المقالات و التقارير > حركة «تمرد» ستدخل مع عمرو موسى في تحالف الأمة المصرية

حركة «تمرد» ستدخل مع عمرو موسى في تحالف الأمة المصرية

عكست الصحف الصادرة أمس الاثنين 21 يوليو/تموز حالة الحزن والغيظ التي تسيطر الآن على الغالبية الساحقة من المصريين بسبب الكارثة التي حلت بهم بنجاح إرهابيين في قتل واحد وعشرين ضابطا وجنديا من الجيش في نقطة حرس الحدود، في واحة الفرافرة، وعدم تمكن الجيش من إرسال نجدات سريعة لقتل أو القبض على المهاجمين، قبل تمكنهم من الفرار، وبدء موجات من التساؤلات عما إذا كان هناك إهمال في اتخاذ الاحتياطات والاستعدادات، خاصة أن المنطقة تعرضت لحادث مماثل منذ أكثر من شهر، أدى إلى مقتل ضابط وأربعة جنود. كما تشتد الاتهامات بعدم الجدية في مواجهة الإرهاب، والمطالبة بالتعامل مع الارهابيين ومؤيديهم بدون رحمة بعد الآن، وهو ما دفع الرئيس السيسي ورئيس الوزراء إلى الإعلان أثناء تشييع الضحايا، أن القصاص سيكون سريعا ورادعا.
كما واصلت الصحف الاهتمام أيضا بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في حي الشجاعية بغزة، وإعلان الحكومة استعدادها للبدء في خطة استصلاح أربعة ملايين فدان، وتكليف الرئيس رئيس الوزراء بدراسة المعوقات التي تقف أمام استئناف العمل في مشروع توشكى، الذي صرفت عليه الدولة أيام مبارك ستة مليارات جنيه من دون جدوى، وإعلان وزير التموين ان الوزارة ستقيم أسواقا في الأماكن الخالية وبيع السلع فيها بأسعار مخفضة لأنها ستشتريها من الفلاح مباشرة.
والاستعدادات لعيد الفطر المبارك، وبدء عمل مكاتب التنسيق للمرحلة الأولى للقبول بالجامعات، واعتذار السيسي عن حضور مؤتمر أمريكا وأفريقيا الذي سيعقد في أمريكا الشهر المقبل، وتكليفه إبراهيم محلب بحضوره والقبض على ثلاثة من الإخوان في بور سعيد شكلوا مجموعة قامت بعمليات حرق لسيارات الشرطة ومهاجمة رجالها. والى بعض مما عندنا..

السيسي أقسم بالله أنه لن يعرقل
مشروعات رجال الأعمال

من القضايا اللافتة التي لوحظ تعرضها للاهتمام قضية العلاقة بين رجال الأعمال والرئيس عبد الفتاح السيسي، وما يشوبها من توتر مكتوم وشكوك من رجال الأعمال في توجهات الرئيس الأميل إلى خط الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر. صحيح أنه طمأنهم إلى أنه لا عودة لقرارات التأميم، وكل الفرص ستوفرها الدولة لهم، وأن اقتصاد مصر حر، لكنهم لا يحسون بالراحة إليه بسبب إكثاره من كلمات الفقراء والغلابة، ومن الدور المتزايد للدولة الذي ستلعبه في عملية الإنتاج والتوزيع، وإحراجهم بطرق غير مباشرة لأن يلعبوا أدوارا اجتماعية، وهو من ناحية لا يستريح إلى نواياهم وجديتهم ويعرف أنهم لا يستريحون إليه، وهو الأمر الواضح من تسريبات من هم قريبون منه وآرائهم الهجومية ضد رجال الأعمال، ولذلك شهد الأسبوع الحالي معارك عكست هذه الحالة وبدأها في «أهرام» الأربعاء زميلنا سمير الشحات بقوله:»نحن يا سادة نقلب الآية ونغير موازين الكون عندما نسأل الأثرياء عن بعض ما يملكون، لأن الأصل في الإنسان الثري أن يظل يغتني ويثري على طول الخط، والأصل في الفقير أن يبقى فقيرا وكلما ازداد فقره تحقق التوازن الديني واستقرت المعادلة الأزلية، غني وفقير قوي وضعيف ذكر وأنثى شريف ولص وهكذا! هنا تأتي النظرية الخالدة يا سيدي هناك أناس خلقهم الله أغنياء، وهناك ناس «وش فقر» هل سندخل في نظام الكون يا عم؟ معركة الرئيس السيسي الكبرى ليست كما يروج البعض مع الأغنياء ورجال الأعمال، إلا أن معركته الأم مع الفقراء الذين أحبوه وانتخبوه على أمل أن يعيد لهم بعضا مما حرموا منه بفعل فاعل طوال السنين، وللعلم فإن الرئيس يعرف هذه الحقيقة حق المعرفة.
لقد رحب الكثير بقرارات الحكومة الأخيرة بترشيد دعم الطاقة، لكن الفقراء يتساءلون هل كانت هذه القرارات حقا لمصلحتنا؟ السيسي في لقائه مع رجال الأعمال في الماسة منذ أيام أقسم بالله العظيم أنه لن يعرقل مشروعاتهم أو يمد يــــده إلى شيء مما يملكون إلا بالقانون، لقد مشى الرجــــل في اتجــاهكم خطوة ونريد أن نرى خطواتكم أنتم فمتى تبدأون؟.
ملحوظة: ليس عيبا أن يكون لديك عشرة شاليهات لكن فقط تذكر أن المال مال الله وما أنت إلا مستخلف عليه فهل أديت ما عليك؟ نحن في انتظارك؟».

