المقالات و التقارير > حزب «النور» يهاجم العلمانيين وينفي إتهاماتهم له بخداع الشعب

حزب «النور» يهاجم العلمانيين وينفي إتهاماتهم له بخداع الشعب

رغم العمليات الإرهابية التي استقبلت شهر رمضان وأدت إلى مقتل أربعة من جنود الأمن المركزي في شمال سيناء، كانوا يستقلون ميكروباص لقضاء أجازتهم، أوقفها المهاجمون وقاموا بالاطلاع على أوراق تحقيق الشخصية للركاب ثم انزلوا الجنود الأربعة وأطلقوا عليهم الرصاص وقتلوهم. ونشرت الصحف أيضا عن العملية الإرهابية الثانية حيث تفجير سنترال تحت الإنشاء في حي الورود بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، وأدى سقوط الأعمدة إلى مقتل زوجة الخفير وطفلته، وسقوط برجين وتعطل مئات من خطوط التليفونات، ومع ذلك فإن الاهتمام الأكبر للغالبية الساحقة من المصريين انصرف إلى رمضان ومسلسلاته والبرامج التي ستعرضها شاشات القنوات الفضائية.
وإعلان أجهزة الأمن أنها اتخذت إجراءاتها لتأمين المساجد في صلاة التراويح، والتصدي لمحاولات الإخوان إفساد احتفالات المصريين بها، ومن بين الذين سارعوا الى الاحتفال كان زميلنا وصديقنا الإخواني في «أخبار اليوم» خفيف الظل محمد حلمي بقوله في فقرته المتميزة ـ بطبيعة الحال:
- ابن الحلواني لما يستحمى يتليف بخرطة كنافة .
- مرات بتاع العرقسوس ما تسيبوش إلا لما يشخلل جيبه.
- مرات طبيب العيون تحط الشربات على الكنافة بالقطارة .
- الفلاحة تقطع الكنافة بالفأس.
- عيال بائع البلح دماغهم ناشفة.
- الحلاق يسلك الكنافة بالمشط.
كما واصلت وزارة التموين الإعلان عن بيع ياميش رمضان واللحوم والخضراوات بأسعار مخفضة وإقامة معارض للسلع الغذائية والملابس بمشاركة القطاع الخاص. وهو ما أشارت إليه الصحف الصادرة يومي السبت والأحد، وإن كان زميلنا الرسام الكبير في «أخبار اليوم» هاني شمس قد أخبرنا بأن أسعار قمر الدين نار وسعر الكيلو خمسون جنيها وشاهد اثنان يقول أحدهما للآخر:
- أدي آخرة خلط الدين بأي حاجة.
كذلك أشارت الصحف إلى رفع أسعار البنزين والكهرباء ابتداء من غد الثلاثاء وقدرت الزيادة في البنزين بخمسين قرشا للتر، أما الكهرباء فقالت الحكومة أنها لن تمس الطبقات الفقيرة.
وأصدر المجلس الأعلى للصحافة قراراته بالتعيينات الجديدة لرؤساء تحرير الصحف والمجلات القومية، وإعلان الهيـــــئة الهندســـية للقوات المسلحة أن جهازها لعلاج فيروس سي الكبدي حقق نجاحا وصل لأكثر من خمسة وتسعين في المئة، في الحالات التي خضعت للعلاج وأنه سيتم الانتظار ستة أشهر أخرى لمراقبة الحالات التي تم علاجها. ومن اخبار الرياضة فوز الأهلي على الزمالك واحد ـ صفر. والى بعض مما عندنا..
بعض الأقباط يحدثون الوقيعة بين الرئيس والكنيسة

