تستعد مجموعة من النشطاء الصوماليين لإطلاق حملة توعية وطنية يوم الثلاثاء، 26 آب/أغسطس، حول مخاطر القبلية التي يقولون إنها تسيء إلى الجهود الرامية إلى إعادة القانون والنظام إلى البلاد بعد عقود من الحرب الأهلية.
وقالت عائشة عبد الله عيسى، وهي
نائبة سابقة في الحكومة الإتحادية الانتقالية ورئيسة منظمة صومالي ضد القبلية
ومقرها مقديشو، "ثمة أمل كبير الآن بإعادة الشعور بالوطنية لكن القبلية قد تقوض
الجهود الجيدة القائمة".
وقد انعكست القبلية على الوضع في الصومال وأحبطت تقدم البلاد لسنوات عديدة وتعد
السبب في انهيار حكومة محمد سياد باري عام 1991.
وأوضحت عيسى أنه وفي حين يتناقش الصوماليون حول كيفية تشكيل الإدارات الإقليمية
وتقسيم الأراضي ضمن نظام الفيدرالية في البلاد، تنامت المخاوف بين القبائل حيث يخشى
الكثيرون أن يتحولوا إلى أقلية في مناطق يعتبرون أنهم ينحدرون منها وأن يمحى
تمثيلهم في إداراتهم المحلية.
وأضافت عيسى لصباحي "قررنا أن نعلن الحرب ضد القبلية [الآن] حتى لا تتحول إلى عقبة
أمام إنشاء الدولة الجديدة".
وتأتي الحملة الجديدة في توقيت إستثنائي نظراً للحاجة إلى فتح قنوات الاتصال بين
القبائل والتأكد من أن الفيدرالية تستخدم لا "لنهب أحد الآخر" بل لتشارك متساو
للثروات والتأكد من وصول التمثيل الصحيح إلى الحكومة.
وأشارت عيسى إلى أن حملة التوعية التي تقوم بها ستنشر رسائلها عبر الإعلام وتشجع
الرياضيين والفنانين على حشد الدعم للوحدة الوطنية.
وأوضحت "ننظم مظاهرات للمواطنين لإقامة مشاورات حول هذه المسألة، وقد طلبنا من
الفنانين المسرحيين والغنائيين إنتاج مسرحيات وقصص قصيرة تدعو للوحدة. وكطريقة
لتعزيز الإندماج الكامل، ننوي [إرسال] فرق رياضية إلى مناطق مختلفة من البلاد لا
سيما في المناطق المتأثرة بالعنف القبلي وتنظيم ألعاب عامة حتى يجتمع الشباب من
قبائل تقاتلت في مباريات كرة القدم".
وإن الهدف هو أن يسامح الناس بعضهم البعض وأن يلتئم شملهم وأن يتم تطبيق ذلك في
كافة المناطق.
وقد جمعت المنظمة حتى الآن أموالاً من أعضائها وشبكاتها الخاصة من الأصدقاء
والأقرباء وتنوي عقد فعاليات لجمع الأموال قريباً جداً، وفق ما أكدت عيسى التي
ناشدت كل من هو مهتم في محاربة القبلية أن يساعد المنظمة.
عنصر الشباب أساسي في محاربة القبلية
وقال محمد وارسامي ساندول، وهو رئيس الجمعية المركزية للشباب الصومالي ومقرها
مقديشو وتعنى بتطوير الشبان، إن الشباب باعتبار أنهم قادة البلاد المستقبليين، فهم
بحاجة إلى التوعية حول مخاطر القبلية.
وأضاف "لا شيء سيؤتي بنتجية إذا لم يحصل الشبان على التوعية ضد القبلية، وعلينا أن
نفهم أنها لن توصلنا إلى أي مكان، وهذا ما نحاول أن نفهمه للشباب: القبلية هي ما
أوصل البلاد إلى حال [الدمار] الذي تعيشه".
