انتقل الجنرال دوكوردارمي، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، عبد العزيز بناني، إلى الدوحة، أمس (الخميس)، للتحضير لمشاركة قوات مغربية في عملية عسكرية، يجري التحضير لها وأطلق عليها اسم «الصقر الجارح».
ووفق معلومات حصلت عليها «الصباح»، فإن الجنرال بناني وصل إلى الدوحة على متن رحلة خاصة، مرفوقا بعبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بإدارة الدفاع الوطني.
وأفادت مصادر مطلعة أن المغرب سيكون حاضرا في هذه العملية العسكرية التي تشارك فيها نحو 35 قوة عسكرية، تمثل بلدانا عربية وأجنبية، مضيفة أن الخبرة الميدانية والعسكرية التي اكتسبتها القوات المغربية، إلى جانب مشاركتها في عمليات تدريب مشتركة بين القوات المسلحة الملكية وقوات «مارينز»، منحتها مكانة مهمة في جهاز الأمن العسكري العربي.
ووفق المصادر نفسها، فإن الحضور المغربي الوازن، في عملية «الصقر الجارح 3»، ممثلا في الجنرال بناني والمكلف بإدارة الدفاع، عبد اللطيف لوديي، يعطي للحضور المغربي مكانة مهمة، سيما أن القوات المسلحة الملكية تسلمت في عملية تدريب خاصة بالأمن الجوي، مهمة إدارة عملية عسكرية شاركت فيها قوات من بلدان أوربية ومغاربية.
وكشفت المصادر ذاتها أنها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها قوات عسكرية مغربية في عمليات بمنطقة الشرق الأوسط، مضيفة أن آخر عملية شاركت فيها كانت إبان القتال الدائر على الحدود السعودية اليمنية، وهي المشاركة التي جاءت بطلب من العاهل السعودي لمواجهة حرب العصابات التي كان يشنها «الحوثيون» على حدود المملكة.
وسيحضر المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عرضا عسكريا ضخما يقام بمناسبة انتهاء العمليات العسكرية، التي خصصت لاستعراض جاهزية الاستعداد لأي أزمة، وكذا دور المدنيين في الاستفادة من تدخل الدولة وتوجيهها للمجهود العسكري. كما تحقق العملية هدفا أساسيا يكمن في تبادل الخبرات بين الدول في إدارة الأزمات٬ سواء تعلق الأمر بالأزمات الداخلية من خلال وجود خلايا نائمة بالدولة تريد أن تنفذ مخططات تخريبية٬ وهجوم خارجي تتعرض له الدولة.
وتأتي هذه التحركات العسكرية الميدانية لقيادة الجيش، في تزامن مع الاستعدادات الجارية للتدخل العسكري في شمال مالي، حيث طلبت دول غرب إفريقيا، التي ستقود التدخل العسكري، مشاركة قوات مغربية.
ويرتقب أن تتصدر هذه الأخيرة قائمة الدول المرشحة لتولي مهمة إيفاد مزيد من الجنود لبلوغ العدد المحدد في 5500 عسكري، إذ أعلن المغرب استعداده للمشاركة في قوات مشتركة، وهو الأمر الذي يثير قلق الجزائر، التي تتوجس من مشاهدة ترسانة عسكرية مغربية على حدودها الجنوبية، ما جعلها تدفع في اتجاه رفض أي تدخل عسكري بما يضمن تنامي الأنشطة الإرهابية بالمنطقة والتهديدات الإرهابية.
الصباح