من كان الشعب في ظهره
فلن يطعن من أحد

ولو اتجهنا إلى مجلة «المصور» القومية سنجد زميلنا أحمد أيوب يقول: «خيرا فعل السيسي بقطع الطريق على كثير من المستغلين والوصوليين، كل يوم يخرج علينا حزب من أحزاب الغفلة أو تحالف وهمي من سواقط البرلمانات السابقة وعشاق السلطة، يتحدثون عن ظهير سياسي له في مجلس النواب القادم. من قال لكم أن الرئيس يحتاج لظهيركم، من قال لكم أن السيسي بدون دعمكم يمكن أن يسقط برلمانيا أو ينتهي شعبيا، ظهير السيسي ليس عاريا حتى يحتاج لكم ظهيرا، ظهيركم ليس محميا من الشعب، ومن كان الشعب في ظهره فلن يطعن من أحد، لكن أنتم من تحتاجون لمن يظاهركم كي تكون لكم الشرعية. تدعون رغبتكم في دعم السيسي وأنتم غرقى تستغيثون من ينقذكم.
السيسي اختار من البداية وأعلنها صراحة وكلامه كان واضحا لكل لبيب لن يساند حزبا على حساب آخر، كل الأحزاب عنده سواسية، ولن يفضل ليبراليا على ناصري، ولا إسلاميا على علماني، بالتأكيد. هو رئيس الشعب اختاره المصريون لا ليفرض عليهم ولا ليجبرهم على مرشح، وإنما ليحميهم من أصحاب المصالح والسلطويين».

لم يعد مناسبا أن يُحكم
هذا البلد بأفكار القرن الماضي

لكن في يوم الخميس نفسه اتهم زميلنا في «الأهرام» سيد علي السيسي بأنه ناصري وينفذ توصيات أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل في إفساح المجال أمام الناصريين للسيطرة على الحكم بقوله: «أصبح هيكل عرابا للناصريين في النظام الجديد، وأصبحت لغة ومصطلحات الرئيس بها نكهة ناصرية، وبدا أن مؤسسة الرئاسة تتجه لليسار، وأصبح من اللافت تركيز الكاميرات في أي لقاء للرئيس على عدد من الوجوه اليسارية، ولم تكن مصادفة أن يحتل معظم المواقع بعد 30 يونيو/حزيران جماعة اليسار، كما حدث في المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للصحافة ولجنة كتابة الدستور ورؤساء المؤسسات الإعلامية، وبدا أن مصر تندفع بأقصى سرعة من اليمين الإسلامي لليسار بكل فصائله، ثم راحوا يشبهون السيسي بناصر في محاولات بائسة لاستنساخ تجربة إنسانية وسياسية أخـــذت من كبرياء ومستقبل مصر الكثير، ولم يعد مناسبا أن يحكم هذا البلد بأدوات ورجال وأفكار القرن الماضي، ولم يعد من الملائم أن نصبح حقل تجارب للهواة وعابري سبيل الأحزاب والجماعات، فمصر لم تعد تحتمل بعد أن استنزف الهواة رصيد آلاف السنين في عدة سنوات».

