أعلن إبراهيم غالي سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر أن جبهة البوليساريو ستنسحب من مسار مفاوضات السلام مع المغرب على خلفية اعتقال ناشطين صحراويين في مدينة الدار البيضاء.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن غالي قوله خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء بمقر السفارة بالعاصمة الجزائرية: "إن السلطات المغربية ترفض إطلاق سراح المناضلين الصحراويين الذين تم اعتقالهم يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، رغم الدعوات المتكررة التي وجهتها جبهة البوليساريو للإفراج عنهم".
وأشار السفير إلى أن إصرار المغرب على المواصلة في سياسة اعتقال المناضلين الصحراويين والتضييق عليهم ليس في مصلحة مشروع السلام الذي تدعي الرباط أنها تدعمه وتنظر إليه كمخرج للنزاع القائم في الصحراء الغربية، كما أن هذه السياسة تهدد مساعي الأمم المتحدة الهادفة لإيجاد حل سلمي سياسي ويرضي الطرفين. وأوضح أن البوليساريو تأخذ قضية المعتقلين مأخذ الجد، وأنها ترى أن المفاوضات مع المغرب أضحت مهددة بشكل جدي، إذا أصرت السلطات المغربية على عدم الإفراج عن المعتقلين.
وأكد أن بلاده قلقة من خرق حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية من طرف المحتل، موضحا أنه في الوقت الذي يتحدث فيه المغرب عن مفاوضات السلام فإنه في المقابل يعزز تواجده الأمني بالأراضي الصحراوية المحتلة، والذي صاحبته حملة اعتقالات وتوقيفات ضد مواطنين صحراويين، إضافة إلى التعذيب الذي يتعرض له هؤلاء على أيدي رجال الأمن المغاربة. وشدد السفير الصحراوي على أن الاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة مطالبان بالتدخل السريع، والضغط على السلطات المغربية من أجل حملها على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين.
وتجدر الاشارة الى أن السلطات المغربية اعتقلت اوائل الشهر الجاري سبعة ناشطين صحراويين مؤيدين للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو" ، بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء بعد زيارة للجزائر التقوا خلالها قادة الجبهة ، ووجهت اليهم تهمة التجسس . جدير بالذكر أن جبهة "البوليساريو" تأسست في سبعينيات القرن الماضي حين احتضنتها الجزائر ومولتها ليبيا وتزايد الاعتراف بها دوليا ، ومع الثمانينيات استطاع المغرب أن يعزز وجوده العسكري في الصحراء للتصدي لهجمات البوليساريو العسكرية.
ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة التوصل إلى حل سلمي لهذا المشكل الذي قارب عمره ثلاثة عقود وظل قيامه حائلا دون قيام اتحاد بين دول المغرب العربي. وتطالب البوليساريو باستقلال الصحراء ، فيما يعرض المغرب منح الصحراء الغربية "حكما ذاتيا واسعا تحت سيادة المغرب"، غير أن البوليساريو رفضت الاقتراح وطالبت بتنظيم استفتاء على تقرير المصير.