المقالات و التقارير > المناطق الحدودية أمام الهواجس الأمنية

المناطق الحدودية أمام الهواجس الأمنية

لم تمر الأزمة الليبية وتصاعد أعمال العنف والتقتيل في ليبيا دون ان تلقي بظلالها على المواطن التونسي عموما والمواطنين في جهة الجنوب والمناطق الحدودية بصفة خاصة. حيث تغلب هواجس دخول السلاح وبروز الخلايا النائمة سكان ولاية مدنين وتطاوين وغيرها من الولايات.

«الشروق» كانت حاضرة في المناطق الحدودية وعدد من المدن المحاذية وحاولت استشراف حقيقة الوضع الأمني ومخاوف سكان المنطقة في هذه الفترة التي تعرف تصاعدا في وتيرة التهديدات الإرهابية في المنطقة.
من جربة إلى جرجيس وبن قردان ورأس الجدير ، تبدو الحركة عادية لكن الاستنفار الأمني والتفتيش في سيارات الأجرة والزواج والسيارات الخاصة يبدو مكثفا لمنع دخول الأسلحة والتثبت من العابرين.. انها المناطق المحاذية للحدود مع ليبيا والمعبر الحدودي لرأس الجدير حيث يمر يوميا ما بين أربعة وخمسة آلاف هارب من ألسنة الحرب الملتهبة في ليبيا والتي تطاردهم بأصوات الرصاص والنار يفرون من الموت ومن شبح العنف والتوتر، هنا في المناطق الحدودية للجنوب يسيطر الإحساس بين الأهالي الذين التقيناهم بان الخط الحدودي هو جدار الصد والمناعة ضد تسلل فيروس الارهاب والتقتيل لبلدنا.
صفحات كثيرة ومواقع إنترنت وفيديوات يتبادلها ويشاهدها عدد من أهالي الجنوب حول حقيقة الوضع في ليبيا وحول القوى التي يمتلكها اتباع القاعدة وداعش وغيرهم ممن يعلنون تحويل النساء إلى سبايا وقطع رؤوس الرجال.. كما يتم الحديث عبر المقاهي عن الاستعراض العضلي لما يمتلكه الإرهابيون من أسلحة ومدرعات.
على الحدود
غير بعيد عن المنطقة الحدودية برأس الجدير يواصل أهالي بن قردان عملهم اليومي رغم المخاوف الأمنية وفي جهة الزكرة تبدو مخاوف الأهالي من البطالة ومطالبة أعوان الصرف بالرخص دون تمييز ودون تقديم للرخص لعائلات دون اخرى اكبر من الهواجس الأمنية.
ويقول علي يحيى احد التجار ان الزكرة هي اخر منطقة حدودية في الجمهورية وتبتعد خمسة عشر كيلومتر عن رأس الجدير لكن التجار لا يعيشون المخاوف فهو ومن معه كانوا اول من يدافع على الحدود ويتصرف مع زملائه ايام الثورة والأزمات.. وأيده مهدي الثابتي وهو أيضاً تاجر معتبرا ان هاجس البطالة أقوى من الهاجس الأمني معتبرين ان أبناء الجهة «رجال حقيقيون» وأنهم اول من لا يريد دخول الأسلحة لتونس والمحافظة على أمن البلاد.
بدوره تحدث رضا الغربي بان التجار يقدمون خدمات وان الأهالي هم اول من يدافع على المنطقة.
ولئن طالب الأهالي بتوفير الرخص بطريقة عادلة للعاملين في الصرف وأشاروا إلى بعض المضايقات التي يعيشها البعض منهم وحصول اخرين على رخص بانتماءات عائلية مع بعض المسؤولين فقد طالبوا بالعدالة في تقديم رخص العمل بالصرف، وأشاروا إلى انهم يتفهمون طبيعة عمل الأمن والجيش في هذه الفترة الحساسة لكنهم أشاروا إلى انهم كثيرا ما نقلوا اخبار التوتر من ليبيا وكانوا عيونا لتونس ضد ادخال الكثير من البلاء حسب تعبيرهم للبلاد.
وتتواصل الحياة بنسق عادي على الجهات الجنوبية والحدودية لتونس حيث يعتبر البعض ان لتونس أمنها وجيشها فيما يقول اخرون ان هناك ربا يرعاها ويعتمد غيرهم في اطمئنانهم على علاقات تونس بالقوى الكبرى التي ستنسق مع الحكومة لقهر الارهاب.
ودعا عدد من المواطنين إلى تكثيف الأمن والعسكر بالفضاءات الكبرى والحدود والاسواق معتبرين ان انتشار الأمن والتفتيش يبعث الثقة في المواطن والسائح.
الأمن والديوانة
أكدت مصادر أمنية من المناطق الحدودية برأس الجدير دقة الوضعية وحساسية هذه المرحلة في مقاومة الارهاب وقد تم توفير الدعم اللازم من أمن وأسلحة وإطارات سامية وديوانة وجيش على الحدود مع رأس الجدير وبقية المناطق الحدودية.
وأسر لنا مصدر أمني رفيع المستوى بانه يقع بطريقة يومية التفتيش الدقيق والتثبت من الهويات وقد تم بالفعل احباط عمليات كثيرة لتهريب أسلحة وممنوعات، والتفرقة بين ادخال العناصر الفارة من الحرب ولها ظروف إنسانية والعناصر المخترقة ويتواصل عمل كبير لأجهزة الأمن المنتشرة
وأكدت مصادرنا من الديوانة والأمن ان الحكومة قد وفرت اجهزة متطورة للكشف عن التهريب من سكانار وناب وآلات حديثة وأعوان تم تكوينهم ووصفت مصادرنا الفترة بالحساسة والدقيقة والهامة في منع تسلل جراثيم العنف والإرهاب لبلادنا
وحسب مصادر اخرى مطلعة فقد تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على عناصر ارهابية بعضها حاول التسلل من تونس نحو ليبيا وآخرون حاولوا دخول البلاد لتنفيذ خطط ارهابية والتنسيق مع عناصر أخرى.
من جهة اخرى بدا أهالي الجنوب والمناطق المحاذية للحدود متشبثين بالأرض والوطن وعازمين على التصدي لشبح الارهاب المهدد بالدخول من الحدود معتبرين انهم لن يتركوا الارض التي هي عرض لمن يتاجرون بالدين من اجل السلطة ومن هم يسيلون دماء الأبرياء ويهددون بيتم الأطفال وتحويل النساء إلى سبايا.

