المقالات و التقارير > أولياء أمر صوماليون يتصدون للفكر المتطرف بتوعية أبنائهم

أولياء أمر صوماليون يتصدون للفكر المتطرف بتوعية أبنائهم

يتخذ أولياء الأمر الصوماليون دوراً أكثر فاعلية في إبعاد أطفالهم عن الفكر المتطرف بعد أن بدأت الحكومة بفرض أحكام قاسية على عناصر حركة الشباب وتنفيذ أحكام بالإعدام ضدهم.

وقد نفذت المحكمة العسكرية الصومالية تسع عمليات إعدام لعناصر من الحركة خلال الشهرين الماضيين وأصدرت أحكاماً بالإعدام والسجن المؤبد بحق الكثيرين. وقد حذرت الحكومة أولياء الأمر من غض النظر عن تورط أبنائهم مع التنظيم الإرهابي وطلبت منهم المشاركة بفاعلية أكبر في التصدي لانتشار فكر الشباب.

وقالت آشا محمد، وتبلغ 51 عاماً وهي والدة لثمانية أطفال ومن سكان منطقة همر ججاب بمقديشو، "إن الخوف الأكبر الذي يتملكنا هو أن يقبل أطفالنا الفكر المتطرف في وقت تصدر المؤسسات القضائية أحكاماً صارمة ضد عناصر الشباب".

وقالت لصباحي "كل صباح قبل أن أرسل الأطفال إلى المدرسة أقول لهم لينتبهوا من أي شخص يشتبهون بأنه يدعم الفكر الخاطئ لحركة الشباب".

وأوضحت محمد أنها تبذل الكثير من الجهد في تحذير أبنائها من التداعيات السلبية للتطرف وتخصص الوقت لمعرفة من يرافقون.

وأشار فارح موسى، ويبلغ 48 عامأً وهو أب لستة أطفال من منطقة وابيري، إلى أنه يبذل المزيد من الجهد للتحدث مع أطفاله حول التطرف ومعرفة ما يفعلونه والرفاق الذين يصاحبونهم حين يكونون خارج المنزل.

وأضاف أن شعور أي والد عند معرفة أن ابنه انضم لحركة الشباب من دون علمه أو أنه تم القبض عليه لارتكاب جريمة تتعلق بالإرهاب شعور سيء للغاية.

وتابع موضحاً، "هذا ما يدفعنا لتخصيص الوقت وتوعية أبنائي ضد الفكر المتطرف وأعتمد أسلوباً دينياً حتى يفهموا أن الفكر المتطرف لا أساس له في الدين".

ودعا موسى العلماء المسلمين للمشاركة في نشر الوعي حول الفكر الخاطئ والانهزامي للإرهاب. وقال "على المجتمع أن يعمل معاً لمحاربة هذا الفكر وأعتقد أن الطريقة الوحيدة إلى ذلك هي من خلال حملات التوعية المستمرة".

ورحبت أمينة حسين، وتبلغ 42 عاماً وهي أم لسبعة أطفال من منطقة همر ويني، بالجهود لمحاربة الفكر المتطرف لكنها طلبت من المحكمة العسكرية عدم بث عمليات الإعدام على المحطات التفلزيونية.

وتابعت قائلة "أود أن أطلب من الحكومة الصومالية أن تتوقف عن بث الصور لأشخاص سيتم إعدامهم وهم مقيدين بانتظار أن يتم اطلاق النار عليهم لأن ذلك سيصيب أهاليهم بالصدمة".

ورأت أن "لا أحد يريد أن يرى طفله في صفوف حركة الشباب"، مؤكدة أن بث عمليات الاعدام على التلفزيون لا حاجة له في دفع الأهالي إلى التعاون مع السلطات للإبلاغ عن أبنائهم الذين يظهرون علامات تشدد.

ودعت حسين الأهالي إلى لعب دورهم وإبلاغ الأجهزة الأمنية سرعان ما يشتبهون بطفل يتم دفعه نحو التطرف حتى ينقذوا حياتهم وحياة الآخرين.

وأضافت "الكثير من أولياء الأمور يشعرون أنهم إذا أبلغوا عن أبنائهم عند الاشتباه بأنهم ينحون نحو التطرف سيتم معاملتهم بطريقة سيئة، لكنني أنصحهم بأن يبلغوا الأجهزة الأمنية عن نشاطات أبنائهم قبل أن يرتكبوا جريمة قد تكلفهم حياتهم أو السجن المؤبد".

ومن جانبه، قال العقيد المتقاعد في الجيش ضاهر تيمادي إن محاربة الشباب تتوقف على ما إذا كان الناس يدعمون جهود الحكومة بالكامل في التعاطي بيد من حديد مع الإرهابيين.

وأشار إلى أن على الصوماليين أن يدعموا أحكام الإعدام بحق من يرتكبون أعمال إرهابية لردع هؤلاء وإنقاذ حياة المواطنين.

وقال لصباحي "أنصح الأهالي القلقين من تبني أطفالهم الفكر المتشدد بأن يسلموهم إلى السلطات الأمنية لكي يتم تحويلهم إلى مراكز إعادة التأهيل التي ينقل إليها المنشقون عن الحركة".

وفي الوقت ذاته دعا تيمادي الحكومة الصومالية إلى زيادة عدد مراكز إعادة التأهيل حتى يطمئنوا بأن أبنائهم سيحصلون على الرعاية التي يحتاجون إليها إذا أبلغوا عنهم.

 

الصباحي


Navigate through the articles
Previous article تونس في عيون الاعلام لماذا يخسر ماسبيرو؟ Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع