مع استعداد البلاد للانتخابات النيابية العام المقبل، يأمل الكينيون بأن تتميز هذه الانتخابات بالحرية والعدالة والسلمية وأن يركز السياسيون على الأمور التي تهم الناس بدلاً من تأجيج التفرقة بينهم على خلفية قبلية.
ودعا رئيس لجنة مراقبي الانتخابات التي تتألف من ائتلاف منظمات في المجتمع المدني ومنظمات روحية، كينيدي ماسيم، المجتمع للاندماج بشكل أوسع في الأحزاب السياسية وأن يحاسبوا المسؤولين فيها على السياسات التي ينتهجونها.
وقال ماسيم في حديث لصباحي "لا يترشح السياسيون [في كينيا] للانتخابات حاملين أيديولوجية محددة، لكنهم يدخلونها طمعاً بالسلطة". وقال إن السياسيين والمواطنين الكينيين يجب أن يعتمدوا سياسات تركز على حل المشاكل الحياتية والابتعاد عن الاعتبارات الشخصية والسياسيات القبلية والاثنية التي تعيق تبلور رؤيا واضحة لمستقبل كينيا ووصول اصحاب الكفاءة والقادة ذوي المصداقية إلى قيادة البلاد.
وأضاف "إن الأمر مثير للسخرية، فالاقتصاد والسياسات الخارجية والصحة والطاقة كلها مواضيع تطرح للمعالجة في أغنى دول العالم، بينما نجد أن القبلية والإهانات والاساءات المغرضة هي الأولوية في البلدان الفقيرة. علينا هذه المرة أن نعمل على تحقيق التغيير".
كما دعا ماسيم المواطنين لممارسة الضغط على المرشحين لمناصب حكومية رفيعة لإجراء نقاشات عامة حيث يمكن لكل مواطن مساءلتهم حول سياسياتهم وصدق نواياهم بتحقيق وعودهم في حال تم انتخابهم. وتوجه ماسيم في حديثه يدعواللجنة المستقلة لشؤون الإنتخابات والحدود في كينيا لضمان انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية.
وفي هذا الإطار، كان رئيس اللجنة أحمد اسحاق حسن واحداً من خمس كينيين سافروا إلى الولايات المتحدة الأميركية لمراقبة عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة. وفي حديث لصباحي على هامش حملة توعية حول الانتخابات في نيروبي في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، قال حسن إن اللجنة أُدهشت بالسرعة الكبيرة التي تم خلالها إعلان نتائج الانتخابات.
وأضاف حسن أن اللجنة سرّت بما شاهدته من اعتراف سريع للمرشح الخاسر بخسارته وانسحابه، مع أن النتيجة كانت متقاربة جداً. وقال "هذا ما على السياسيين ومناصريهم في بلادنا أن يفعلوه. إعلان سريع للنتائج وقدرة أعلى للخاسرين على قبول الخسارة وبالتالي تفادي المناوشات غير الضرورية والتي قد تؤدي إلى مشاكل أحياناً".
المواطنون يطالبون بانتخابات أكثر ديموقراطية
من جانبه، قال ديكسون موماني، وهو موظف في مؤسسة م-بيسا لتحويل الأموال، إنه يأمل بأن تكون الانتخابات العام المقبل سلمية.
وأضاف موماني في حديث لصباحي "إن الانتخابات السلمية دليل على الديموقراطية الحقيقية. وفي كينيا، اعتدنا على أعمال العنف بعد كل انتخابات. ليس هذا ما نريد أن نُعرف به إذا حقاً أردنا أن نسير في طريق الديموقراطية ودفع كينيا نحو التقدم".
وشدد على أن الاستراتيجيات الضعيفة للحملات الانتخابية هي السبب في أعمال العنف خلال الانتخابات وحذر من أن سوء سلوك السياسيين هذه المرة قد يؤدي أيضاً إلى العنف.
وقال "نريد من السياسيين أن يتوقفوا عن حملات التشويه بسمعة المرشحين المنافسين لهم. نريد منهم أن يتوقفوا عن مهاجمة الآخرين على أساس إثني وزرع الشقاق بين المجتمع. نريدهم أن يتناولوا المسائل المطروحة وتوصيل رسالة سلام من خلال الحملات الانتخابية لتوحيد الناس قبل الانتخابات لتفادي سقوط البلاد في حمام دم آخر".
من ناحية أخرى، أكدت لوسي نيامبورا، وهي من القياديات المحلية في حي داغوريتي، على ضرورة تشجيع النساء للمشاركة في العملية الانتخابية من خلال توفير بيئة آمنة لهن ليتمكنوا من ممارسة حقوقهن كناخبات أو مرشحات.
وقالت نيامبورا إن معظم النساء في كينيا يتفادين المشاركة في الحياة السياسة خوفاً من أن يتم الاعتداء عليهن، لكنها عبرت عن أملها "بتوفير الاستعدادات الأمنية اللازمة واتخاذ الاجراءات العقابية اللازمة ضد من يحاول ترهيب النساء".
أمّا جولي أشينغ، وهي طالبة حقوق في جامعة نيروبي، فقالت لصباحي إن الشباب يجب أن يشاركوا بشكل أكبر في تحديد مصير بلادهم من خلال التسجيل كناخبين والاقتراع والترشح لمقاعد نيابية. وأضافت أنها تأمل بالتصويت للمرة الأولى بعد حصولها على بطاقة هوية وطنية.
ولفتت إلى أن "السياسيين كانوا في الماضي يستغلون الشباب كأداة لافتعال أعمال العنف، لكنني آمل هذه المرة أن نرى الشباب عنصراً أساسياً وفاعلاً في حملاتهم الانتخابية، علينا أن نبتعد عمن يدعون للكراهية ونرفض أن يتم استخدامنا في رمي الحجارة على الآخرين".
الصباحي