المقالات و التقارير > السيسي مذعور من تنامي موجات النقد

السيسي مذعور من تنامي موجات النقد

تحولات خطيرة يشهدها الشأن المصري، خاصة في ما يخص علاقة الصحافة بالرئيس الذي يدير سدة الحكم، كأول رئيس منتخب بعد عزل الرئيس محمد مرسي، ورغم الأفراح التي اقامتها معظم الصحف للرئيس السيسي، غير ان الرجل وفي خضم عشقه للأضواء، كما يرى خصومه، يبدو أنه يطالب بما هو أكثر.
وقد كشفت الأيام الأخيرة عن أن الرئيس يضيق صدره بالنقد، وهو الذي جعل أنصاره من الإعلاميين في موقف لا يحسد عليه، بين قارئ بدأ يتساءل عن الإنجازات التي حققها الرئيس على الأرض ونظام يطالب تلك الصحف بأن تزيد من حجم ثنائها على الرئيس ومن حوله، وهو ما يبدو جلياً من بعض مقالات ومعارك أمس الصحافية. وقد شهدت الصحف مزيدا من الهجوم بين أنصار كلا الفريقين. ومن جانبه اتهم المهندس عاصم عبد الماجد، أحد قيادات الجماعة الإسلامية الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الحالي، بالارتداد عن الدين الإسلامى، قائلا «جابر عصفور رجل مرتد جاءوا به إلى وزارة الثقافة ليحارب الإسلام».
وتابع القيادي بالجماعة الإسلامية هجومه عبر تصريحات اهتم بها العديد من الصحف، بالتأكيد على أن وزير الثقافة الحالي قام بنشر كتب تسب وتطعن في الدين، إضافة إلى نشر كتب أخرى تطعن صراحة في الدين الإسلامي، وقت توليه أحد المناصب القيادية في عهد الرئيس حسني مبارك، مضيفاً «ما يحدث شيء مفزع وتضليل للأمة وعلينا التكاتف لمقاومة تلك المخططات الخبيثة».
ومع مزيد من المعارك الصحافية حيث قال عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة المصرية إن «ما يقوم به معتز مطر أبرز أنصار الإخوان خيانة للوطن، وتهديد للأمن القومي المصري، وسيتم تحويله إلى القضاء بناءً على الإجراءات الجنائية، بصفته يعمل في مؤسسة تابعة لدولة معادية لمصر» حسب قوله. وانتقد رئيس الإذاعة أي فرد يخرج عن ميثاق الشرف الإعلامي، وضد انتماء الوطن ولن يتم تجديد الإجازة الخاصة به وإعارته ووقفه عن الإذاعة نهائياً، لأنه يهين بلده، وأمامه خياران إما أن يتقدم باستقالته أو أن يلتزم بميثاق الشرف الإعلامي.
وأضاف رشاد عبر مداخلة هاتفية لبرنامج «90 دقيقة»مع الإعلامية إيمان الحصري، على فضائية «المحور»، أن مطر مجهول العنوان وتمت مراسلته في أكثر من خطاب لتنبيهه، بسبب خروجه عن ميثاق الشرف الإعلامي بقناة الجزيرة القطرية وهجومه على مصر، ولكن لم يستدل له على عنوان».

«اتلم ياعز أنت سبب ضياع مصر»

ومن معارك امس الصحافية تلك التي شنها الكاتب الصحافي مصطفى بكري، رجل الأعمال أحمد عز واصفًا إياه بأنه السبب الرئيسي في دمار مصر خلال الفترة السابقة، فضلاً عن هدم النظام الأسبق وسجن الرئيس حسني مبارك قائلاً: «عاد مرة أخرى علشان يبتدي يستدعي أعضاء الحزب الوطني القدامى إلى البرلمان المقبل». واستطرد: «اتلم يا أحمد يا عز، كفاية اللي عملته في هذا البلد، هي مصر ما فهاش غير أحمد عز وأعوانه». وأضاف بكري أن النظام الأسبق لن يعود، لافتًا إلى أن الدولة تواجه إرهابا حاليا بسبب الفترة السابقة، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسي بإجراءات قوية وحاسمة على كل من يعتدي على الجيش وتطبيق المحاكمات العسكرية عليهم بالقانون» حسب قوله.