ونبدأ تقرير اليوم بالمعارك والردود التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، بعد أن زاد عددها، ورغم بداية شهر الصوم الذي من المفروض أن تصفو فيه النفوس وأن يصالح كل إنسان أخاه حتى لو كانوا من أشقائنا الأقباط، ومعاركهم التي أشار يوم الثلاثاء في «اليوم السابع» زميلنا سليمان شفيق إلى احداها بقوله عن الخلافات في الكنيسة الأرثوذكسية مع شباب ماسبيرو واتهام هؤلاء الشباب بالعمل على إحداث وقيعة بين الرئيس السيسي والكنيسة بواسطة بعض الأقباط:»بالطبع لا يحتاج شباب ماسبيرو لمن يدفع عنهم، لأن محاولات التشويه أو الوقيعة بين الكنيسة من جهة، والرئيس السيسي من جهة أخرى محاولات محكوم عليها بالفشل. للعلم ترك الاتحاد لأعضائه الحرية في التصويت بالانتخابات الرئاسية، شأنهم شأن أحزاب أخرى، وأعتقد أن النظام الجديد يعتز بشباب ماسبيرو وبشكل أزعج الكثير من تلك الأصوات، بمعني أن المنسق العام د. مينا مجدي دعي أكثر من مرة للقصر الرئاسي، كما دعت دوائر حكومية ممثلين من الاتحاد للحوار، كل تلك المبادرات الرسمية كانت تحمل رغبة مشتركة بين النظام الجديد وشباب ماسبيرو لتجاوز الأزمة عن طريق المصالحة، ولكن بعضا من المتأقبطين أرادوا إيقاف هذه المبادرات المتبادلة، أو التقارب بين اتحاد ماسبيرو والدولة من جهة، والاتحاد والقيادة الكنيسة من جهة أخرى، رغم أن اتحاد شباب ماسبيرو أصدر بيانا هنأ فيه الرئيس السيسي. والغريب أن هؤلاء المتربصين هاجموا الاتحاد لأنهم بهذا البيان باعوا دماء الشهداء، لذلك ادعى شباب ماسبيرو وبمزيد من التقارب مع النظام الجديد والكنيسة وعدم الانجرار لمحاولات الوقيعة بينهم وبين النظام وبينهم والقيادات الكنيسة والاستعداد للمشاركة في الاستحقاق النيابي القادم، سواء انتخابات البرلمان أو المشاركة في المحليات وعدم الوقوع في الابتزاز المعلن وجر مكونات القوى الوطنية لمعركة لا محل لها من الإعراب. وليعلم هؤلاء الصغار أن تلك الصغائر لن تنال لا من النضال الوطني للمواطنين الأقباط ولا من الكتلة الصلبة لشباب الوطن، وفي مقدمتهم شباب ماسبيرو ولتكن هذه التحرشات السياسية لشباب الاتحاد دعوة لمزيد من المصالحة من أجل الوطن والكنيسة».

حل مشاكل مصر أم مشاكل آثار الحكيم؟

وفي العدد نفسه هاجم زميلنا عبد الفتاح عبد المنعم الفنانة آثار الحكيم بسبب رفع دعوى قضائية ضد الفنان رامز جلال بقوله:»شعب مصر من أغرب شعوب الدنيا، شعب يبحث عمن يحمله مشاكله وكوارثه وخطاياه، المهم أن يكون هناك من يشيل الليلة شعب انتظر طويلا ولم يتحرك إلا بعد 30 سنة لكي يسقط حكم جلاديه، شعب لا يكمل مشوار كفاحه معتقدا أنه بخروجه في مظاهرات أو إسقاطه أنظمة صنع ثورة بالنسبة له، وهذا هو الوهم الذي عشش في عقول المصريين منذ 25 يناير/كانون الثاني 2011 و30 يونيو/حزيران 2013، وكلا الحدثين لم يتعد سوى مظاهرات أسقطت نظامي مبارك ومرسي، ولكن ما أعقبه من أحداث ما هو إلا إسقاط للشعب كله، فالفوضى التي أعقبت ما جرى في يناير 2011 ويونيو 2013 جعلنا جميعا نندم، فالشخصية المصرية أفرزت أسوأ ما فينا بعد خلع مبارك وعزل مرسي، وتحولنا جميعا إلى بلطجية وفتوات، ولم يعد للقانون أي قيمة في ظل الفوضى والبلطجة التي تضرب كل أنحاء مصر الآن. هذا هو واقع الشعب المصري الذي يبحث عن منقذ لكل مشاكله، حتى لو كانت تافهة، وأقرب مثال لذلك هو الأزمة التافهة التي وقعت بين الفنانة المعتزلة آثار الحكيم وفنان هو رامز جلال، فلجأت إلى القضاء وهذا حقها، ولكن أثار استغرابي أن آثار الحكيم قالت انها ستلجأ إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي والمهندس إبراهيم محلب، وكأن كلا من السيسي ومحلب نجحا في حل مشاكل مصر المستعصية حتى يتفرغا لمشاكل آثار ورامز التافهة. تهديد آثار برفع مشكلتها التافهة مع رامز إلى رئيس الجمهورية تحولت إلى ظاهرة، فكل من يختلف مع الآخر الآن في مصر يقول إنه سيرفعها إلى السيسي، حتى لو كانت خناقة بين اثنين من المشخصاتية مثل آثار ورامز، اللهم فك عقدة هذا الشعب الفاشل في كل شيء حتى في حل مشاكله التافهة اللهم أمين».

