس وواد زوراك أهم المواقع التي يتحرك فيها الإرهابيون. وتأمل قيادة جيوش دول الساحل من وراء هذه المبادرة، التضييق على الإرهابيين بقوات غير نامية تقيم وتتحرك في ذات المواقع أين ينشط أنصار تنظيم قاعدة المغرب.
الخبر