أصحاب النفوذ الاقتصادي
يحاولون فرض أجندتهم

ومن «الأهرام» إلى «الجمهورية في اليوم ذاته، ومع زميلنا وصديقنا رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال الأسبق عبد القادر شهيب وقوله: «هناك مثل شعبي شهير يقول تذهب لاصطياده فيقوم هو يصيدك! هذا المثل الشعبي يعبر بصدق عما حاول بعض أصحاب النفوذ الاقتصادي في البلاد أن يقوموا به مع الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي، حاولوا أن يفرضوا عليه أجندة مصالحهم الخاصة الغنية، من خلال شن حملة أكاذيب حوله، لكن من خلال التحرك السريع والفاهم نجح الرئيس السيسي في فرض أجندته هو وأجندة المصلحة الوطنية عليهم. فمنذ اليوم الأول لتوليه مسؤولية رئاسة الجمهورية قام بعض أصحاب النفوذ الاقتصادي بإطلاق حملات أكاذيب اقتصادية حول الرئيس السيسي، وجوهر كل هذه الأكاذيب أنه يتبع سياسات اقتصادية غير واضحة المعالم، وأنه ينوي النكوص عن سياسات اقتصاد السوق، واتخاذ إجراءات اقتصادية غيابية ضد الأغنياء، سوف يقيد نشاط رجال الأعمال وسوف يؤمم الممتلكات والاستثمارات الخاصة.
وبرر هؤلاء أكاذيبهم هذه بأكذوبة أخرى تقول، ان الرئيس السيسي يحيط نفسه بعدد من المستشارين اليساريين، رغم أنه لم يقم حتى الآن سوى باختيار مستشار واحد هو المستشار القانوني، لكن الرئيس السيسي بإستراتيجية المواجهة المباشرة وتكتيك توسيع مجتمع رجال الأعمال وبساحة المصارحة دفعهم إلى الانخراط في تنفيذ برنامجه لإنقاذ الاقتصاد المصري من أزمته وساعده في ذلك ليس فقط تلك الشعبية الضخمة التي حازها والتي لم تتضرر بقرارات رفع الأسعار».

رجال الأعمال كونوا تكتلا
داخل الدولة لتخديم مصالحهم

ونصل إلى يوم السبت لنكون مع زميلنا السيد النجار رئيس تحرير «أخبار اليوم» الذي شن هجوما عنيفا ضد رجال الأعمال بقوله عنهم:»التصريحات الرسمية تقول إن التهرب من الجمارك بلغ عام 2012 ما يصل إلى خمسة وعشرين مليار جنيه، والمتأخرات من الضرائب بلغت ستين مليار جنيه، بالطبع 99٪ من هذا المبلغ متأخرات عليهم و1 ٪ على صغار التجار وغيرهم.
همة رجال الأعمال ما زالت تتأرجح بين الدلال والواجب، ما بين التدليل في عصر مبارك، وتحفزهم لمعرفة الفرق في عصر السيسي، لنعد قليلا إلى هذا العصر وكيف كان ينظر إليكم المصريون، ونكرر لا نوجه اتهامات ولا نفترض ادعاءات أو حتى شائعات، لا سمح الله، أنتم حصلتم على كل شيء بالقانون والتيسيرات السبهللة وبتدليل حكومات مصر الواحدة عقب الأخرى، حتى وجدت كل حكومة نفسها بين فكي الرحى.
إذا أرادت إصلاحا للبلد بين جماعات ضغط لوبي رجال الأعمال والمصالح وبين الخوف من انتفاضة شعب كان جائعا عاريا مريضا، ولا يزال التدليل الزائد عن حده لم يخلق منهم رأسمالية وطنية تبني بلدا وتقيم مجتمعا سليما، ولكنها انتهازية عشوائية بلا رابط ولا قانون واستطاعوا أن يكونوا تكتلا داخل الدولة لتخديم مصالحهم في الحكومة والبرلمان وأجهزة الدولة.
ووصل بهم الحد إلى سن قوانين بعينها لحماية أنفسهم وإحكام احتكارهم للإنتـــاج والاســــتيراد، لم تسلم ساعة من احتكارهم وسوءاتهم من الملابس والمواد الغذائية وحتى الحـــديد والاسمنت صبرت الدولة حتى تحول الصــــبر إلى إفساد لهم.
وصبر الشعب على أمل أن يفيق النظام ويعمل لمصلحة الناس أو يصحى ضميرهم ويشعرون بالغلابة، ولكن لا فائدة حصلوا على أراضي بملاليم وغيروا استخدام الأراضي لغــير النشاطات المخصصة له وتحولت إلى منتــــجعات سكن رفـــاهية تفوق منتجعات أغنى أغنياء الدول الرأسمالية كل هذا والحكومة في موقف التراخي والسلبية».