برامج المقالب تصطاد الفنانين لاستغلال شهرتهم

لكن زميلنا وصديقنا في «الأهرام» الدكتور وحيد عبد المجيد في اليوم نفسه أبدى اعجابا شديدا بموقف آثار بأن قال عنه:»هذه هي المرة الأولى التي يمتلك فيها احد ضحايا هذه البرامج الشجاعة اللازمة لمواجهتها وكشف ما تنطوي عليه من خداع وتحايل وترويع وإيذاء نفس، رغم إدراكها أن المستفيدين من هذا النوع من البرامج، التي تدر عليهم مكاسب طائلة، يملكون أدوات لا يستهان بها للتشويه وقلب الحقائق ومحاولة تحويل ضحاياهم إلى جناة. ولما كانت برامج المقالب تصطاد الفنانين بالأساس لاستغلال شهرتهم في تحويل مشاعر الخوف والفزع التي تنتابهم إلى أموال، عبر تدفق الإعلانات، فمن العجيب أن يدافع بعضهم عن هذا الأسلوب الذي صار أحد أبرز مظاهر التدهور المهني وليس فقط الأخلاقي.
فالمفترض أن يكونوا جميعهم في مقدمة من يتصدى لمن يتربحون عن طريق تحويل فزع زملائهم إلى مضحكة في مواقف ينبغي أن تدفع إلى الألم والحسرة، لما بلغه مجتمعنا من تدهور وليس إلى الضحك والاستمتاع بها».

الثقافة المصرية بحاجة لثورة حقيقية شاملة

ومن أهل الفن إلى أهل الثقافة في «أهرام» الخميس وصديقنا الدكتور جابر عصفور الذي عبر عن مخاوفه من عودة دولة مبارك: «رغم أن وزير الثقافة الجديد شريك وشاهد على معظم ما ذكرت، إلا أنني متفائل بالخطة التي تحدث عنها للتعاون مع وزارات تشارك في صناعة الرأي العام، وإن كنت لا أعرف مدى مقبولية أفكاره من وزارات محافظة تعادي الفكر والإبداع والحريات العامة، وهي معضلات أظنها لن تساعد على جسر الهوة بين تلك الوزارات».
أسعدني أيضا أن يبدأ عصفور عهده بالحديث عن العدالة الثقافية رغم أن المصطلح نفسه يحتاج إلى الكثير من الضبط والتوضيح، إلا أنني لا أتصور أن تقوم عدالة ثقافية في ظل مركزية بغيضة لا تصل بالخدمة الثقافية إلى مستحقيها من المواطنين المستهدفين، ولن تكون عدالة في ظل ترك الوزارة نصبا لرجال يفتقرون إلى أدنى حدود الكفاءة العلمية والأخلاقية.
الثقافة المصرية جديرة بثورة حقيقية شاملة وعميقة لذلك أتمنى ويتمنى غيري أن تكون علوم السياسة كلها على خطأ ويثبت الدكتور جابر عصفور أنه لم يكن واحدا من القض والقضيض الذي يتداعى علينا من دولة دالت ولم نكن نتمنى لها أن تعود».

