اشتبك متظاهرون ورجال شرطة في القاهرة لليوم الثاني يوم الثلاثاء في شارعين يؤديان إلى ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي.
ورشق المتظاهرون عددا من رجال الشرطة تحصنوا بمبنى تابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة التي يطل مبناها على التحرير بالحجارة ورد رجال الشرطة بالحجارة وقطع من الخشب والزجاج وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وخلال اشتباك في شارع محمد محمود هتف مئات المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل يا مرسي" في إشارة إلى الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي يقول نشطاء إنه لم يغير الكثير من سياسات مبارك التي ثاروا عليها.
وبعد ساعات انتقل الاشتباك إلى شارع قصر العيني الذي تطل عليه مباني مجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء.
ونقل نشطاء على دراجات نارية عشرات المصابين بإغماء جراء إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
ومنذ سقوط مبارك يوم 11 فبراير شباط عام 2011 تمر مصر باضطراب سياسي وتراجع اقتصادي وانفلات أمني.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط قول مدير الاستقبال والطواريء بمستشفى قصر العيني القريب هشام أبو عيشة أن متظاهرا يدعى جابر صلاح جابر وصل إلى المستشفى مصابا بطلق ناري في المخ وبطلق خرطوش أصاب الرأس والرقبة والصدر والذراع ويعاني من تجمع دموي على الرئة اليمني وتجمع هوائي على الرئة اليسري.
وأضاف أن جابر لا يصلح معه أي تدخل جراحي وأنه وضع على جهاز التنفس الصناعي.
وقال المتحدث الإعلامي باسم حركة شباب 6 ابريل محمود عفيفي لرويترز إن جابر ينتمي للحركة وإنه أصيب يوم الثلاثاء. وأضاف أن جابر ميت إكلينيكيا على حد وصف أطباء تحدث معهم.
وقال أبو عيشة إن متظاهرا وصل إلى المستشفى مصابا بانفجار في العين اليسرى وأجريت له عملية جراحية وحالته مستقرة.
وبرأت محاكم الجنايات الأغلبية الساحقة من رجال الشرطة الذين حوكموا بتهم تتصل بقتل مئات المتظاهرين خلال الانتفاضة لكن محكمة جنايات القاهرة عاقبت مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد لإدانتهما بتلك التهم.
وتمثل المظاهرات ضغطا على الرئيس المصري لتنفيذ وعوده بمعاقبة من قتلوا المتظاهرين خلال الانتفاضة وخلال الإدارة العسكرية لشؤون البلاد التي استمرت نحو 17 شهرا.
وكان متظاهرون ورجال شرطة اشتبكوا أمس الاثنين في معارك كر وفر في شارع محمد محمود وشوارع أخرى تؤدي من التحرير إلى مبنى وزارة الداخلية استخدمت فيها الحجارة وقنابل الغاز المسيل للدموع مما تسبب في سقوط عشرات المصابين من الجانبين بعضهم بطلقات خرطوش بحسب أبو عيشة.
وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على 19 متظاهرا.
ووقعت اشتباكات اليوم السابق بعد احتشاد ألوف المتظاهرين في شارع محمد محمود لإحياء ذكرى مرور عام على بدء اشتباكات فيه بين نشطاء والشرطة تلت فض اعتصام بالقوة في ميدان التحرير. وأسفرت تلك الاشتباكات قبل عام عن مقتل عشرات النشطاء.
وقال نشطاء إن اشتباكات يوم الاثنين بدأت عندما ألقت قوات الشرطة الحجارة على متظاهرين حاولوا إزالة حواجز تتكون من كتل خرسانية في شوارع تؤدي إلى مبنى وزارة الداخلية مقامة منذ مظاهرات العام الماضي.
واستمرت اشتباكات يوم الاثنين حتى الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء واستخدم فيها الجانبان القنابل الحارقة بين وقت وآخر.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل زار يوم الثلاثاء المصابين من رجال الشرطة في المستشفى. وأظهرت لقطات تلفزيونية قنديل قائلا خلال الزيارة "كلنا مع التظاهر السلمي. نتظاهر لكن يجب ألا نتعدى بحال من الأحوال على المنشآت الحكومية أو الشرطة لأن الشرطة تحمي منشآتنا وأولادنا."
وكان مئات من النشطاء اعتصموا في ميدان التحرير يوم 18 نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي مطالبين بإنهاء حكم المجلس العسكري الذي أدار البلاد لفترة انتقالية وفي اليوم التالي هاجمتهم الشرطة وأزالت خيامهم مما أدى لوقوع اشتباكات استمرت أياما.
ويتهم نشطاء جماعة الإخوان المسلمين بأنها خذلتهم العام الماضي حين تركتهم يواجهون الشرطة وانشغلت بانتخابات مجلس الشعب التي بدأت في نوفمبر تشرين الثاني.
ويتهم سياسيون الجماعة بعقد صفقة مع المجلس العسكري ضمن بها العسكريون خروجا آمنا من الحكم قبل تسليمه لمرسي الذي فاز في أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ مصر. ونفت جماعة الإخوان والمجلس العسكري ذلك.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الشرطة ألقت القبض على أربعة متظاهرين يوم الاثنين خلال اشتباك بين عشرات المتظاهرين والشرطة أمام مبنى مديرية الأمن بمدينة الإسكندرية الساحلية.
وأضافت أن الأربعة أحيلوا إلى النيابة العامة للتحقيق معهم. وتجري النيابة العامة في القاهرة تحقيقات حول الاشتباكات التي شارك فيها تلاميذ مدارس ومراهقون آخرون بجانب النشطاء.
رويترز