أشار أقرباء ومعاونون لزعيم حزب الاسلام الشيخ حسن طاهر أويس إلى أنه متحصن في بلدة براوه ومحاط بمناصرين من عشيرته بعد أن نجا من عدد من محاولات الاغتيال التي تعرض لها.
وقال إيمان نور، 22 عاماً وهو أحد مناصري أويس، لصباحي، إن أكثر من خمس محاولات لتصفية الشيخ أويس باءت بالفشل في غضون الأسبوعين الأخيرين ما دفع به للإحتماء بين أبناء عشيرته. وأضاف نور أن عناصر من حركة الشباب يحاولون تشديد قبضتهم على القياديين المعتدلين أمثال أويس لمنعهم من الدخول في مباحثات سلام مع الحكومة الجديدة.
واستخدم عناصر من الشباب في 28 تشرين الثاني/نوفمبر سيارة مفخخة بعبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد في آخر المحاولات لقتل الشيخ أويس في الشارع الرئيسي من براوه التي تقع على بعد 170 كلم جنوب غربي العاصمة.
وبحسب ما قال محمد عثمان آروس، وهو مقاتل سابق في الحركة وأحد أقرباء أويس، فإن أحداً لم يصب بأذى، إلا أن شظايا من الإنفجار أحدثت أضرار في سيارة الشيخ رباعية الدفع.
وكان حزب الاسلام قد انفصل عن حركة الشباب في أيلول/سبتمبر الماضي، نتيجة اختلافات أيديولوجية والتغيرات السياسية التي شهدتها الصومال.
وكشفت سغل خليف عبدي، 49 عاماً ومن سكان براوه، أن حسابات التصفية بين المناصرين لحركة الشباب ومناصري الحزب المنشقّ عنها سيزيد من عدم الاستقرار وسفك الدماء.
وأضافت أن المتشددين المرتبطين بالقيادي في حركة الشباب أحمد عبدي غوداني، المعروف أيضاً بالشيخ مختار ابو الزبير، فرضوا قيوداً صارمة على العابرين إلى البلدة من مداخلها الشمالية والجنوبية.
ولفتت عبدي إلى أن "احد المستشارين للشيخ حسن طاهر أويس لجأ إلى العاصمة مقديشو لتشجيع وجهاء عشيرته للتوسط وإنشاء شبكة إتصال بين قائده وبين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود".
وأضافت أن ذلك تمّ بعد حصول مشادات كلامية وخلافات حادة بين الزعيمين البارزين للحركة واللذين ينتميان إلى عشيرة أويس ذاتها.
تقويض حركة الشباب
من جانبه، قال المحلل السياسي الصومالي برخدلي جبريل علمي لصباحي إن الشيخ أويس أعاد تنشيط حواضن قبيلته، واتخذ إجراءات فاعلة للدفاع عن نفسه وأسرته إذا ما هوجم في منزله.
وأشار برخدلي إلى أن بعض القادة من حزب الاسلام أصبحوا عرضة للاستهداف بسبب اتجهاهم نحو الدخول في محادثات مع الحكومة ورفضهم لاعتناق الأفكار الهدامة والأفعال الارهابية للحركة.
وشدد برخدلي على ضرورة أن يستفيد الجيش الصومالي والقوات الإفريقية من الوضع المتدهور للحركة والسير نحو مدينة ماركا وبلدة براوه لحماية الشعب ولدعم مساعي السلام والسلطات المحلية.
وقالت الصحافية المتقاعدة نصرة عثمان جيتي، 41 عاماً، إن بداية المفاوضات بين حزب الاسلام والحكومة الصومالية سينهي أي نفوذ تتمتع به حركة الشباب.
واعتبرت جيتي أن الحركة ستسقط عاجلا أم آجلا لقتلها الشعب وتبديدها لثرواته وترك ميليشياتها تضرب بالرصاص على كل من يعارض نهجها المتشدد لتفردها بالرأي والحكم.
وأردفت "لا نعرف ما سيؤول إليه الأمر، لكن الجميع يفكر في إحتمال حدوث مواجهات كما شهدنا سابقا في تموز/يوليو 2010 قتالاً بين حركة الشباب وحزب الاسلام حول تدبير الموارد الإقتصادية من ميناء ومطار مدينة كيسمايو، حاضرة محافظة جوبا السفلى".
وبدورها، أوضحت ياسمين صلاد غاغالي، وهي ناشطة في رابطة المجتمع المدني الصومالي، في حديث لصباحي أن فتح حوار سياسي مع المعتدلين من حركة الشباب سيزيد من هشاشة قوى الحركة وسيمهد إلى تنفيذ عمليات عسكرية في نواحي عديدة من وسط وجنوب البلاد.
وأضافت أن ذلك سيساهم في إنجاز المقترحات والتوصيات الأمنية لدحر القاعدة ومناوئي السلام، مضيفة بأن العمليات الأمنية للقوات المسلحة الصومالية ستسمح بتعقب المسلحين ومنعهم من الهروب والتفلت من العقاب والقضاء لينالوا جزاء جرمهم البشع.
وأكدت ياسمين أنه "لا بد من إلقاء القبض على المجرمين الإرهابيين والمتعاونين معهم الذين اقترفوا سلسلة من الجرائم ضد الشعب الصومالي من قتل وقطع الأعناق والأيادي والأرجل والألسنة بدون وجه حق، وستشهد مأساتهم آلاف الشهود أمام المحاكم من بينهم ضحايا نجوا من هجماتهم الإنتحارية وقصفهم على الأحياء السكنية".
واعتبرت ياسمين أن استراتيجية برنامج المصالحة الوطنية الرامية إلى إعادة استقرار البلاد وبسط نفوذ الحكومة الفيدرالية في كل أنحاء البلاد، سيسمح لمحبي السلام الخروج من قبضة المتطرفين.
الصباحي