ساءت الحالة الصحية للطالب المغربي مصطفى
المزياني المعتقل في مدينة فاس بشكل كبير في الأيام الأخيرة بعد أن دخل إضرابه عن
الطعام شهره الثاني بعد نقله إلى المستشفى في حالة صحية متدهورة، وذكرت مصادر مقربة
من الطالب اليساري الذي اعتقل على خلفية مقتل طالب إسلامي في جامعة فاس إثر مواجهات
عنيفة بين طلبة تابعين لحزب العدالة والتنمية و طلبة محسوبين على اليسار الراديكالي
قبل بضعة أشهر، أن هذا الأخير قد فقد حاستي السمع والبصر والقدرة على النطق وأن
حياته قد أصبحت مهددة ما لم يتم التدخل بشكل عاجل لإنقاذه.
ويخوض مصطفى المزياني إضرابا عن الطعام في السجن للمطالبة بحقه في العودة إلى
الدراسة بعد أن قررت الكلية التي يدرس فيها طرده منها بناء على مقررات مجلس تأديبي
بناء على شكاية مقدمة من طرف أحد الأساتذة ضده. وقالت مصادر حقوقية في مدينة فاس ل
«القدس العربي» إن قوات الأمن قامت بتكبيل يدي الطالب بسرير المستشفى رغم حالته
الصحية المتدهورة فضلا عن منع عائلته من زيارته، وتابعت المصادر ذاتها أنها تلقت
وعودا من المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالتدخل إلا أن هذه الوعود لم تتحقق إلى حدود
اللحظة، كما أعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من جهتها أنها راسلت مندوبية
السجون ووزارة العدل لأجل التحرك بشكل إنساني غير أن هذه المطالب لم تلق بدورها أي
تجاوب، كما استنكرت العصبة المغربية لحقوق الإنسان اللامبالاة التي نهجتها الهيأة
المكلفة بالسجون في هذا الملف .
واتهمت قوى يسارية في مدينة فاس الحكومة التي يقودها الإسلاميون بتعمد التماطل في
إنقاذ الطالب الذي ينتمي إلى فصيل طلابي يعتبر خصما للفصيل التابع لحزب العدالة
والتنمية، وأعلنت هذه القوى التي اجتمعت يوم الاثنين في بيان لها تأسيس لجنة محلية
للدفاع عن الحق في الحياة والسلامة البدنية وتدارس كافة الأشكال النضالية التي
يتعين خوضها من أجل ضمان السلامة البدنية للطالب.
واعتقل مصطفى المزياني بعد أن نقل إلى المستشفى للمرة الأولى بعد شهره الأول من
إضرابه عن الطعام الذي كان قد باشره في الحي الجامعي، قبل نقله إلى السجن بعد تحسن
حالته لتلحقه ببقية الطلبة المعتقلين في سجن عين قادوس، أين أعلن الاستمرار في
إضرابه عن الطعام حتى تحقق مطالبه بالعودة إلى الدراسة.
وتتهم السلطات الأمنية الطالب المذكور بالتدبير لقتل الطالب الإسلامي عبد الرحيم
الحسناوي إلى جانب 12 طالبا آخر ينتمون جميعا إلى فصيل «البرنامج المرحلي» اليساري،
وذلك على هامش ندوة كان من المقرر أن تحتضنها جامعة ظهر المهراز بفاس حول موضوع «
الإسلاميين واليسار والديمقراطية» كان سيحضرها القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد
العالي حامي الدين الذي يتهمه طلبة يساريون باغتيال الرمز اليساري بنعيسى أيت الجيد
في نفس الجامعة قبل عقدين من الزمن، وألغيت الندوة بعد المواجهات العنيفة بين
الإسلاميين واليساريين والتي هزت الرأي العام في المغرب.
القدس العربي
Navigate through the articles | |
الأزمة الليبية تنعش تجارة العملة والبنزين المهرب على الحدود التونسية | الأمصار بحاجة إلى الأخيار |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|