هدموا عشوائيات الفقراء
ولم يسحبوا أراضي الأغنياء

«أخبار اليوم» سوف تفتح خلال الأسابيع المقبلة كل الملفات، ماذا حصل رجال الأعمال والصناعة من البلد؟ ماذا قدموا؟ لابد من إعادة النظر بقوة وحسم بلا تدليل لهم ولا دلال منهم، إذا كانت الدولة تهدم بيت فقير في منطقة عشوائية أو قرية أو نجع لأنه لم يلتزم بالشروط فلماذا لا تسحب كل الأراضي والمشروعات من هؤلاء الكبار؟ لماذا لا تتم إعادة تقييم الأسعار التي اشتروا بها، راجعوا عقود بيع القطاع العام المجحفة اكشفوا كل تلاعب تم ببيع المصانع والشركات برخص التراب ويفاجأ الجميع ببيعها بعد ذلك بالمليارات.
شبهات فساد قائمة، لن يتحمل الناس صبرا على هؤلاء تحت أي مسميات، ليس هذا تجاوزا عليهم، يتخيلون أن تطوير منطقة عشوائية برصف طريق ودهان واجهات البيوت تضحية منهم للوطن، نحن لا نتحدث عن الذين بادروا بالمساهمة وأسماء معدودة شهيرة، ولكن أين أصحاب ألف وثمانمئة شركة كبري في مركز كبار الممولين بالضرائب. ماذا لو دفع كل واحد عشرة ملايين جنيه من ضرائبه مقدما تخصم على عشر سنوات؟ أين أصحاب المهن الحرة من الفنانين والرياضيين والأطباء والمحامين والمهندسين وغيرهم الكثير والكثير، الذين يقدر عدد ملفاتهم الضريبية بـ2 مليون جنيه».

يتبرع بما سرقه

لكن ما لم يلاحظه السيد النجار أن رجال الأعمال الذين هاجمهم استجابوا إلى ندائه وأكثر، وهو ما أخبره به زميله في العدد نفسه، وفي صفحة أخرى زميله الرسام الكبير هاني شمس فقد شاهد أحد هؤلاء وهو يدخن سيجارا ويفتح له السائق باب السيارة وهو يقول:
- بأفكر أتبرع بنص الفلوس اللي سرقتها عشان مصر.

ما لم يحل ملف المصالحة ستبقى
مصر في دوامة المصادمات

وإلى النصائح التي تطوع بعض أهل الخير بتوجيهها للرئيس، منها من صاحبنا سعيد الروبي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية، التي خرج منها حزب النور، حيث وجه ثماني عشرة نصيحة في جريدة «الفتح» لسان حال الجمعية منها:
17: أتمنى كلمة من سيادتك للمصريين في كل قطاع، بحثهم على الخوف من الله والتقرب إليه والتمسك بالدين في كل الأحوال والظروف الإيمانية وأهمها المحافظة على الصلاة وأظن أن أعدادا من المصريين يقبلون منك ويهتمون بكلامك وعباراتك جدا جدا، وأظن أنك لو فعلت هذا لكنت سببا في زيادة نسبة التدين عند المصريين، ولن يتهمك أحد بالتطرف والغلو فقط كرر هذه المعاني في خطاباتك.
18: معارضوك وعلى رأسهم الإخوان المسلمون أرجو أن تعذرهم وأن تتفهم وتقدر مواقفهم، فهم يرون أنك السبب في حرمانهم من سلطة تعبوا في الوصول إليها، ودفعوا ضريبة باهظة عبر أجيال مختلفة ليصلوا لهذا الهدف، وكنت السبب الأساسي في إبعادهم وحرمانهم مما تعبوا في الوصول إليه، هل تشعر بهذا؟ وكان لابد أن يثوروا ويغضبوا ويهيجوا ويتكلموا ويفعلوا، وأرجو أن تعذرهم وأن تهدئهم وتتفاهم معهم من أجل استكمال المسيرة والمشاركة في بناء الوطن واستيعابهم كطاقة بناءة خسارة أن تهدر، وستتفرغ في ما لا يفيد، كيف ذلك لا أدري. ولكن مؤكد أن هناك طريقة ووسيلة لتحقيق هذا، اتعب قليلا فرغ فكرك قليلا أو كلف غيرك ممن يستطيعون حل هذا الملف، وما دام أن هذا الملف لم يحل ستبقى مصر في دوامة المصادمات، والحل الأمني ليس هو المطلوب، هذه خواطر تصب في صالحك وصالح الوطن والمواطنين» .