الثورات تسقط أنظمة برموزها
وسياساتها وقواعد عملها

نبدأ الرحلة مع المخاوف التي تعتري الكثيرين بشأن المحاولات التي تقوم بها بعض الصحف من أجل تلميع الرئيس المعزول ورموزه ومن بين تلك الصحف جريدة «الوطن» التي ينتقدها جمال زهران وفي جريدة «الأخبار»: «ظاهرة تعكس حالة الخواء والفراغ والتسيب والانفلات إلى حد الفوضى في مجال الإعلام، الذي هو أداة في الأصل لغرس القيم الإيجابية وليس أداة للهدم والتحريض وتوجيه الشتائم وليّ الحقائق، والترويج للشائعات والإساءات المتعمدة لشخصيات معينة وتزييف الوعي العام والتدليس على الرأي العام والأمثلة كثيرة على كل كلمة أقولها، ويصل رصدي إلى الربط بين التوظيف السياسي للوسيلة الإعلامية والتآمر الحقيقي على الشعب المصري وثورتيه 25 يناير/كانون الثاني، 30 يونيو/حزيران. ويضيف زهران: نرى في صحيفة قومية وغيرها أموراً عجيبة، حيث إتاحة الفرص لشخصيات تنتمي إلى نظام مبارك وعملت معه، وتكتب في المساحات المخصصة لها ذكرياتها! فما أهمية ذلك للقارئ بعد ثورتين؟ الرأي عندي أن إتاحة الفرصة لهؤلاء هو استحضار ممنهج لنظام مبارك ورموزه، وكأن ثورتين لم تقعا.. فهؤلاء مكانهم المنزل يكتبون مذكراتهم ويبحثون عن ناشر من «الفلول»، أو يطبعونها على نفقتهم الخاصة، كما أنه بالمقابل أيضاً تخصص وسائل الإعلام الخاصة برامج معينة لهذه النوعية لغسيل سمعتهم وسمعة نظام مبارك، على خلفية أنه كان في نظام مبارك الصالح والطالح وينسون أن الثورات لا تميز عند اندلاعها، لأنها تسقط نظاماً برموزه وسياساته وقواعد عمله، وبالتالي لا وجود لأمثال هؤلاء على الإطلاق، ولكنه التواطؤ العمدي في إتاحة الفرصة لهؤلاء ليبقى نظام مبارك برموزه في ذاكرة الناس، والهدف هزيمة الثورة وتصدير الإحباط للشعب حتي يكره الثورة ويندم علي ما فات ليقول «فين أيامك يا مبارك!»، ويتساءل زهران: فبماذا يفسر إجراء حوار بين رئيس تحرير «الوطن» والرئيس المخلوع حسني مبارك، بماذا تفسر نشر الجريدة وغيرها لزيارة المشير طنطاوي لمبارك؟».

ليست مدارس لكنها قبور تتسع للجميع

ونبقى مع مزيد من المعارك الصحافية وهذه المرة تشنها دينا عبد العليم في «اليوم السابع» ضد وزير التعليم، بعد ثلاث حوادث دامية الاول لتلميذ ذبحه الزجاج بعد أن انزلاقه عليه. والثاني سقط باب المدرسة المتهالك على جسده الضعيف فمات. اما الثالث فدهسه سائق سيارة التغذية المدرسية فسحق عظامه، حصد الموت في أسبوع واحد من مدارسنا ثلاثة تلاميذ، ولم ينته الدرس بعد. والحقيقة لم أتخيل أن يحدث هذا بهذه السرعة، وكأن الأسبوع يأبى أن يمر من دون أن يقدم لفسادنا قربانًا جديدًا من أرواح التلاميذ. يوم واحد فصل بين موت تلميذ مطروح وموت تلميذ أطفيح، وتشير ايمان إلى ان محمود أبو النصر وزير التعليم عبر عن أسفه لهذه الحوادث، واشار إلى ان حالته النفسية سيئة بسببها، وأنه فكر في الاستقالة، لكنه اكتشف أن التراجع وترك الميدان لن يفيد. ونرى ان الأجدى بالوزير وضع خطة فورية لتطوير المدارس، وفتح التحقيقات في فساد هيئة الأبنية التعليمية التي حصلت على مبلغ مليون ومئتي ألف جنيه في تطوير مدرسة واحدة، وهي مدرسة عمار بن ياسر التي شهدت منذ أسبوع فاجعة موت أول تلميذ، فكشفت الفساد في التطوير بعد أن أعلنت إدارة المدرسة أنها رفضت استلام المدرسة من هيئة الأبنية التعليمية لأن عملية التطوير لم تتم، وهنا نتحدث عن مليون واحد في مدرسة واحدة، وتسأل الكاتبه الوزير: هل فكرت سيادتك في فتح تحقيقات مع الهيئة، هل فكرت في حجم المشروعات والمبالغ التي حصلت عليها من ميزانية الوزارة وفي كيفية استردادها لإجراء عمليات ترميم وتطوير حقيقية للمدارس وتأمينها.
وتؤكد ايمان أن دعوة وزير التعليم حامد ابوالنصر الاهالي للتبرع لترميم المساجد وتفكيره في الاستقالة لن تحل الأزمة، داعية إياه لتحمل المسؤولية وفتح تحقيقات عاجلة ووضع خطط سريعة للحفاظ على أرواح التلاميذ».