علي حاتم: المنهج الإسلامي المعتدل يزعج العلمانيين

وما أن سمع صاحبنا القيادي في جمعية الدعوة السلفية التي خرج منها حزب النور علي حاتم كلمات مثقفين وغيرها، حتى قال في اليوم التالي الجمعة في جريدة «الفتح» لسان حال الدعوة السلفية محذرا من حملات وهجمات العلمانيين ضد السلفيين بقوله:»منذ أن تولى الرئيس السيسي مقاليد الحكم في البلاد، بعد أن حقق نجاحا ساحقا على منافسه، بدأ الإعلام المصري ـ وأنا أقصد العديد من أجهزته ـ في شن حملات مغرضة ممنهجة ومكشوفة على الدعوة السلفية وعلى أبنائها، وكذلك على حزب النور، حيث يحاولون في هذه الحملات إظهار هؤلاء السلفيين على أنهم متشددون متطرفون في خطابهم الديني، وعلي أنهم لا يفترقون عن نظرائهم من التيارات الإسلامية الأخرى التي انبثق منها الإرهاب، والتي طالت أياديهم مؤسسات مصر وأبناءها في كل مكان. وعلى الرغم من أن الدعوة السلفية وأبناءها لم يعرف عنهم طوال ما يزيد عن ثلاثين سنة أنهم أساؤوا إلى مصر بلدهم، ولا إلى أبنائها ومؤسساتها ولا قاموا بعملية إرهابية ولو مرة واحدة ضد أية طائفة من طوائف الشعب أو مؤسسة من مؤسساته. ولكن مع الأسف الشديد فإن هذه الأجهزة الإعلامية تحاول أن تصف سلفيي هذه الدعوة بأنهم على درجة من الذكاء تجعلهم يتوارون خلف لغة ناعمة مقصودة وأنهم من ذكائهم نجحوا في الانفصال عن الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في الوقت المناسب، حتى لا يقعوا في الحفرة نفسها التي وقعوا فيها. أقول لهؤلاء الإعلاميين كفوا عن هذه الفتن وكفوا عن الوقيعة بين أبناء الأمة، ونحن معكم في وصفكم أبناء الدعوة السلفية بالذكاء ولكنه الذكاء الذي يجنبهم ويجنب بلادهم أعمال القتل والتخريب وسفك الدماء وغير ذلك مما حدث في مصر، لأنهم يعلمون تمام العلم أن هذا ضد منهجهم الوسطي المعتدل الذي يمثل خطهم على الدوام. كما أقول لهؤلاء الإعلاميين انكم تريدون تفريغ الساحة في مصر إلا لأمثالكم من العلمانيين والليبراليين ودائما الإسلام ومنهجه المعتدل يزعجكم».

مشاكل بدء العمل في السابعة صباحا

وهناك معركة أخرى كانت من نصيب زميلنا رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال القومية غالي محمد، الذي هاجم قرار أن يبدأ العمل في الساعة السابعة صباحا بقوله عنه وعن المشاكل التي يتسبب فيها: «أولى هذه النقاط أنه إذا أرادت سيدة عاملة أن تذهب، على سبيل المثال، من الهرم إلى عملها في التجمع الخامس، فلابد أن تتحرك من منزلها على الأقل السادسة صباحا، إن لم يكن قبل هذا، وإذا كانت تسير بسيارتها وفقا للمواعيد الشتوية في السادسة صباحا أي قبل الشروق وقبل طلوع الشمس، فمن المحتمل أن تتعرض هذه السيارة لبعض مضايقات وهي في طريقها للعمل، وأن تبدأ الحضانات والمدارس في السابعة صباحا أيضا ومعظمها تتبع القطاع الخاص، ومن ثم لا يمكن إلزامها أن تعمل في السابعة صباحا لأنه قد يكون سكن العاملين فيها في مناطق بعيدة. ليس هذا فقط بل لابد أن تفتح المحلات التجارية في مواعيد مبكرة لكي تدبر الموظفة المصرية احتياجاتها واحتياجات أبنائها، وحتى إذا قيل انه يمكن توفير تلك الاحتياجات في اليوم السابق فلابد أن تعمل تلك المحلات مبكرا. وبمجرد أن شرعت بعض الجهات والشركات الحكومية في تسريب خبر السابعة صباحا جاء رد الفعل من جانب الموظفة المصرية، هل هذا هو رد الجميل للمرأة المصرية التي شرفت مصر في الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية؟ بكل أسف لم يفهم الكثير من قيادات الحكومة رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي عن المرأة المصرية ومكانتها في ساحة العمل والمجتمع، وأخذوا يتسابقون في موضة السابعة صباحا، من دون اعتبار لمخاطر ذلك على المرأة».