وقال أحمد محمد محمود، رئيس منظمة غاراد في دوساماريب إنه من المهم أن يتم اختيار
قادة البلاد السياسيين وفقاً لكفاءتهم وعلمهم بدلاً من انتمائهم القبلي.
وأشار في حديث لصباحي إلى أن "الناس بحاجة إلى أشخاص أكفاء يقودون الطريق، لكن
السياسيين هم من يدفعون الناس نحو القبلية، وإن الإنتخابات يجب أن تستند إلى
أيديولوجية وبرنامج سياسي ويجب ألا تكون القبلية محطة الانطلاق".
وفي هذا المجال قال عباس عبدي محمد، وهو أستاذ في علم الاجتماع والسياسة بجامعة
الصومال الرسمية، إن القبلية أدت إلى فقدان الثقة بشكل كبير بين الشعب الصومالي وأن
إعادة هذه الثقة سيتطلب جهداً كبيراً.
وأشار لصباحي إلى أن "إنعدام التوافق على الصالح العام وعدم الإتفاق بشكل صادق على
الحوكمة هو نتيجة نقص الثقة والشك بين أبناء الوطن الواحد".
وتابع موضحاً أن الناس الذين يحاربون القبلية يواجهون تحديات أو يتم اتهامهم بأن
لديهم مصالح شخصية أو مآرب خاصة بقبيلة ما ويشار إليهم بأنهم أقلية في قبيلة ما.
وأضاف محمد أن بعض الناس يعتبرون أن الجهود الرامية إلى محاربة القبلية تصب في
أجندة ممولة من حكومات خارجية أو أنها محاولة للنيل من كل من يستفيدون من نظام
تشارك السلطة المبني على القبائل.
وشدد محمد بأن تمكين النشطاء في مجال مكافحة القبلية ودعمهم يستدعي مشاركة الجميع
لا سيما القادة والشيوخ الدينيين والنساء.
استقاء الدروس من عصبة الشباب الصومالي
وأضاف محمد أن الصومال بحاجة إلى إعادة تفعيل عصبة الشباب الصومالي للتوصل إلى أمة
موحدة، في إشارة إلى المنظمة السياسية التي تشكلت عام 1943 التي تحشد للوحدة
الصومالية والإستقلال وتنتقد النظام الإجتماعي القائم على القبلية.
ولفت إلى أن الحرب ضد القبلية تواجه بعض التحديات اليوم إلا أن تاريخ العصبة يقدم
دروساً يمكن إستخدامها في ظل المناخ السياسي السائد في البلاد لمحاربة القبلية
وتوحيد المجتمع.
وتشمل السياسات التي إعتمدتها العصبة تعزيز الوحدة بما تشمل من منع الأعضاء من
السؤال عن الإنتماءات القبلية للآخر.
واعتبر ساندول من الجمعية المركزية للشباب الصومالي أن الجماعات الشبابية اليوم يجب
أن تتبع الطريقة التي اعتمدتها عصبة الشباب في القيام بنشاطاتها.
وقال "نريد أن تكون العصبة مثالاً يحتذى به لأننا نعرف السبب الفعلي لنجاحها وهو أن
نواياها كانت صادقة وكانوا بعيدين عن القبلية".
وأكد ساندول أنه وبفضل التكنولوجيا، فإن شبان اليوم قادرين على التواصل مع بعضهم
وتنظيم صفوفهم وإحداث تأثير أكثر من أي وقت مضى ومن خلال طرق لم تكن تتوفر أمام
العصبة خلال ستينيات القرن الماضي.
وختم قائلاً "ما يمكننا فعله هو إستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي كتويتر وفيسبوك
لتوعية الشباب والمشاركة في مناقشات [مناهضة للقبلية]".
الصباحي
Navigate through the articles | |
خبراء ليبيون يشككون في قدرة الحكومة على تأمين بعض المطارات | جدل حول امتحان أزهري |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|