أشعلت المباراة الحاسمة المنتظرة بين الجزائر ومصر منتصف الشهر القادم في تصفيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 فتيل حرب إعلامية، كما شحنت الأجواء بين جماهير البلدين.
وبهدف التخفيف من هذه الأجواء سعت أطراف من الجانبين إلى إطلاق مبادرات لحصر المقابلة في إطارها الرياضي. ومن بين هذه المبادرات تلك التي تبنتها جريدتا الشروق الجزائرية والمصرية. وقال رئيس تحرير الشروق الجزائرية محمد يعقوبي إن ما يحدث سببه أن بعض الرموز الرياضية والإعلامية المشهورة تشعل فتيل الحرب وتشجع على مثل هذه الانزلاقات.
ولم يخف أن الطرفين يتحملان المسؤولية ولكن العتاب الأكبر يقع على عاتق المصريين لأن المجال الإعلامي في بلدهم أرحب بفضل كثرة الفضائيات الرياضية ذات الصدى الواسع مقارنة بالجزائر التي تملك قناة أرضية واحدة ولا تملك أي قناة رياضية، حسب قوله.
وأشار في هذا الصدد إلى المحتوى السلبي الذي تداولته هذه الفضائيات التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية في الجزائر، لكنه شدد على ضرورة التمسك بنشر الروح الرياضية والود بين بلدين تربطهما روابط عريقة وعزيزة. وأضاف الإعلامي "في هذا السياق جاءت مبادرتنا مع الزميلة الشروق المصرية لتكريس الروح الرياضية في المباراة وعدم الخروج بها عن هذا النطاق".
تعظيم الروابط
من جانبه تحدث وزير الإعلام الأسبق وعضو مجلس الأمة محيي الدين عميمور عن وجود "حمقى من الطرفين يريدون إفساد واحدة من أنبل العلاقات العربية بينما تحرص القيادة السياسية في البلدين على تعظيم الروابط والعلاقات الثنائية".
وخرج عميمور في حديثه للجزيرة نت من دلالات الشحن المفرط المنتشر حاليا بسبب المباراة من مجال الرياضة إلى مجال السياسة، متحدثا عن التربص الإسرائيلي بمثل علاقة كهذه صنعها التاريخ بين الجزائر ومصر وتعذر في مناسبات عديدة النيل منها أو إضعافها. ودفعت المبادرة التي أطلقتها صحيفة المصري اليوم تحت شعار "وردة لكل لاعب جزائري" محيي الدين عميمور إلى التعبير عن ثقته في وعي المثقفين في كلا البلدين لوأد روح التعصب وإشاعة الروح الرياضية والتنافس الشريف.
ودعا عضو مجلس الأمة الإعلاميين في البلدين إلى إعطاء المباراة ما تستحق من اهتمام لا يتجاوز حدوده الكروية، وقائلا إن عموم أبناء الشعبين يتسمون بالتعقل وينبذون روح التعصب.
عمرو وجماعته
في الاتجاه ذاته قال الكاتب والسفير السابق عثمان سعدي إن أيا من الفريقين يذهب لنهائيات كأس العالم سيكون ممثلا للعرب. وعبر سعدي الذي افتخر بأنه تلقى تعليمه في مصر عن انزعاجه لما قاله المذيع المصري عمرو أديب من إساءة في حق الشعب الجزائري.
وقال إن هذا الخطاب عيب في حق كل من الجزائريين والمصريين. وعبر عن ثقته في أن هذه الأخطاء والتجاوزات لا تنال من العلاقة المتينة بين الجزائر ومصر.ودعا العقلاء في مصر إلى استنكار ما قاله "عمرو وجماعته". وذكر أن ما يحدث "مجرد زوبعة في فنجان وستبقى العلاقات الإستراتيجية بين الجزائر ومصر قائمة وراسخة".