جمال عبد الجواد: حماس
خصم أيديولوجي للوطنية المصرية

وإلى أبرز ما نشر من تعليقات على العدوان الإسرائيلي الوحشي على أشقائنا الفلسطينيين في غزة، كان أبرز مقالين متميزين يوم الأحد، أولهما لزميلنا في «الأهرام» الأستاذ في الجامعة الأمريكية في القاهرة الدكتور جمال عبد الجواد، الذي رسم إستراتيجية مصر نحو حركة حماس بقوله: «حماس خصم أيديولوجي للوطنية المصرية، ولن تخدعنا محاولاتها للتمويه والابتزاز بتوظيف قضية فلسطين العادلة. حكومة حماس في غزة حكومة غير شرعية منشقة عن السلطة الوطنية الفلسطينية التي نعترف بها، ويجب ألا نسمح للمنشقين بتعزيز وضعهم، وعند هذه النقطة تلتقي مصلحتنا الوطنية بمسؤوليتنا القومية. على مصر دعم الفلسطينيين، وعليها أيضا إضعاف قبضة حماس في غزة، كجزء من سياسة إدارة الصراع.
مصر هي طريق أهل غزة للعالم الخارجي وعلى مصر أن تسهل لهم ذلك، كل فلسطيني يريد المرور عبر الأراضي المصرية فــــي طريقـــه للعمل أو الدراسة أو العلاج أو الحج يجــب ألا يحرم من هذا الحق، من دون مخاطــــرة بالأمن القومي لمصر. مصر تريد شريكا فلسطينيا موثوقـــا على الجانب الآخر من الحدود، لتتأكد من هوية راغـــبي العبور ونواياهم.
اتفاقية المعابر لعام 2005 تخول الحرس الرئاسي الفلسطيني بإدارة المعابر وحتى تقبل حماس بعودة الحرس الرئاسي للسيطرة على المعابر، فكل تأخير في حرية حركة الفلسطينيين عبر المعبر هو مسؤولية حماس وليس القاهرة.
على مصر افتتاح قنصلية مصرية في غزة بالتفاهم مع حكومة محمود عباس الشرعية، قنصلية مصر في غزة يجب أن تكون واحدة من أهم وأكبر قنصليات مصر في الخارج، فمن خلالها سيحصل الفلسطينيون الراغبون في اجتياز المعابر على التأشيرات بطريقة كريمة، تجنبهم المعاناة والمهانة، ومن خلالها أيضا سيتم تقديم المساعدات لأهلنا في غزة.
هو شرط رئيسي لتمكين الفلسطينيين من استخدام المعابر. على مصر تقديم ما تستطيع من مساعدات مادية لإعمار غزة ومساعدة أهلها، مصر يجب أن تكون العنوان الوحيد لتنسيق المساعدات العربية والدولية الذاهبة إلى غزة والتي لن تسلم إلى سلطات حماس، ولكن إلى جمعيات أهلية يقودها فلسطينيون أهل للثقة تختارهم مصر بعناية. قد ترفض حماس هذه السياسة وقد تضطهد الفلسطينيين المتعاونين مع مصر، وعندها سيعرف العالم من يقف مع الشعب الفلسطيني ومن يقف ضده».

