أكدت حركة النهضة التونسية أنها
متمسكة بمبادرة «المرشح التوافقي» للرئاسة، وأشارت إلى أنها ما زالت القوة السياسية
الأولى في البلاد وتأمل بأن تتفوق في الانتخابات المقبلة على ما حققته في انتخابات
2011.
وأكد الناطق باسم «النهضة» زياد العذاري أن الحركة لم تحدد حتى الآن المرشح الذي
ستدعمه في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن دعمها لرجل الأعمال محمد فريخة يقتصر
على الانتخابات التشريعية (البرلمانية) فقط، باعتباره رئيسا لقائمة صفاقس 2 عن حركة
النهضة.
وكان فريخة قدم الاثنين ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة (كمرشح مستقل) بعد جمعه
لـ20 ألف تزكية من التونسيين، مشيرا إلى أن تونس تحتاج اليوم إلى «وجوه جديدة وواقع
جديد يحقق حلم كل التونسيين في الشغل وفي حياة كريمة ودولة قوية تفرض القانون وتضمن
الحريات بأمن قوي وجيش عتيد».
وقال العذراي في تصريح خاص بـ»القدس العربي»: «ترشح محمد فريخة للرئاسة قرار فردي
ونحترمه ولكنه لا يستبق قرارنا في تحديد المرشح الذي سنسانده في الانتخابات
الرئاسية المقبلة، ونحن ملتزمون بدعم فريخة في الانتخابات التشريعية فقط».
وأكد أن فكرة المرشح التوافقي مازالت قائمة، مشيرا إلى أن النهضة ترغب بدعم شخصية
«تعتبر أنها قادرة على تحقيق أكبر قدر من التوافق وتستطيع تجميع التونسيين او جزء
كبير منهم في الانتخابات القادمة، كما أنها قادرة على خدمة الثورة وحفظ المسار
الديمقراطي وحمايته».
وكان القيادي في حركة النهضة عبداللطيف المكي أكد في حوار سابق مع «القدس العربي»
أن الحركة ما زالت مصرة على فكرة المرشح التوافقي التي قال إنها تنطبق على بعض
المرشحين كالرئيس الحالي منصف المرزوقي ورئيس البرلمان مصطفى بن جعفر ورئيس الحزب
الجمهوري أحمد نجيب الشابي.
وقال الشابي في تصريح صحافي الاثنين إن حركة النهضة أخطأت حين طرحت فكرة الرئيس
التوافقي قبل الانتخابات «التي تقوم على التنافس»، لكنه استدرك بقوله «إذا كانت
النهضة تبحث عن مرشح مجمِّع (للتونسيين) يخلق التوافق الوطني فأنا له (للمنصب)».
وعلّق العذاري على تصريحات الشابي بقوله «نحن لم نخض حتى الآن بموضوع الأسماء ولم
نقرر دعم أي شخص، لكننا نحترم عددا كبيرا من الشخصيات الوطنية التي تقدمت
للانتخابات الرئاسية ولديها تاريخ نضالي وكاريزما وحضور سياسي ومصداقية، وسنختار من
بينها الشخصية التي نراها أكثر قدرة على تجميع التونسيين وإنجاح المسار الديمقراطي،
وهذا القرار سنتخذه عندما تتحدد القائمة الرسمية والنهائية للمرشحين وتتوضح لنا
الصورة أكثر بعد حوار داخلي معمق»، دون أن يقدم جدولا زمنيا لهذا الأمر.
وحول احتمال تكرار تجربة انتخابات 2011 التي حصلت النهضة بموجبها على حوالي نصف
مقاعد المجلس التأسيسي (البرلمان)، قال العذاري «نحن لا نعلم الغيب، لكننا نشتغل
على أن تكون نتائجنا بمستوى انتظاراتنا (طموحاتنا) وانتظارات قوائمنا و(نأمل) أن
تكون النتائج أفضل مما كانت عليه في 2011».
وأضاف «الحركة لا تزال القوة الأولى في البلاد، وهذه الأشياء لا تتغير بسرعة لأن
بناء أحزاب سياسية قوية وأساسية يحتاج لعقود، والحركة اليوم ستدخل المنافسة بكل قوة
ولها ثقة بأبنائها وقواعدها وبجميع التونسيين».
وكانت مصادر إعلامية نسبت للعذاري قوله إن أطرافا سياسية تحاول إقصاء حركة النهضة
من المشهد السياسي.
لكن العذاري ينفي هذا الأمر، ويؤكد أنه تحدث عن أطراف تريد تقسيم المجتمع التونسي
والتفريق بين التونسيين، مشيرا إلى وجود أصوات متطرفة داخل بعض الأحزاب «لا تقبل
بالتوافق في البلاد والتنوع داخل الساحة السياسية وتريد عودة البلاد إلى التطاحن
الإيديولوجي والسياسي وتدعو للاستئصال وترفض التعايش السلمي والتوافق الوطني، ونحن
ندعو النخب السياسية لتجاوز صراعاتها وتناقضاتها والدخول في منافسة مشروعة، ثم بعد
ذلك تبني أرضية مشتركة تكون في مستوى انتظارات التونسيين».
ويوضح الأمر مجددا بقوله «ما قلته لا ينطبق على أحزاب سياسية بعينها، لكن ثمة أصوات
موجودة داخل بعض الأحزاب لها هذا التوجه ولكن ليس هناك استهداف لأحزاب معينة».
ويرفض العذاري التعليق على بعض «المهاترات السياسية» والهجوم المستمر من قبل بعض
الأطراف ضد حركة النهضة، ويضيف « نحن غير معنيين بالتعليق على هذا الأمر، لكننا
ندعو بالمقابل إلى منافسة سياسية نزيهة قائمة على الاحترام وخدمة التونسيين بجميع
أطيافهم».
كما يؤكد أن حركة النهضة الآن ليست بوارد الحديث عن أي تحالفات بعد الانتخابات
البرلمانية، مشيرا إلى أن الحركة تدعو لتشكيل «حكومة وحدة وطنية واسعة بعد
الانتخابات وستكون هذه الحكومة حسب الطيف السياسي المنتخب والممثل داخل المجلس
التشريعي الذي سيختاره التونسيون بكل حرية، وهذا الأمر يمكن البت به بعد إعلان
نتائج الانتخابات المقبلة».
يُذكر أن الناطق باسم حزب نداء تونس لزهر العكرمي أكد في وقت سابق لـ»القدس العربي»
أن حزبه لن يتحالف مستقبلا مع حركة النهضة في حال فوزهما بالانتخابات التشريعية،
لكنه مستعد لـ»التعايش» معها ومع غيرها من الأحزاب، مشيرا إلى أن «الانتقال
الديمقراطي يُبنى أساسا على التسويات والتعايش السلمي بين الأحزاب».
القدس العربي
Navigate through the articles | |
أهالي عشش السودان بين ناري الإيجار والعودة للشارع من جديد | ليبيا بين الهوى والهوية |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|