كشفت عدد من الوكالات، أن الجزائر أقدمت على شراء 400 ألف طن من القمح خلال مناقصة تمت نهاية الأسبوع.
وحسب ما نقلته وكالة رويترز على لسان تجار ووسطاء القمح في السوق العالمية، فإن الكمية التي اقتنتها الجزائر ستكون على الأرجح من السوق الفرنسية. وقد بلغ سعر طن القمح الذي اشترته الجزائر 50 ,364 دولار، وسيتم تسليم الشحنة في شهر جانفي القادم.
أشارت وكالة رويترز إلى أن تجار القمح في السوق العالمية كشفوا، في وقت سابق، عن اقتناء الجزائر لـ 200 ألف طن من القمح، قبل أن يتأكد أن الكمية بلغت 400 ألف طن حسب تجار آخرين. ورغم اختلاف التجار في البداية عن الكمية التي اقتنتها الجزائر، من خلال المناقصة التي أطلقت خلال الأسبوع الماضي، إلا أنهم اتفقوا على أن فرنسا هي المصدّر الأكثر ترجيحا لأحدث مشتريات الجزائر من القمح بالنظر إلى ارتفاع أسعار القمح الأمريكي ومخاوف بشأن جودة المحصول في أمريكا اللاتينية.
وقد سبق للجزائر أن كشفت في وقت سابق عن اقتناء 500 ألف طن من القمح الصلب في أوت الماضي معظمها من كندا، وذلك بسبب ضعف المحصول المحلي، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية عن حكيم شرقي رئيس قسم التجارة الخارجية بديوان الحبوب، الذي أشار أن الكنديين فتحوا سوقهم للمنافسة، مما قد يدفع الأسعار للارتفاع وأن المحصول الكندي يبدو جيدا نسبيا هذا العام.
وقد كانت الجزائر قد كشفت في شهر جوان 2012 أنها لن تحتاج لاستيراد القمح الصلب أو الشعير حتى نهاية .2012 ودفعت توقعات بأن محصول القمح المحلي لن يكفي لتغطية الاحتياجات في أوائل العام القادم إلى استيراد كميات كبيرة من القمح الصلب. وقال شرقي إن الإنتاج المحلي سيكون كافيا لتلبية الاحتياجات حتى العاشر من جانفي، وبعد ذلك التاريخ ستلبى الاحتياجات من خلال الواردات، لكنه لم يذكر أرقاما محددة.
للتذكير، فإن ديوان الحبوب رجّح أن تحقق البلاد اكتفاء ذاتيا من القمح لموسم 2012 بما يقارب 8 ,5 ملايين طن مقابل 5 ,4 ملايين طن أنتجتها الجزائر عام 2011،وهو ما سيعفيها من استيراد هذه المادة الأساسية للطعام. وأوضح رئيس الديوان نور الدين كحال في تصريحات سابقة، أن الجزائر لن تكون حاضرة بالسوق الدولية للقمح الصلب القاسي والشعير إلى غاية نهاية سنة ,2012 في حين ستستمر في استيراد القمح اللين. واستوردت الجزائر في نهاية أفريل الماضي ما قيمته 400 مليون دولار من الحبوب خصوصا القمح اللين، مقابل 800 مليون دولار في الفترة نفسها من سنة .2011
وبلغت قيمة واردات الحبوب من القمح بنوعيه والشعير 03 ,4 مليارات دولار عام 2011 مقابل 98 ,1 مليار دولار عام 2010 بزيادة بلغت نحو 103 بالمائة وبلغ إنتاج الجزائر من القمح في موسم 2009-2010 أكثر من 5 ,4 ملايين طن مقابل أكثر من 1 ,6 ملايين طن في موسم .2008-2009
وكانت الجزائر قد حققت اكتفاء ذاتيا من القمح الصلب في الفترة ما بين 2008 و2010 بما يمثل نسبة 40 بالمائة من إجمالي المساحة المزروعة بالحبوب في البلاد، وهي النسبة نفسها بخصوص الشعير، وقد خصصت ال 20 بالمائة المتبقية للقمح اللين وهو المشكل الذي لا تزال تتخبط فيه الجزائر، حيث أن مشترياتها من القمح اللين تبقى مرتفعة جدا، ولم تتمكن حتى الآن من تحقيق اكتفاء ذاتي في هذا النوع من القمح.
الخبر