الغرب يتفهم حق إسرائيل ولا يبالي
بقتل مئات المدنيين العزل

والمقال الثاني في اليوم نفسه كان في «التحرير» لزميلنا أحمد الصاوي الذي ربط بين داعش وإسرائيل ونتنياهو وأبو بكر البغدادي بقوله عنهما والعياذ بالله:»الغرب الذي يتفهم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولا يبالي بقتل مئات المدنيين العزل، وبوضع مليونين من البشر في سجن كبير، وببقاء إسرائيل وحدها تمثل أفريقيا الاستعمار والعنصرية في العالم، لا يتفهم أن تحذو دولة داعش الوليدة حذو إسرائيل، الدولة الدينية اليهودية الملهمة حتى لأولئك الذين يسعون إلى إقامة الدولة الإسلامية، ويموتون خلف حلم استعادة الخلافة. دولة الرب تستحق كل هذه الدماء هكذا تعلموا من إسرائيل، والاغيار لا يستحقون الشفقة إلا كبشر من الدرجة الثانية يخضعون أو يدفعون الجزية أو يقبلون التمييز والعنصرية، أو حتى يلقوا بأنفسهم في البحر. أبو بكر البغدادي على خطا نتنياهو، تأملها جيدا لن تجد سوى بضعة فوارق شكلية، ما قيمة الشكل والملابس العصرية والمؤسسات الديمقراطية إذا كانت تنتهي دائما إلى القتل والكراهية والعنصرية والتمييز؟
وما قيمة أولئك الذين يفزعهم مشهد الدماء في الموصل ولا يفزعهم المشهد المضاعف في غزة، وأولئك الذين ينزعجون من تهديد داعش الإسلام والجزية أو النفي أو الموت ولا يكترثون بخيارات إسرائيل بالموت تحــــت أنقاض مــنزل أو في الشوارع والساحات أوعلى الشاطئ؟ نحن في القرن الواحد والعشرين والردة الحضارية الحقيقية في عقولكم.

«تمرد» كيان سياسي
لم يضل الطريق

وأخيرا إلى أبرز ما نشر عن موضوع الخريطة السياسية وتحركات الأحزاب والقوى السياسية لتشكيل تحالفات تخوض بها الانتخابات، ونبدأ بحركة تمرد التي تقدمت في الثالث من الشهر الجاري يوليو/تموز بطلب إلى لجنة الأحزاب بتشكيل حزب الحركة الشعبية العربية، وقد نشرت جريدة «وطني» الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل يوم أحد حديثا مع محمد نبوي المتحدث باسم الحزب، أجرته معه الجميلة زميلتنا شيري عبد المسيح قال فيه:»اخترنا هذا اليوم لأنه يوم مهم بالنسبة لمصر والحركة، حيث أننا كنا جزءا من صياغة مستقبل مصر من خلال خارطة الطريق التي دعمها المصريون وساروا من خلالها وحققوا استحقاقين منها الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية، ويتبقى أمامنا الاستحقاق الثالث والأخير وهو الانتخابات البرلمانية. نحن من البداية ككيان سياسي لم يضل الطريق، ولكنه قرر أن يدعم مرشحا لأنه يؤمن بفكرة وأهمية المرحلة التي يتولى فيها حكم مصر، وبالتالي فإن الحركة تقف بجانب هذا الرجل حتى يحقق رؤيته. كما أن هناك حزبا معارضا وحزبا حاكما بالقول ولكن يتضح من خلال البرلمان بالفعل. كما أننا وما زلنا على موقفنا، فأول تصريح من محمود بدر عقب رفع الدعم عن البنزين وزيادة أسعار بعض السلع، أكد أننا على أتم استعدادا للمحاكمة مع السيسي إذا ثبت أن رؤيته الاقتصادية خاطئة، ونقول للمعارضين، إذا كنت ترى أن هذه القرارات خاطئة فاحشد معارضيك وقم بثورة ضده وقم بمحاكمته ونحن معه.
والحركة انتهت بالفعل من إعداد قوائمها الخاصة بمرشحيها للانتخابات البرلمانية، ولدينا أمل أن نحصل على أغلبية في البرلمان، ولكن هذه اللحظة تتطلب ضرورة العمل أكثر في الشارع. بدأنا التنسيق مع السيد عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية السابق ضمن تحالف الأمة المصرية، مع باقي الأحزاب، وأن حزب الحركة الشعبية هو نواة هذا التحالف».