محمد عمر: قصتي مع دوام الساعة السابعة صباحا

وما أن سمع زميلنا في «أخبار اليوم» خفيف الظل محمد عمر بما كتبه غالي حتى روى له هذه الواقعة يوم السبت:»طبقا لتوجيهات الحكومة بأن تبدأ كل المصالح الحكومية أعمالها في السابعة صباحا، توجهت في حوالي الثامنة إلى احدى إدارات المرور، وأنا أضع يدي على قلبي من الزحمة التي ستصدمني نظرا لتأخري قرابة الساعة على بدء العمل، طبقا للتوجيهات، لكن حينما وصلت لم أجد في المكان كله «صريخا ابن يومين» فانتظرت قرابة النصف ساعة حتى هلّ أول عسكري، ونظر لي مستفسرا بعينيه عن سر وجودي في هذا الوقت المبكر فبادرته «هم بيفتحوا إمتى؟» فقال لي مقطبا وبلا مبالاة «كمان نص ساعة» وعدي النقيض النص بدري بتاعي والنص متأخر بتاعهم إلى أن بدأت بشاير من الموظفين في الوصول فدخلت في أعقابهم عدل، لكن المفاجأة أن من دخلوا الإدارة أمامي ورأيتهم بأم عيني اختفوا فين ما تعرفش ولم أجد من جموع الموظفين إلا اثنين جلسا على مكاتبهم كاليتامى، فسألت أحدهم عن المختص بإصدار شهادة بيانات السيارة لأقدمها مع الرخصة مع صورة بطاقتي من أجل أن أحصل على شهادة بخلو ساحتي من الجرائم المرورية المقررة بالقانون فقال لي الموظف «استني شوية زمانه جاي» فوجدت نفسي أغني جاي أمتى جاي الساعة ستة راكب ولا ماشي راكب بسكلتة».

التهديد بفتح ملفات من لا يتبرع من تلقاء نفسه

أدت دعوة الرئيس الأثرياء ورجال الأعمال للتبرع لصالح الاقتصاد وحل مشاكل تعاني منها قطاعات من الشعب، واستجابة أعداد منهم، إلى سلسلة متواصلة من المعارك، عكست عمق الخلافات السياسية في البلاد وحالة التربص التي تسيطر على البعض ضد البعض منهم، والشكوك المتبادلة لدرجة دفعت زميلنا في «الجمهورية» يسري السيد يوم الخميس إلى التهديد بفتح ملفات من لا يتبرع من تلقاء نفسه بقوله:»التبرع بنصف الثروة بالنسبة لرجال الأعمال والأثرياء خاصة، الذين كونوا ثرواتهم على أرض مصر اما بالعرق والجهد والشرف وتبرعهم هنا ليس إجباريا، ولكنه تطوع أو خير لأبناء شعبهم، انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال التي تنفذ في الغرب، الذي لا يدين بالإسلام، ولم ينشأ على قيم التكافل التي حث عليها الدين الإسلامي والمسيحي، أو بالاحتكار والنهب أو الاستغلال أو السرقة ويكون التبرع هنا إجباريا، إذا لم يفعلوه تطوعيا، والأمر ببساطة تكشفه إقرارات الذمة المالية او التاريخ الاجتماعي لهؤلاء أو السيرة الشخصية وعلاقاتهم بالنظام الحاكم طوال عهد مبارك وحتى الآن. الخ من وسائل تكشف المستور وتصرخ بالحقيقة بأنهم كونوا معظم ثرواتهم بالحرام، واستغلال النفوذ وزواج المال بالسلطة، الذي أنتج لنا هذا الكم الهائل من الفساد الذي نهب مصر. طبعا قد يقول قائل انتهى عهد التأميم الذي أعاد به الزعيم جمال عبد الناصر توزيع ثروات الإقطاع على فقراء الشعب بعد قيام ثورة 23 يوليو بشهور قليلة، وثم ترجمتها بقانون الإصلاح الزراعي في سبتمبر/ايلول 1952 وحول به ملايين الاجراء من الفلاحين إلى ملاك، فشعر الفقراء أن عبد الناصر نصيرهم وزعيمهم، وبدأ ميلاد مصر جديدة. نعم انتهى عصر التأميم بمفهومه القديم لكن خير إجابة هي ارتفاع الضرائب لتصل إلى أكثر من سبعين في المئة في أغنى الدول الرأسمالية على الأرباح والدخول الضخمة».