سؤال وخمسة أجوبة: هل يعيش سكان المناطق الحدودية هواجس أمنية بسبب الاوضاع في ليبيا؟
سامي الجليدي (تاجر):
تبدو الأجواء السياحية جيدة وكل النزل ممتلئة وهو ما يبعد الهواجس الأمنية ويبعث الثقة .. ليس هناك ما يخيف فنحن نعمل بعيدا عن المخاوف الأمنية فحتى الثورة لم تؤثر على سيرورة العمل والسياحة في الجهة.

وليد الحاجي (حلاق):
انا متواجد باستمرار في جهة جربة جرجيس لكني أصيل منطقة تطاوين التي هي بدورها حدودية ، اغلب مخاوفنا على أهالينا الذين مازالوا يعملون هناك لكن ولحسن الحظ فان اغلب العمال التونسيين قد عادوا خلال شهر رمضان ولما اشتدت الأزمة بقوا هنا... ما أؤكده ان الحياة تسير بشكل عادي في الجنوب فثقتنا الكبيرة في الأمن موجودة.

عبد العزيز الجليدي (تاجر):
لا اعتقد بان الهاجس الأمني يعرقل سير الحياة في المناطق الحدودية والجنوب فالحياة تستمر بنسق عادي وهناك ثقة في التواجد الأمني والعسكري في الجهة ، ما نأمله هو عودة الهدوء الى ليبيا لان عددا كبيرا من العائلات لها أبناء يعملون في ليبيا، لكن الامر لا يطمئن فوحدها الزاوية هادئة والبقية في توتر مستمر ومشاكل البترول والسياسة تسيطر على الوضع.

رضا الحمروني (طالب) :
صحيح أن المخاوف الأمنية موجودة لقربنا من ليبيا، واكبر الهواجس هي الخوف من دخول السلاح .. نود لو ان التعزيزات الأمنية والتفتيش يكون بشكل أوسع وأكثر دقة في كل الأماكن ، هذه الفترة حساسة ونرجو ان لا تتسبب الحدود في دخول ما يتسبب في هدم الأمن والسلم في تونس.

مروان الذهيبي (عامل):
إضافة الى الحدود مع راس الجدير وفي ولاية مدنين هناك الذهيبة منطقة حدودية ومعابر اخرى عبر الصحراء، التواجد العسكري يجعلنا نطمئن لكن نود ان يتكيف ويتعزز الحضور الأمني بأكثر كثافة ، اكبر مخاوفنا هي من دخول الأسلحة والتهريب لكن الحياة تستمر طبيعية رغم الهواجس.

الشروق


Navigate through the articles
Previous article جدل حول امتحان أزهري الرئيس التونسي يستقبل وفدا من حماس Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع