عاد الحراك السياسي من جديد بين السودان ودولة الجنوب من اجل إحياء اتفاق التعاون الموقع بين البلدين في أديس أبابا. ويأتي ذلك في ضوء زيارة الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم إلى الخرطوم حاملاً رسالة من الرئيس سلفاكير إلى نظيره عمر البشير بشأن العلاقات بين البلدين.
وفي مسعى جديد لاختراق الجمود الذي صاحب اتفاقية التعاون بين السودان وجنوب السودان الموقعة في سبتمبر الماضي والدفع بها إلى حيز التطبيق بدأ كبير مفاوضي دولة جنوب السودان زيارة إلى الخرطوم تمهيداً لاجتماعات اللجان السياسية والأمنية والاقتصادية المشتركة بين البلدين وتفعيلاً للاتفاق وإزالة العقبات التي تعترضه.
وصرح كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم للصحافیین بأن الزیارة جائت: لتفعيل تنفيذ كافة الاتفاقيات الموقعة والعمل لتنزيل هذه الاتفاقيات للواقع، والانتقال بالعلاقات بين الدولتين إلى مربع التعاون.
ويشكل انعدام الثقة بين البلدين العقبة الأساسية التي تحول دون تنفيد الاتفاقات الموقعة بينهما حيث تتمسك جوبا بأولوية ملف النفط في تطبيق الاتفاق بينما لاتزال الخرطوم تتمسك بأولوية ملف الترتيبات الأمنية وأنهاء النزاع على حدود البلدين، مايعجل بحتمية البت في تحديد أولويات التنفيذ وآلياته.
كما صرح رئيس وفد السودان المفاوض إدريس محمد عبدالقادر فی اللقاء أن: على الطرفين أن يجلسوا بعد إجازة اتفاقيات التعاون والاتفاقيات المدرجة تحتها في برلماني البلدين، لتفصيل هذه الآليات التنفيذية بتواقيت ولجان.
ویری المراقبون أن التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلدين كفيلة بدفعهما نحو البدء بتطبيق الاتفاق بين البلدين. لكن الاختلاف على أبيي يثير المخاوف بعودة الطرفين مجدداً للحرب، لاسيما مع رفض السودان لمقترح الوساطة الإفريقية بشأن المنطقة.
وأوضح الباحث السیاسي السوداني أحمد دقش لمراسلتنا أن: الجنوب يعاني من أزمة اقتصادية خانقة الآن، والسودان يعاني من ضغوط أمنية كبيرة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق و منطقة دارفور، بینما يسعى كل طرف للتوصل إلى معالجات للأزمات التي تواجهه من خلال الاتفاقات الموقعة.
ويتوقع لهذه المباحثات أن تمهد الطريق لإنزال اتفاق التعاون إلى أرض الواقع فضلاً عن تحديد المنطقة الآمنة منزوعة السلاح بين البلدين، وإعادة رسم العلاقة بين البلدين على اعتبارات التعاون والمصلحة المشتركة.
هذا ومهما تباعدت الخطى بين البلدين ومهما اتسعت شقة الخلاف بينهما غير أن كلاً منهما يوقن بالجلوس والحوار والتفاوض مع الطرف الآخر والخروج بمخرجات علها تساهم في حل جزء ولو يسير من أزمات كل منهما.
العالم