هل حصلت الدولة على حقوقها من حيتان الأراضي؟

كما طالب زميلنا وصديقنا رئيس التحرير التنفيذي لـ«الشروق» عماد الدين حسين ـ ناصري ـ بإجراءات قال عنها في اليوم نفسه: «الذي رأيناه بعد مبادرة السيسي هو قيام بعض رموز المجتمع بالاتصال بالقنوات الفضائية والإعلان عن التبرع بمبالغ ونسب مختلفة، ربما يكون مجديا أكثر أن نحصل من كل شخص على حقوق الدولة أولا، بمعنى أنه علينا أن نتأكد أن كل القادرين قد سددوا ما عليهم من ضرائب ورسوم وكل حقوق الدولة. هناك شبهات كثيرة على بعض الأثرياء بأنهم يتهربون من الضرائب، وأنهم يستغلون مناصبهم ونفوذهم وأجهزة إعلامهم للتهرب من سداد هذه الضرائب. والتقديرات تقول إنها تصل إلى حوالي سبعين مليار جنيه. هناك أيضا حيتان الأراضي الذين حصلوا على ملايين الأمتار لزراعاتها ثم حولوها فجأة إلى عمارات وفلل سكنية والسؤال: هل حصلت الدولة على حقوقها من هؤلاء؟.. أكثر ما أخشاه أن النصابين وملوك الفهلوة ورجال كل عصر سوف يحاولون التستر خلف مبادرة السيسي ليتهربوا من سداد ما عليهم أصلا من حقوق الدولة».

حتى لا تتحول أحلام الإصلاح إلى كابوس جديد للبسطاء

وفي العدد نفسه من «الشروق» نظر زميلنا أشرف البربري إلى دعوة السيسي من زاوية مختلفة هي حسب قوله: «مثل هذا المولد عشناه في مناسبات عديدة ثم اكتشفنا أنه مجرد زفة إعلامية جوفاء يتكسب من ورائها بعض هواة الشهرة والمتسلقين، من دون أن تستفيد منها البلاد شيئا، ففي عام 1985 أطلق نظام حسني مبارك البائد زفة إعلامية باسم «الصحوة الكبرى» بين الأهلي والزمالك يخصص دخلها لهذا الغرض، وأقيمت احتفالات غنائية للهدف نفسه ثم انفض المولد ولم يسفر عن شيء. وقبل نحو عامين أخذت الحماسة الإسلاميين فأطلقوا مبادرة تبرع للاستغناء عن المعونة الأمريكية وقرض صندوق النقد الدولي، وانفض المولد من دون أي شيء، ثم تكرر السيناريو مرة ثالثة بعد نجاح حركة 30 يونيو/حزيران وأطلقوا صندوق « 30630 « لدعم الاقتصاد المصري ولم يسفر عن شيء أيضا. والحقيقة الواضحة ان الرئيس السيسي لجأ إلى هذه الخطوة لكي يهيئ المواطنين للإجراءات التقشفية الصارمة، وعلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن معه ألا يتهاونوا في البحث عن سيناريوهات جديدة للإصلاح تضمن توزيع الأعباء على كل فئات المجتمع بحسب قدرة كل فئة على التحمل، حتى لا تتحول أحلام الإصلاح إلى كابوس جديد للبسطاء الذين لم يعودوا مستعدين لمواصلة لعب دور الضحية، بعد أن عرفوا الطريق إلى الشوارع والميادين للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية».
هل تتحرك ضمائر
من هربوا أموالهم إلى الخارج؟

أما آخر مشارك في هذه القضية في تقرير اليوم فهو زميلنا في «الوفد» عضو مجلس الشعب السابق وأحد خصوم نظام مبارك الأشداء محمد عبد العليم وقوله يوم الخميس أيضا: «كل ما أطلبه خاصة ممن هربوا الأموال الى خارج البلاد أن تتحرك ضمائرهم ويستيقظوا من سباتهم، وأن يبادروا فورا ومن دون انتظار لرد هذه الأموال إلى الوطن الذي منه نبتم وعلى عروشه جلستم وعلى أمواله استأمنتم، فبالله عليكم كيف طاوعتكم ضمائركم وهربتم هذه الأموال إلى الخارج، ألم تعلموا أن تهريب هذه الأموال إلى خارج البلاد كان يصب في صالح عدو يسيطر رجاله على بنوك أوروبا وأمريكا، وان المستفيد الوحيد الآن من هذه الأموال هي عصابات الصهاينة التي تدعم السلاح الصهيوني، سواء تقليديا او غير تقليدي، استعدادا للفتك ببني وطنكم، وبكل تأكيد منهم فلذات أكبادكم، وهم لن يسيروا على خطاكم لو أصررتم على عدم عودة هذه الأموال، وهنا تكون الخيانة وسيفضل أبناؤكم النصر أو الشهادة لاعنين خيانتكم نادمين الانتساب لكم. أثق بأن هناك من بين من هرب أموال الشعب المصري إلى خارج البلاد مستمتعا بالإقامة في فنادق أوروبا وقصورها ستتحرك فيه وغيره ممن تجري محاكمتهم داخل البلاد حاليا في زنازين طره، دماء الوطنية لرد هذه الأموال إلى الوطن الذي أصبح مستهدفا من عدو صهيوني لا يكف عن التهديد وزرع الجواسيس».

