قال مسؤلون في جنوب السودن يوم الثلاثاء ان دورية للجيش يحتمل أن تكون قد قتلت 11 مدنيا رميا بالرصاص وهو ما يأتي بعد أيام من قول الأمم المتحدة إن الجيش قتل عشرة محتجين في حادث آخر.
واختلفت الروايات بشأن الحادث الذي وقع قرب بلدة جوموروك بمنطقة بيبور في ولاية جونقلي.
وقال حاكم جونقلي كول مانيانج لرويترز إن معلوماته الأولية تفيد بأنه "في الرابع من ديسمبر (كانون الاول) كان الجيش الشعبي لتحرير السودان يقوم بدوريات على الطريق من جوموروك. وقرب الجبل تعرضوا لكمين وقاتلوا. وجرح جندي وقتل 11 متمردا وصودرت بندقيتان."
واضاف "أما المعلومات التي لدي الان من الحكومة الاتحادية في (العاصمة) جوبا فهي أنهم كانوا مدنيين. تحدثت الى قائد القوة وقال انهم كانوا متمردين."
وقال بيتر جازولو المفوض السابق لحقوق الإنسان في بيبور إن القتلى مدنيون عزل ولم يكونوا أعضاء في حركة تمرد محلية يقودها ديفيد ياو ياو طالب اللاهوت السابق.
وأضاف لرويترز "قتل صهري هناك وقتل فتى من أقارب زوجتي أيضا."
وكان مفوض مقاطعة ببيور جوزيف كوني قال إن عدد القتلى 13.
وقال كوني لرويترز "قال الجيش إن المتمردين نصبوا كمينا له لكن سكانا قالوا إن (القتلى) مدنيون. لا نعلم أيهم على حق."
واتهمت منظمات حقوقية مرارا جيش جنوب السودان الذي يتألف من رجال ميليشيا سابقين غير مدربين جيدا بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان.
وانفصل جنوب السودان عن شماله العام الماضي لكن حكومته تكافح لبسط سيطرتها على أراض شاسعة تعج بالسلاح بعد عقود من الحرب الأهلية مع الخرطوم انتهت في عام 2005 .
وفي جونقلي قوضت دائرة من أعمال القتل الانتقامي بين قبيلتي مورلي ولو نوير وحملة حكومية صارمة لنزع السلاح الآمال في أن يجلب الانفصال السلام.
كما تهدد خططا حكومية لاستكشاف النفط في حقل نفطي شاسع في جونقلي بمساعدة شركة توتال الفرنسية وشركات نفط أجنبية أخرى.
ولم يتسن الاتصال بعناصر من الجيش للحصول على تعليق رغم محاولات الاتصال المتكررة. وقللت حكومة جنوب السودان من شأن اتهامات جماعات معنية بالحقوق بأن قواتها الأمنية ارتكبت انتهاكات بحق مدنيين خلال حملة لنزع سلاح المدنيين وإنهاء سرقة الماشية.
وتتهم جماعات معنية بحقوق الإنسان الجيش بتأجيج المعارضة عن طريق ارتكاب انتهاكات من بينها الاغتصاب والتعذيب عندما شن حملة نزع سلاح قبيلتي مورلي ولو نوير في وقت سابق من هذا العام بهدف وقف إراقة الدماء بين القبيلتين.
وينفي الجيش الاتهامات. ويقول سكان في جونقلي إن العديد من أبناء قبيلة مورلي قاوموا نزع السلاح وهربوا إلى الغابات حيث انضموا إلى تمرد يقوده طالب اللاهوت السابق ديفيد ياو ياو .
وذكرت إذاعة تربطها صلات بتمرد ياو ياو أن الجماعة تقاتل الحكومة ردا على انتهاكات ارتكبت خلال برنامج نزع السلاح.
وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 900 شخص قتلوا عندما هاجم نحو سبعة آلاف من شبان لو نوير قرى مورلي في منطقة بيبور نهاية العام الماضي.