المقالات و التقارير > ماذا تعني مشكلة الميليشيات الليبية للشرق الأوسط وأمريكا؟

ماذا تعني مشكلة الميليشيات الليبية للشرق الأوسط وأمريكا؟

 قال دبلوماسي أمريكي سابق في ليبيا: إن الرئيس باراك أوباما يتعرض لانتقادات لعدم القيام بما يكفي من أجل متابعة التدخل الذي تم في ليبيا عام 2011، محذرا من مغبة تكرار الخطأ مرة أخرى أثناء خوض المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وأضاف ميزلاو بودوسيزكي -الذي يشغل منصب أستاذ مساعد في السياسة والعلاقات الدولية في كلية بومونا في كليرمونت- بمقال بصحيفة لوس أنجليس تايمز أن الولايات المتحدة لم تتعلم الدروس المستفادة من التدخل في ليبيا في الوقت الذي تصعد من حملتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية من العراق إلى سوريا. وأشار الكاتب إلى أنه لا يمكن تصور العالم بعد انتهاء تنظيم الدولة الإسلامية أو بعد سقوط بشار الأسد دون إدراك أن الميليشيات الأخرى سوف تستمر في القتال من أجل السيطرة، صحيح أنه لا يمكن اعتبار كافة الميليشيات متطرفة، إلا أن تواجدها يعقد أي محاولة لبناء نظام مؤسسي جديد. وقال بودوسيزكي: إن ليبيا التي تقف على حافة الانهيار تؤكد هذا الواقع، فبعد الإطاحة بمعمر القذافي – بمساعدة من حلف شمال الأطلنطي – وقعت الدولة في حالة من الفراغ الأمني الذي استغله بسرعة المسلحين الذين ينتمون إلى فصائل متنوعة لها جذور إقليمية وقبلية وأيديولوجية مختلفة، يدعون جميعا أنهم يقومون بحماية الثورة لكنهم يشاركون في أنشطة إجرامية بما في ذلك الابتزاز والتهريب والاختطاف. وأضاف أن عدم قدرة الدولة الليبية على كبح جماح الميليشيات قادت إلى حلقة مفرغة، حيث ينتشر شعور بعجز الحكومة الأمر الذي يقوض من شرعيتها، ويؤدي بالجماعات المسلحة للتمسك بسلاحها بدعوى أن الحكومة غير قادرة على توفير الأمن، لتستمر دوامة لا نهائية من عدم الثقة، أصبحت فيها الميليشيات سببا ونتيجة لضعف الدولة. وأشار الكاتب إلى أن الميليشيات في ليبيا تقدم للشباب القوة والهيبة والمال بما يفوق ما تقدمه الدولة الرسمية، متسائلا عن السبب الذي يدفع صاحب أي حرفة للعودة إلى وظيفته التي كان يشغلها قبل الحرب إذا كان باستطاعته الحصول على المال والهيبة كونه عضوا بإحدى المليشيات. وأكد أن سوريا والعراق سوف تواجه نفس المعضلات التي تواجهها ليبيا، لتكون القضية المركزية هي كيفية دمج الميليشيات في هياكل الدولة الشرعية وضمان دور حقيقي لها في مستقبل البلاد، وهو ما وصفه الكاتب بالأمر الصعب في الشرق الأوسط بسبب الهياكل الأمنية القوية والتي تملك القدرة أو بعبارة أخرى القمع. وختم الكاتب بالتأكيد على ضرورة بناء الحكومات الشاملة سياسيا وإلا فإن الميليشيات سوف تواصل العمل على استغلال مظالم الطوائف غير الممثلة، والأقليات والبلدات والمناطق الفرعية. لن تكون الولايات المتحدة قادرة على القضاء على الجماعات الإرهابية والخطر الذي تشكله دون سياسة واضحة وحازمة للتعامل مع الميليشيات المسلحة.

ليبيا المستقبل


Navigate through the articles
Previous article مسارات متعددة وخطة عمل ومجموعة أولويات ومخطط لإنقاذ ليبيا جدل في تونس حول تراخيص قنوات تلفزيونية Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع