انتقد أحمد ولد داده زعيم المعارضة الموريتانية أمس بشدة «أداء نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز».
وأكد في مقابلة بثتها أمس إذاعة «صحراء ميديا» الموريتانية المستقلة «أن النظام الحاكم في موريتانيا نظام عسكري يعمل بطريقة أحادية ولا يعبأ بما يجري في الساحة السياسية ولا يولي أدنى اهتمام، حسب قوله، لهموم وقضايا الشعب ولا للظروف الأمنية التي تهدد المنطقة».
وقال « إن نظام الرئيس ولد عبد العزيز ضاع بسوء تدبيره، الطفرة التي شهدها الإقتصاد الموريتاني السنة الماضية والناجمة عن ارتفاع أسعار صادرات موريتانيا من الذهب والحديد والنحاس».
«لقد صرفت هذه المبالغ الهائلة التي حصلت عليها موريتانيا، يقول ولد داده، في مشاريع لا طائل من ورائها من ضمنها بناء مطار نواكشوط الدولي وهو استثمار غير مجد، وتبذير للمال العام حيث أن المطار القديم غير مستغل إلا بنسبة 70 في المئة من طاقته وهو يكفي لتغطية رحلات موريتانيا الجوية حتى عام 2025.» وتحدث ولد داده وهو أول محافظ للبنك المركزي الموريتاني، عن رداءة السياسات الزراعية للحكومة الموريتانية مبرزا «أن موريتانيا تتوفر على ساحل من أغنى سواحل العالم بالأسماك إلا أن سياسة الصيد المطبقة تجعل استفادة موريتانيا من أسماكها محدودة ودون المستوى».
وقال «إن بإمكان موريتانيا اعتمادا على حصتها المائية من نهر السنغال، أن تزرع 135 ألف هكتار وأن تنتج ما بين 10 الى 12 طنا من الأرز في الهكتار الواحد مما يجعل اكتفاءها الغذائي أمرا ميسورا».
وأكد « أن نظام الرئيس ولد عبد العزيز هو من يقف أمام تسليم زعامة مؤسسة المعارضة لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلاميون).
وقال إنه «لا يعترف بشرعية الانتخابات النيابية التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلا أنه مستعد لتسليم زعامة المعارضة لحزب التجمع».
وانتقد ولد داده «سير الإنتخابات الرئاسية الأخيرة مؤكدا «أن حزبه قاطع هذه الإنتخابات مع أحزاب وازنة في المشهد السياسي الموريتاني».
وأوضح زعيم المعارضة الموريتانية «أنه رغم ما يشاع ما زال يسعى ليصل لرئاسة موريتانيا، مشيراً إلى «أن حزبه سيظل يعمل من أجل تحقيق التغيير بكل هدوء وبعيداً عن الفوضى وإراقة الدماء». وتحدث عما سماه «قطيعة مزمنة بين النظام والطيف السياسي في موريتانيا»، واصفاً النظام بأنه «عسكري ويتصرف بطريقة أحادية ولا يعبأ بما يجري في الساحة السياسية».
وأكد ولد داده على أن «معظم الطيف السياسي الموريتاني منزعج لحكم العسكر، ونشطاء هذا الطيف، حسب رأيه، إما داعون للتخلص من حكم العسكر أو متبرؤون منه».
وقال في الأخير «إن منتدى المعارضة عاكف على خطة عمل سياسية لإحداث التغيير»، ولم يكشف عن تفاصيل ذلك.

القدس العربي