بطرس غالي: أتركوا السيسي
عامين ثم احكموا عليه

ونتحول نحو مقتطفات مع بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، الذي أجرته معه «المصري اليوم» والذي قال خلاله عن ابن شقيقه وزير المالية الاسبق يوسف غالي الموجود حاليا بلندن: «إنه بمثابة ابنه، ولا يرغب في الحديث عن قضيته»، وعندما ألحت «المصرى اليوم» في سؤالها باعتباره أقرب الناس إليه، وصف قضيته بـ «الانتقامية»، موضحا أنه على اتصال دائم معه، وأنه حصل مؤخرا على صفة لاجئ سياسي هناك، ويعمل الآن في العاصمة البريطانية، مضيفا: «قالوا عن مبارك إنه يمتلك 24 مليار دولار في الخارج، وطلع كل ما قيل عنه مبالغ فيه». وفي الحوار ذكر ثلاثة اسباب حول اسباب هجوم الغرب على مصر بعد رحيل الاخوان عن سدة الحكم: الأول: الضغط الأمريكي.. فأوروبا مازالت خاضعة للأمريكان من خلال الحلف الأطلنطي أو من خلال العلاقات الاقتصادية. والثاني: أن تلك الدول تخشى من تيارات الإسلام السياسي المتشددة، والجماعات الإرهابية، لأنه لو أن «قنبلة» انفجرت في باريس على سبيل المثال ستؤثر على نسبة السياحة في فرنسا وبالتالي تدمير اقتصادها، لأن عدد السائحين في فرنسا يقدر بنحو 80 مليون سائح سنويا، وقس على ذلك باقي الدول. وعن رئيس مصر الجديد قال: مصر تشهد حالة من الاستقرار الآن، ولا يمكن الحكم على السيسي إلا بعد مرور عامين».
لماذا يهرب الرئيس
من إجراء الانتخابات البرلمانية؟

ونصل بالمعارك الصحافية للأحزاب السلفية، وفي القلب منها حزب النور الذي تعاديه سحر جعارة، وغيره من الاحزاب الدينية في «المصري اليوم»: «حقيقي زهقت، كتبت كثيرا عن أهمية تفعيل الدستور الجديد وحظر نشاط الأحزاب الدينية، التي نعرفها بالاسم ونعرف أنشطتها جيدا، وعلى رأسها حزب النور «السلفي»، حتى تُجرى الانتخابات النيابية القادمة، في أجواء صحية تسودها المساواة بعيدا عن الشعارات الدينية والرشاوى المقنعة بالجلباب والمسبحة.. لكن لا حياة لمن تنادي!». وتتوجه الكاتبة بالنداء لرئيس الجمهورية: «إلى متى تتأجل الانتخابات البرلمانية وتظل أهم خطوة في خريطة الطريق التي رسمتها ثورة 30 يونيو/حزيران محاصرة بالخوف من عودة رموز «الحزب الوطني» أو الإخوان والسلفيين؟ أليست مواجهة «الفساد السياسي» إحدى مهام الرئيس وهمومه؟ أعلم أن دائرة الأحزاب السياسية بالمحكمة الإدارية العليا تنظر دعوى لحل حزب «النور»، ولكن ماذا عن باقي الأحزاب الدينية المخالفة قانون الأحزاب.. وما هو دور لجنة شؤون الأحزاب في المرحلة الحالية؟». وتتساءل سحر: «هل تخشى الحكومة غضبة التيار السلفي، رغم أنه كان الحليف الأكبر للإخوان خلال فترة حكمهم.. أم أنها تتصور «واهمة» أنها تستطيع تحييده وضمه إلى صف النظام؟ أنا شخصيا أتصور أن الدافع الوحيد الذي يجمع الأحزاب الدينية مثل (البناء والتنمية والأصالة ومصر القوية… إلخ ) هو «العداء» للنظام الحالي، وأنهم جميعا على استعداد للتحالف مع الشيطان للسيطرة على تشكيل الحكومة عبر البرلمان القادم، وأن الصفقات التي يجريها حزب «النور» لعقد تحالف مع «الحزب الوطني» هي محاولة لتقويض الأحزاب الليبرالية والسطو على الحكم ولو بعصا «الوطني». لقد رضخت قوى 30 يونيو لإصرار «النور» على عدم إسقاط دستور الإخوان والاكتفاء بتعديله، لكن الدستور في مادته 74 لا يُجيز قيام أحزاب سياسية على أساس ديني.. فما هو السند السياسي لوجود هذه الأحزاب العنصرية؟».

