عثر في شمالي تشاد على آثار
لاستيطان بشري يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، وشهدت تلك المنطقة زيادة مضطردة
في عدد السكان، ويعدها العديدين أحد أهم المواقع الأثرية في أفريقيا. وأغلبها في
إقليم بوركو إنيدي تيبستي "Borkou-Ennedi-Tibesti" ويؤرخ البعض وجودها إلى ما قبل
2000 قبل الميلاد.
يعود تاريخ تشاد إلي عصر الإمبراطوريات، حين قامت أول مملكة عربية إسلامية في تشاد
في القرن الثاني الهجري والثامن الميلادي، كان اسمها مملكة كانم شمال شرق بحيرة
تشاد، ثم اتسع نفوذها في القرن الثالث الهجري حتي شمل منطقة السودان الأوسط
بأكملها، إلي أن وقعت تحت الاستعمار الفرنسي بدءاً من عام 1920م إلي أن نالت
استقلالها عام 1960م. وفي عام 1979 قامت الحرب الأهلية التي استمرت حتي عام 1982.
في عام 1962م، شكلت مجموعة من الشماليين منظمة ثورية تسمى جبهة التحرير الوطنية،
كان أغلب قادتها من المسلمين. واندلعت الحرب بينها وبين الحكومة في منتصف الستينيات
مما دعا الحكومة لأن تستنجد بفرنسا عسكريًا. وفي عام 1971م، بدأت المنظمة تتلقى
مساعدات عسكرية من ليبيا. وفي عام 1973م، احتلت القوات الليبية منطقة تسمى شريط
أوزو على حدود تشاد الشمالية وهي منطقة يُعتقد أن بها يورانيوم.
قُتل الرئيس طمبلباي في عام 1975م. علي يد الوحدات العسكرية. وأصبح فيليكس مالوم
رئيسًا للنظام العسكري الجديد. استمرت الحرب إلى أن استولى الثوار على نصف الجيش
التشادي عام 1978م. ثم تشكلت عندئذ حكومة جديدة بها عدد متساٍو، يمثلون الشمال
والجنوب وأصبح فيها حسين حبري رئيسا للوزراء.
لم تحل الحكومة الجديدة مشاكل تشاد، لذلك هرب الرئيس مالوم عام 1979م، وتصارعت بعد
ذلك مجموعتان من القوات الثائرة علي السلطة، تنتمي إحداها لحبري الذي كان في ذلك
الوقت وزيرًا للدفاع. ورأس المجموعة الأخرى الرئيس الجديد جيكوني عويضي. الذي تلقى
دعمًا من ليبيا. وفي عام 1980م، هُزم الجيش بقيادة حبري واستولى جيكوني على السلطة،
وظلت القوات الليبية في تشاد حتى عام 1981م، عندما طالبها جيكوني بالرحيل. وقد حلت
قوات حفظ السلام من منظمة الوحدة الإفريقية محل القوات الليبية، ولكنها فشلت في أن
تمنع قوات حبري من الدخول ثانية إلى إنجمينا.
في يونيو 1982م، أطاح الجيش بقيادة حبري بحكومة جيكوني الذي هرب، كما أنسحبت قوات
حفظ السلام الإفريقية وصار حبري رئيساً، ولكن جيكوني عاد مع قوات من ليبيا.
وفي عام 1983م، أرسلت فرنسا قوات ومعدات عسكرية لدعم حكومة حبري. ولكن قوات جيكوني
والقوات الليبية احتلت شمالي تشاد بينما سيطرت قوات حبري على إنجمينا. وفي عام
1986م، اندلع الصراع بين قوات جيكوني وحلفائهم الليبيين. واتحدت قوات جيكوني مع
قوات حبري، وهاجم حبري الليبيين. وفي عام 1987م، انسحب الليبيون من كل تشاد فيما
عدا شريط أوزو، ووافقت الدولتان على الهدنة في أواخر عام 1987م. لكن استمر الصراع
قائمًا بينهما على ذلك الشريط حتى فصلت محكمة العدل النزاع لصالح تشاد، وأعيد
الشريط في 1994م لتشاد.
في ديسمبر 1990م، استطاعت مجموعة ثورية تسمى حركة الإنقاذ الوطنية من إقصاء حكومة
حبري. وقامت هذه المجموعة بتشكيل حكومة جديدة برئاسة إدريس دبي. وفي عام 1993م، عقد
مؤتمر ضم كافة الأحزاب والفعاليات السياسية، وتم تشكيل حكومة مؤقتة. وفي عام 1996م،
أقرت تشاد دستوراً جديداً، وأجريت انتخابات رئاسية. وفي عام 1997م، أجريت انتخابات
برلمانية، وظل إدريس دبي رئيساً للبلاد.
وتصاعدت أعمال العنف بصورة ملحوظة بعد اكتشاف البترول في تشاد عام 2004 وبدء عمليات
تصديره، دخلت قوات أورفور بدورها في الصراع. في شهر إبريل 2006 وقبل شهر من
الانتخابات الرئاسية هاجم المتمردون نجامينا بهدف السيطرة عليها، وأسفرت المواجهات
بينهم وبين الجيش التشادي عن مقتل المئات، في تحرك وصفه مراقبون بأنه "تقدم مذهل
للمعارضة المسلحة في تشاد".
Other articles in this category |
---|
تشاد في لمحة واحدة |
الجغرافيا |
التاريخ |
الثقافة |
الاقتصاد |
السياسة |
العسكري |
العلاقات الخارجية |