رمضان كريم..
كل عام وأنتم بخير

وننهي تقريرنا لهذا اليوم بدعاء الكاتب حسام فتحي في «المصريون» الاسبوعية بـ«اللهم اجعل هذا البلد آمنا»:» رمضان كريم.. كل عام وأنتم بخير.. ومصر كلها بخير وسلام وأمن ووحدة. في رمضان.. سامحوا من أساء إليكم، صفوا نفوسكم لمن خاصمكم.. اغسلوا قلوبكم من الحقد على أعدائكم.. تبسموا في وجوه مبغضيكم قبل محبيكم، أمسكوا ألسنتكم عن الرد عمن يستدرجكم الى نقاش نهايته خلاف، ووسطه حدة، وبدايته استفزاز. .. ها هو الشهر الفضيل قد جاء بخيره الوفير، وكرمه الحاتمي، فلنجعل من أيامه عبادة، ومن لياليه قنوطاً واستغفاراً، وبعداً عن التفكير في المعاصي، ولنحاول «استغلال» كل دقيقة فيه للتقرب إلى الله، والبعد عن وساوس الشياطين.. شياطين الإنس أعني، فشياطين الجن تغلغلت في الأصفاد، رحمة من الرحمن الرحيم. شخصياً.. قررت أن أجعل هذا الشهر مختلفاً بإذن الله، لا متابعة لمسلسلات «رمضان»؛ فالشهر الكريم لا علاقة له بالمسلسلات.. ولا قبولا لعشرات الدعوات للإفطار والسحور، وما بينهما، ومحاولة تجربة الاكتفاء بأقل القليل، وما يقيم الأود، ولا يسقم معه الجسد، والتركيز على إيجاد جو من «الروحانية» نكافح به طغيان «الماديات» الذي طغى وتجبَّر في كل مناحي الحياة.. ماذا يحدث لو خفضنا وقت الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر وواتس اب الى الحد الادنى الممكن؟ وماذا يجري لو أوقفنا حوارات «النقد السياسي» التي اصبحت تستحوذ على جل وقتنا؟ واستبدلناها بالاطلاع والمتابعة لما يحدث، والتفكر والتدبر في أبعاده، حتى نصل الى تكوين أفكار وقناعات محددة ومنطقية، قبل ان نشجب هذا.. ونستنكر ذاك، ونرمي هؤلاء بالخيانة.. ونتهم أولئك بالعمالة، وندعو للقضاء على هذا الفصيل، وتدمير ذاك الفريق، وإنهاء وجود اصحاب هذا الفكر او ذلك الاعتقاد؟ مطلوب ان نجعل شهر رمضان الفضيل «وقفة مع النفس» ومراجعة مع الذات، ومنح العقل فرصة لفرز المعلومات، وتحديد الاتجاهات، وإعطاء القلب برهة للراحة من الهموم التي تراكمت عليه فأثقلته، وتجمعت داخله فلوثته. دعونا نرتاح قليلاً من المشاحنات السياسية، وندعو كلنا دعوة «مصري» واحد: اللهم احفظ مصر وشعبها، واكفها شر أعدائها، وآمن روعات أبنائها، واهدهم لما فيه خير البلاد والعباد ورضاك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً يارب العالمين، واحفظ اللهم مصر وشعبها من كل سوء».

القدس العربي


Navigate through the articles
Previous article صياغة جديدة للعلاقات العربية – الأفريقية “سيسي ميتر”.. آلية لتقييم أداء الرئيس أم استنساخ لفكر قديم؟ Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع