بالقدر الذي يتندر فيه الناس على الشخير كان التحذير قويا من مخاطره على الصحة في مؤتمر هو الأول من نوعه في الجزائر، حيث دق خبراء جزائريون وأجانب الناقوس لما اعتبروه مرضا خطيرا.
فقد ناقش المؤتمر على مدى يومين (21 و22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري) أسباب ومخاطر الشخير وطرق علاجه والوقاية منه.
وتم تعريف الشخير بأنه الصوت الصادر من خلال الأنف أو الفم أثناء النوم نتيجة انسداد جزئي في مجرى الهواء، وهنا تكمن خطورته باحتمال السبات الأبدي للشخص، حسب حبيب دواغي رئيس قسم الأمراض التنفسية والحساسية ومسؤول مختبر اضطرابات النوم والشخير بمستشفى بني مسوس بالعاصمة.
وأوضح دواغي في حديث خاص للجزيرة نت أن أهداف المؤتمر هي "التشخيص المبكر، والعلاج الأفضل، والوقاية من مرض الشخير الذي يعتبر مشكلة عامة" بلغت نسبة المصابين به 3% من المجتمع العالمي. وفي دراسة أعدتها الجمعية الجزائرية لاضطرابات التنفس أثناء النوم –التي يرأسها دواغي- بينت أن نصف الرجال مرضى بالشخير، في حين تعاني ربع النساء من هذا المرض.
ولاحظت الدراسة أن المصابين بمرض الشخير هم مرضى بالأمراض القلبية والسكر وارتفاع ضغط الدم ومرض البدانة، وهي أمراض تشكل خطورة على الصحة العامة للإنسان.كما أن النساء اللواتي يعانين من شخير الرجال يكن عرضة لقلة النوم مما يتسبب لهن في الإرهاق والتوتر، الأمر الذي ينعكس على الاستقرار الأسري.
يقول محمد (39 عاما) "فكرت بطلاق زوجتي بسبب شخيرها، فكان الحل أن ينام كل واحد منا في غرفة مستقلة"، إلا أن أزمة السكن –في رأي محمد- قد تحول دون أن يفعل آخرون لهم المعاناة نفسها مثل فعله. أما مريم فقالت "يخلد الجميع للنوم إلا أنا، فزوجي يشخر وإذا أيقظته غضب"، مشيرة إلى أن أهلها وأهله يستهجنون شكواها من شخير زوجها ويعتبرون الموضوع "من الأسرار الزوجية".
الوقاية والعلاج
وقد أوصى المؤتمر وزارة الصحة بإنشاء مختبرات الشخير في كافة ولايات البلاد لإجراء اختبار النوم لدى المصابين بالشخير، كما أوصى وزارة العمل والتضامن الوطني بتوفير أجهزة تنفس اصطناعي لمرضى الشخير.
وبحسب المؤتمر فإنه لا يوجد علاج جراحي للشخير المصاحب لانقطاع التنفس إذا كان ناجما عن خلل في مراكز التحكم في التنفس بالمخ، أما بالنسبة للآخرين فإن خفض الوزن أو الإقلاع عن التدخين أو إجراء جراحة للأنف بإزالة الزوائد وتنظيف الجيوب وتقويم اعوجاجه قد يساهم في توقف الشخير.
ولعلاج الشخير المزمن هناك آلة التنفس الاصطناعي، التي يجب استخدامها -حسب التوصية الدولية- خمس ساعات في الليلة على مدى خمسة أيام على الأقل أسبوعيا ولمدة خمس سنوات للمساعدة على تحسن مريض الشخير.وطمأن المؤتمر أن الشخير ليس مرضا وراثيا، لذا فإن شخير الأطفال غالبا يكون سببه التهاب الحلق واللوزتين أو جيوب أنفية.