عدلي منصور تاريخه القضائي
محترم وتاريخه في الرئاسة سيئ

وأخيرا إلى «الشروق» التي نشرت يوم الأحد حديثا مع عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، أجراه معه زملاؤنا عماد الدين حسين رئيس التحرير التنفيذي وأحمد فتحي وضحى الجندي، كان أبرز ما قاله في الحلقة الأولى عن معركة الانتخابات:»قرارنا من الناحية المبدئية المشاركة في الانتخابات. أما الحزب فدوره أن يخوض الانتخابات وأن يناضل من أجل برنامجه وأهدافه، هدفنا ليس مجرد ان يكون لنا أعضاء داخل البرلمان ولكن أن يكون هناك صوت آخر يسمع، ونحن أرسلنا مذكرة للرئيس السيسي لتغيير القانون الخاص بالانتخابات، الذي نعتبره احد القوانين سيئة السمعة ضمن عدد كبير من القوانين التي وضعها المستشار الجليل عدلي منصور، خلال توليه الرئاسة، فالرجل له تاريخ قضائي محترم لكن له تاريخ سيئ في الرئاسة.
أنا ضد تكريم منصور وأدينه لأنه أقر هذه القوانين في منتهى السوء، منها هذا القانون لأنه سيعيد رجال الحزب الوطني المنحل، كنا معارضين لمرسي، ومعارضون للسيسي الآن، ولكن مصلحة الوطن في أن تكون هناك أحزاب معارضة وصوت آخر، وبالتالي إذا استمرت هذه الأجواء كلها لا يمكن أن تكون العملية ديمقراطية سليمة.
نرتب أنفسنا للمشاركة على سبعين مقعدا هذه قدراتنا وإمكانياتنا، أملا في أن ينجح منها أربعون مقعدا، وأي شخص يقول اننا سنشارك على كل المقاعد غير صحيح، لأننا لا نجيد «الأونطة»، ومن الحزب الذي بإمكانه المشاركة على كل المقاعد غير الإخوان المسلمين؟.. نحن على تواصل مع أحزاب الدستور ومصر الحرية والتحالف الشعبي الاشتراكي، لكن لم نصل حتى الآن إلى التنسيق على المستوي الفردي، بعد فتح باب الترشح وحتى الآن لم تتم أي تحالفات وما يقال عن تحالف عمرو موسى وحزب الوفد كلها لقاءات لم تتبلور الى تحالف حقيقي، لكن من ناحية المبدأ لا يوجد عندنا اعتراض إلا على المجموعات القديمة التي تلوثت اياديها بدم أو فساد.
التنظيم السياسي الذي لديه ماكينة سياسية قوية، وهو الإخوان المسلمون، لن يدخل المعترك الانتخابي، وحزب النور سيشارك لكن لا أتوقع أن يحصل على أكثر من خمسين مقعدا على الأكثر، وأتصور أنه ستكون هناك حالة عزوف، وأتصور أن حزب النور لا يمثل كل السلفيين. المساحة الكبرى من السلفيين ليست معه، النور يمثل شريحة من السلفيين وهذه الشريحة لم تخرج في الاستفتاء على الدستور الذي كانوا يؤيدونه.
أنا من الناس اللي تقف ضد وجود أذرع سياسية للجماعات الدينية، وأرى أن هذه كارثة على الديمقراطية، كما أنه كارثة على الديمقراطية أن المؤسسة العسكرية تتدخل في العمل السياسي، وهذا يحتاج لحوار مع تلك التنظيمات. وأقول لجماعة الإخوان لديكم تنظيم دعوي وديني ناجح منذ أكثر من ثمانين سنة، البلد يحتاجه ولن تستغني عنه، يجب أن تتوقفوا عن هذا التصعيد ومارسوا دوركم الدعوي والديني فقط. التحالف الوطني لدعم الشرعية أعلن أنه مقاطع لهذه الانتخابات فضلا عن انني أعلنت سابقا أننا في حزب مصر القوية لن نقبل أن يدخل أي شخص معنا كعضو، فضلا على أن يكون مرشحا وهو مرتبط بأي حزب أو قوى سياسية أخرى، لأن هذا فيه نوع من الخديعة للمنتخب سواء كان إخوانا أو غيره».

القدس العربي


Navigate through the articles
Previous article مطالبة السيسي بشن هجوم على ليبيا! المرأة المغربية في عهد حكومة بن كيران Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع