منحت الحكومة القطرية هبة للمغرب بقيمة 136 مليون دولار، تخصص لتمويل مشروعين فلاحيين كبيرين، بعدد من المناطق المغربية.
وجاءت هذه المنحة في اتفاقية تعاون، وقعها امس الاثنين بالرباط، كل من وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة عزيز أخنوش، عن الجانب المغربي، ووزير المالية علي شريف العمادي عن الجانب القطري، في اطار تقديم قطر لحصّتها من دعم مجلس التعاون الخليجي للمغرب.
وقال وزير المالية القطري أن المنحة تهدف إلى تمكين أوسع شريحة من سكان العالم القروي من الاستفادة من المشاريع الفلاحية، وأنّ قطر باشرتْ عدّةَ مشاريع اقتصادية في المغرب، منها بناء فندق من 300 غرفة في مدينة طنجة، وبناء مشاريع سكنية ستنطلق بوتيرة سريعة، في ظل «مرور العلاقات المغربية القطرية بأفضل مراحلها».
وقال وزير الاقتصاد والمالية المغربي، محمد بوسعيد، إنّ المنحة القطرية تأتي «في ظل الشراكة النموذجية بين المغرب وقطر، والتي عرفت قفزة نوعية وتطوّرا سريعا بفضل الجهود المبذولة من طرف حكومتي البلدين»، وان المنحة ستليها اتفاقيات أخرى للتعاون في مجال الاستثمار في عدد من القطاعات.
واعتبر يوسعيد أن المغرب سيجني ثمارا، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، من المخطط الأخضر، من خلال مساهمته في رفع نسبة النموّ، وتحسين مداخيل الفلاحين، خصوصا الصغار والمتوسطين، مضيفا أنّ القطاع الفلاحي يعتبر قطاعا استراتيجيا، لمساهمته في تأمين الأمن الغذائي «والقطريون تفهّموا أهمية هذا القطاع».
وقدم وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش تفاصيل المشروعين الفلاحيين المعنيين بالمنحة القطرية، ويهمّ المشروع الأول تنمية المراعي وتنظيم الترحال بالمراعي الصحراوية وشبه الصحراوية، تصل قيمة تمويله إلى 109 ملايين دولار، منها 87،2 مليون دولار مُقدّمة من طرف قطر.
ويشمل المشروع غرس الشجيرات العلفية وخلق محميات رعوية على مساحة 360 ألف هكتار، وإنشاء وتجهيز نقط مائي وفكّ العزلة عن المناطق المشمولة بالبرنامج، من خلال فتح المسالك الرعوية على مسافة 400 كلم، وتحسين ظروف الولوج إلى الخدمات الأساسية في مجالي الصحة والتعليم، ومتابعة السلامة الصحية للقطعان.
أما المشروع الثاني، والذي سيقام في منطقة وزان/ شمال المغرب، وتصل قيمته إلى 61 مليون دولار، منها 48،8 مليون دولار كمنحة من دولة قطر، فيهمّ استفادة 4000 فلاح من توسيع الريّ على مساحة 2500 هكتار، مع فتح طرق لنقل المنتجات الفلاحية، وفكّ العزلة عن الساكنة القروية.
ويهدف المشروع إلى تهيئة وتجهيز 2500 هكتار للسقي بتقنيات مقتصدة للمياه، انطلاقا من المياه المعبّأة بسدّ وادي المخازن، والرفع من الدخل الفردي للفلاحين؛ وسيوفّر المشروع، مليون يوم عمل خلال مدة الإنجاز، و 250 ألف فرصة عمل قارّة سنويا بعد انتهاء أشغال الانجاز، كما يرتقب أن يرفع المشروع من مردودية استغلال الأراضي بالمنطقة، لتنتقل قيمة الانتاج من 4 إلى 75 مليون درهم سنويا.

القدس العربي