توصلت كل من باريس وواشنطن، إلى خطة للتدخل في مالي دون مناقضة تصريحاتهما السابقة بإرسال جنودهما، حيث اكتفتا بالاستعانة بطائرات دون طيار نقلتا عددا منها من أفغانستان وذلك لضرب قواعد الأعور بعدما أثبتت تلك الطائرات نجاعتها وسهولة وصولها إلى مركز الأهداف العسكرية.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن السلطات الأمريكية بدأت التفكير في توجيه ضربات جوية محتملة بواسطة طائرات بلا طيار، ضد قواعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الموجودة في شمال إفريقيا. ولم يؤكد مستشار الرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان تفاصيل المناقشات، التي قالت الصحيفة أنه يشارك فيها مسؤولون من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع. إلا أن تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، قال ”لقد أعلن الرئيس صراحة هدفه في القضاء على تنظيم القاعدة ونحن نعمل يوميا لتحقيق هذا الهدف”. وأضاف ”ليس من المفاجئ أن يعقد البيت الأبيض اجتماعات حول سلسلة من القضايا ومن بينها ملفات مكافحة الإرهاب”.
ويتزايد القلق بين صانعي السياسة الأمريكيين، بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اكتسب مزيدا من النفوذ والقوة منذ أن سيطر على قطاعات واسعة من مالي وحصل على الأسلحة من ليبيا بعد الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي. وتسيطر العديد من الفصائل المتمردة على شمال وشرق مالي ومن بينها فصائل إسلامية مرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وتستخدم الولايات المتحدة الطائرات بدون طيار التي تستخدم بالفعل ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في دول مثل باكستان واليمن أو الصومال.
وكان مسؤول كبير في الدبلوماسية الأمريكية أكد أن الولايات المتحدة على استعداد لدعم تدخل عسكري ”جيد الإعداد” تقوم به دول إفريقية في شمال مالي لطرد حركة التمرد الإسلامية المرتبطة بالقاعدة، بحسب فرانس برس.
وقال جوني كارسون، أعلى مسؤول في قسم شؤون إفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية، ”يجب أن يحدث في وقت ما عمل عسكري” ضد المتطرفين المرتبطين بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين يسيطرون على شمال مالي. ودعا الدبلوماسي إلى أن يكون الانتشار المحتمل لقوات من مجموعة دول غرب إفريقيا تحت إشراف الأمم المتحدة ”بقيادة الجيش المالي مع دعم كل دول المنطقة مثل موريتانيا والجزائر”. وكان رئيس وزراء مالي موديبو ديارا دعا الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا إلى التدخل عسكريا في شمال مالي وذلك بإرسال طائرات وقوات خاصة.
إلى جانب ذلك قالت صحيفة الغارديان إن بريطانيا ستضاعف عدد طائراتها المسلحة بدون طيار التي تقوم بعمليات قتالية ومهام للمراقبة في أفغانستان. وأضافت الصحيفة أن سربا جديدا من خمس طائرات بدون طيار من طراز ريبر سيرسل إلى أفغانستان وسيكون جاهزا للعمليات وأنه للمرة الأولى فإن السيطرة على تلك الطائرات ستكون بواسطة أجهزة وشاشات في بريطانيا، بحسب رويترز.
ووفقا للغارديان فإن طيارين متمركزين في موقع مجهز بتكنولوجيا متقدمة في قاعدة راف وادنجتون العسكرية في إنجلترا سيتولون توجيه الطائرات الأمريكية الصنع التي جرى شراؤها مؤخرا. وطائرات ريبر الخمس الحالية لدى بريطانيا والتي تستخدم لاستهداف متمردين مشتبه بهم في إقليم هلمند بجنوب غرب أفغانستان يجري تشغيلها من قاعدة لسلاح الجو الأمريكي في نيفادا لأن بريطانيا ليس لديها هذه القدرة.
الفجر