اعتبر الناشطون والمحللون في مجال السياسة أن على الأحزاب السياسية في تنزانيا استعمال الانتخابات التمهيدية لتعيين المرشحين للمناصب العامة، وذلك من أجل تعزيز الديموقراطية والشفافية في النظام السياسي.
وحالياً، يختار معظم الأحزاب السياسية التنزانية مرشحيهم للرئاسة والبرلمان والمناصب الاستشارية من خلال اللجان الحزبية.
ولكن أكد مويسيغا باريغو، عالم الاجتماع وكبير المحاضرين في جامعة سانت أوغسطين في تنزانيا، على أن الانتخابات التمهيدية تمنح المرشحين فرصة الدفاع عن برامجهم الانتخابية أمام الناخبين، مما يساهم في تعزيز الالتزام والوعي ضمن الدائرة الانتخابية.
وقال إن تحويل السلطة من زعماء الأحزاب إلى المواطنين يشرّع المرشَحين المستقبليين في نظر الناخبين.
ومن جهته، ذكر علي أوكي، وهو ناشط سياسي ومحاضر في جامعة زنزيبار، أن اللجان الحزبية غير المعلنة قد تنشئ بيئة تزيد الفساد. وأضاف لصباحي أن الانتخابات التمهيدية توفر للناخبين القدرة على تسمية مرشحهم، وهذا أمر يعزز الديموقراطية ويحث الزعماء على التصرف بمسؤولية.
تقريب السياسيين من الناخبين
وأشار إلى أن الانتخابات التمهيدية ستسمح للناخبين على المدى الطويل بالمساهمة في تحديد شكل السياسات في المناطق التي تعاني من مشاكل خطيرة، لا سيما في ما يخص تأمين المياه النظيفة والكهرباء والرعاية الطبية والنقل والزراعة.
وذكر المحلل السياسي، جيمس مارينغا، أن الانتخابات التمهيدية ستساعد التنزانيين على اختيار الزعماء الذين يعالجون المشاكل التي تهم المواطنين. وقال لصباحي "سينتخب الناس شخصاً على علم بمشاكلهم، عوضاً عن حصولهم على زعيم تم فرضه عليهم".
وأضاف مارينغا أن هذه الانتخابات يمكن أن تساعد الأحزاب في تقييم ردود فعل الناخبين بشأن البرامج التي يروجون لها.
وفي هذا السياق، قال وزير شؤون الترويج في حزب شاما شا مابيندوزي، نابي ناووي، إن الحزب أطلق الانتخابات التمهيدية في 2007 للمناصب الاستشارية والبرلمانية، علماً أنه تم تطبيقها في الانتخابات العامة في 2010. وتابع قائلاً إن الحزب سيعمد على الأرجح إلى إجراء انتخابات تمهيدية مجدداً في الانتخابات المقبلة، ولكن ليس للانتخابات الرئاسية.
وأوضح أنه على المستوى الرئاسي، قد تؤدي الانتخابات التمهيدية إلى انقسامات ضمن الحزب الواحد قبل صدور التعيينات. وقال "لا يزال النقاش قائماً. قد نتوصل إلى قرار [بشأن الانتخابات التمهيدية الرئاسية] مع حلول 2015".
يُذكر أن حزب المعارضة، تشاما تشا ديمكراسيا نا ماينديليو، أجرى الانتخابات التمهيدية في انتخابات 2005، إلا أنه علّق استعمال هذا النظام في 2010 عندما قرر زعماء الأحزاب تسمية مرشح الحزب، حسبما ذكر نائب الأمين العام للحزب زيتو كابوي لصباحي.
وقال كابوي إن الحزب عاد بعد ذلك عن قراره وسيعمد إلى إجراء الانتخابات التمهيدية لتعيين مرشحيه للانتخابات المقبلة.
وذكر لصباحي "أدركنا أنه عند إقامة انتخابات تمهيدية لثلاثة أشهر، يتم الاستفادة من حملة ترويجية عبر وسائل الإعلام طوال هذه الفترة و[يسلط ذلك الضوء على الحزب] من حيث الترويج لسياساته وتعريف المرشحين على الناخبين".
وفي هذا الإطار، قال أستيريوس بانزي، 45 عاماً وهو من سكان دار السلام، إن نظام الانتخابات التمهيدية يساعد على تصفية وفرز المرشحين و"يقرّب الديموقراطية إلى المواطنين العاديين".
كذلك، أوضح بانزي لصباحي أن هذه العملية تجبر المرشحين على التواصل مع الناس وعلى الاطلاع على المشاكل التي يواجهها التنزانيون يومياً. وبعد انتخابهم، تجعلهم أكثر قابلية لبذل الجهود من أجل حلّ تلك المشاكل وهذا أمر يحسّن وضع المواطنين اقتصادياً واجتماعياً، على حد قوله.
وأضاف أن العمل بالانتخابات التمهيدية يساعد في إنشاء بيئة سياسية شاملة. وقال "مع وجود أصوات بديلة من أحزاب معارضة، تتم معالجة أي مخاوف تصدر عن الناخب. أنا متفائل جداً بقدرة الانتخابات التمهيدية على تعزيز ذلك".
أما إدغار كاموكاندا، الذي يبلغ من العمر 17 عاماً ويأمل بالتمكن من الانتخاب للمرة الأولى في 2015، فقال إن النظام السياسي يسمح لمن يطمحون إلى دخول المجال السياسي بتحقيق رغبتهم بواسطة المال، من خلال رشوة أعضاء اللجان الحزبية خاصةً على المستوى المحلي. وأضاف كاموكاندا لصباحي أن السماح لأعضاء الأحزاب المسجّلة باختيار مرشحهم سيضمن إلغاء احتمال وقوع مثل حالات الفساد هذه.
الصباحي