دعا خطيب الجمعة في مسجد بمدينة المحلة الكبرى المصرية المصلين اليوم للاستفتاء على مشروع دستور مثير للخلاف بنعم لكن بعض المصلين حاولوا ضربه داخل المسجد بعد الصلاة فيما يمثل امتدادا لاشتباكات الشوارع بين الفرقاء السياسيين إلى بعض المساجد.
وقال مصل إن الشيخ صلاح عبد الله نجم خطيب مسجد سيدي محمد الحنفي أكبر مساجد المدينة التي تقع في دلتا النيل وتشتهر بصناعة الغزل والنسيج قال إن الإسلاميين كتبوا مشروع دستور "يعبر عن الأمة" وإن جميع المسلمين يجب أن يصوتوا عليه بنعم.
وأضاف المصلي أن نجم مضى قائلا "اليهود يحاولون إسقاط مصر من خلال دفع مبالغ مالية كبيرة لمصريين يعارضون مشروع الدستور. بعد الصلاة تقدم مصلون نحو الخطيب محاولين ضربه وتصدى لهم آخرون مما تسبب في اندلاع مشاجرات ومشاحنات في المسجد." ويتسع مسجد سيدي محمد الحنفي لنحو ألفي مصل.
وتشهد المحلة الكبرى معارضة واسعة للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري ولمشروع الدستور الذي كتبته جمعية تأسيسية غلب عليها الإسلاميون.
وقال المصلي إن مصلين أخذوا نجم إلى غرفة في المسجد وأغلقوها لمنع المعارضين من التعدي عليه كما أغلقوا أبواب المسجد الذي وقف معارضون أمامه مرددين هتافات ضد نجم وجماعة الإخوان.
وقال مصل في مسجد السادات الروازقية بالمحلة الكبرى إن مصلين حاولوا ضرب خطيب الجمعة بعد الصلاة أيضا لأنه قال إن الدستور هو "دستور الشريعة والشرعية... وعليكم أن تخرجوا للتصويت عليه بنعم."
وبعد إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي نوقشت القضايا السياسية على نطاق واسع في المساجد التي استخدمها إسلاميون في الدعوة لانتخابهم لمجلسي الشعب والشورى ورئاسة الدولة.
واشتبك عشرات من المؤيدين والمعارضين لمشروع الدستور بالأيدي أمام مسجد جاويش في المحلة الكبرى بعد صلاة الجمعة اليوم. وقال مصل إن الاشتباكات وقعت بعد اعتراض مصلين على قول إمام وخطيب المسجد الشيخ بدير العزب في الخطبة "من لا يقول نعم للدستور فهو كافر."
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية اشتبك مؤيدون ومعارضون لمشروع الدستور خارج مسجد القائد إبراهيم بعد أن هاجم خطيب الجمعة الشيخ أحمد المحلاوي معارضي مشروع الدستور.
وقال المحلاوي في المسجد "(نعم) تؤدي للاستقرار. (لا) تؤدي لمزيد من الفوضى." وأضاف أن من يقول لا "حتبقى شهادته زور وهيتحاسب عليها يوم القيامة."
وقال شاهد عيان لقناة الجزيرة مباشر مصر إن اثنين من المعارضين احتجزا داخل المسجد بعد أن رشقه معارضون بالحجارة وحاولوا كسر بابه. وأضاف الشاهد أن المعارضين منعوا الخطيب من مغادرة المسجد.
وكانت الشوارع المحيطة بالمسجد وحديقة في مواجهته مركزا لاعتصام المتظاهرين خلال الانتفاضة التي أسقطت مبارك.
وقال شاهد من رويترز إن مئات المصلين هتفوا بعد الصلاة أمام المسجد "يسقط يسقط حكم المرشد" و"الشعب يريد إسقاط النظام" وتلت ذلك اشتباكات أوقعت 13 مصابا.
وقال شاهد عيان في مدينة إدكو بمحافظة البحيرة شمال غربي القاهرة إن خطيب الجمعة حث المصلين على الموافقة على مشروع الدستور وإن "أحد المصلين وقف وقال له لا تتكلم في السياسة." وقال الشاهد إن الخطيب استجاب.
رويترز