"يا فرحه ما تمت خدتها المحافظة
وطارت".. هذا هو واقع أهالي عشش السودان، الذين فرحوا بالمساكن التي وفرتها لهم
الدولة في مقابل ترك عششهم دون أي مقابل مادي كما أكدوا، وعندما تحقق الحلم الذي
تمنوه منذ عشرات السنين واستلموا شققهم الجديدة وتم هدم عششهم اصطدموا بالواقع
الأليم وهو دفع إيجار مقابل الشقة التي تأويهم، حيث فوجئ الأهالي بمندوبين من
محافظة الجيزة يسلموهم عقود إيجار الشقق بقيمة 160 جنيه ولمدة 59 عام وفي حالة عدم
الدفع لشهر واحد فقط سيتم طردهم دون أي إنذار مسبق أو تنبيه وذلك وفقا لنص العقد.
وعقابًا لهم لرفضهم دفع الإيجار رفضت المحافظة تركيب عدادات الكهرباء داخل شققهم
رغم الوعود بأن سيتسلمون شقق كاملة المرافق وجاهزة للتسكين الفوري، فلجأ الأهالي
إلي سرقة التيار الكهربائي من الكابل الرئيسي للتغلب علي الظلام الدامس الذي يخيم
عليهم بحلول الليل، بالإضافة إلي مشاكل الصرف الصحي التي يعانوا منها بشكل شبه يومي
والتي أدت إلي تشقق الحوائط فأصبحت عرضه للانهيار، كل ذلك ولم يمر العام علي تسلمهم
لهذه الشقق.
"الشقة مقابل العشة" هكذا قال احمد حسن، احد سكان المرحلة الأولي ومن سكان عشش
السودان، إن مندوبي المحافظة عندما جاءوا لإخبارهم بالمشروع أكدوا عليهم أن الشقق
تمليك وليست إيجار ولن يقوموا بدفع أي مبالغ مالية ولكنهم فوجئوا بأنها إيجار،
مشيرا إلي أن محافظه الجيزة رافضه توصيل الكهرباء لهذه الشقق كنوع من الضغط علي
الأهالي لإجبارهم علي دفع هذا الإيجار.
يقول مصطفي ناصر، أحد سكن العشش "أجيب فلوس الإيجار منين.. وأنا بجيب عشا ولادي
بالعافية.. مش هندفع إيجار ولو مش عاجبهم نرجع عششنا تاني أحسنلنا".
"أنا مش حيلتي حاجة لو قالولي هات إيجار هاسيب الشقة هاخد بطانيتي وارجع أعيش في
مكان عشتي" هكذا أضاف عم عبد التواب عن مشكلة إيجارات عشش السودان.
الدستور
Navigate through the articles | |
ما الجماعة التي طالبت فرنسا بادراجها بقائمة الارهاب؟ | ما زلنا القوة الأولى في تونس |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|