عبدالناصر سبب إدمان محمد صبحي التدخين

كثيرون تأثروا بالزعيم جمال عبد الناصر في كثير من مواقفه، لكن هذه هي المرة الاولى التي يتأثر فيها شخص بإدمان الرئيس للتبغ، ويرويها عماد الدين حسين في «الشروق»: «يوم الجمعة الماضي، كتبت عن السيجارة التي كلفت أحد الزملاء الصحافيين المصريين 2250 جنيها في أحد فنادق نيويورك. صبيحة يوم السبت تلقيت رسالة رقيقة من وزيرة التضامن الاجتماعي د. غادة والي تشيد بالمقال وتدعوني لحضور ندوة عن «المعالجة الدرامية لقضية التدخين وتعاطي وإدمان المخدرات في القنوات الفضائية المصرية». فيما الفنان محمد صبحى قال إنه حضر فيلما هنديا في سينما قصر النيل عندما كان عمره 14 عاما. قبل بداية الفيلم شاهد جمال عبدالناصر في أحد أخبار «الجريدة الناطقة» يدخن ولأنه كان متيما بالرئيس فقد قرر تقليده، وخرج من السينما واشترى سيجارتين «بخمسة تعريفة» وهنا بدأت رحلته مع التدخين. قال صبحي أيضا إنه ذهب لعلاج زوجته في مستشفى دالاس الأمريكي منذ سنوات، وعندما أراد تدخين سيجارة اكتشف أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك إلا على مسافة كيلومتر ونصف الكيلومتر من المستشفى، يضيف الكاتب نقلاً عن صبحي ذات يوم شاهده أحد تلاميذ مدرسة بالمعادي يدخن في سيارته فصرخ قائلا «الأستاذ ونيس بيدخن» فاضطر للقول إنه أخذ السيجارة من السائق المدخن لكي يلقيها حتى لا تنهار صورة القدوة في نظر التلميذ. ورد صبحي على أصحاب نظرية تقديم الواقع في السينما والفن عموما بقوله: «يا سيدي قدم الواقع كما تشاء، لكن لا تجعلني أحبه». لأن العمل الفني يعرض للبطل وهو يدخن أو يشم لمدة 75 دقيقة مبتسما وسعيدا، وهو ما يجعل المشاهد يتعاطف معه ويقلده، من دون أن يتأثر بآخر خمس دقائق المتضمنة الوعظ والإرشاد. أما أستاذ الإعلام الدكتور سامى عبدالعزيز فأقسم بالله أن قرار مكافحة التدخين والإدمان أخطر من قرارات رفع الدعم».

رئيسة البرازيل تكشف أسبابا
خطيرة حول عزل مرسي

ولا يمكن بأي حال أن نتجاهل ما كتبه نصر العشماوي في جريدة «الشعب»: «لا شك أن رؤساء الدول من خلال أجهزة مخابراتهم يعلمون أكثر مما يعلم الشعب المصري أسرار ما حدث في مصر، وخبايا ودهاليز انقلاب العسكر تحت ريادة أمريكا، التي تحكم بصورة عملية جميع البلاد العربية». ويؤكد الكاتب ان «أمريكا كانت تدرك أن تمكين مرسي من حكم مصر هو بداية صراع حضاري بين الحضارة الإسلامية التي لاح فجرها في صعود التيار الإسلامي في أكثر البلاد أهمية في الشرق الأوسط وبين الحضارة الغربية التي يحاصرها التدهور الأخلاقي من كل جانب. وقد أثارت رئيسة البرازيل ديلما روسيف بعض أسرار الانقلاب العسكري في مصر، وقالت إن مصر والبرازيل كانتا بصدد بناء قلعة صناعية واقتصادية عملاقة تنافس العالم، وقد أبرمت اتفاقا مع الرئيس مرسي على بناء أكبر مصنع إسمنت في العالم، وشركة كبرى لصناعة شاحنات النقل. وبعدما وجد الرئيس مرسي تعاونا وإرادة جيدة من رئيسة البرازيل في التعاون المشترك والمثمر بين مصر والبرازيل؛ تقول روسيف إنها فوجئت بالرئيس مرسي يقدم لها دراسة جدوى عن مشروع ضخم لصناعة الطائرات، تشترك فيه مع مصر والبرازيل كل من قطر وتركيا، وقالت إن مرسي أخبرها أن تركيا وافقت على أن يكون مقر الشركة العملاقة في مصر، لولا الانقلاب العسكري الظالم الذي تورط فيه المجتمع الدولي، كما قالت رئيسة البرازيل». ويؤكد الكاتب ان «أمريكا لم تكن ترضى أي تقدم لمصر، فهي تريدها على الدوام كما هي الآن، تتسول الدواء والغذاء والسلاح، وليس كما قال رئيسها البطل الصامد محمد مرسي: «لا بد أن نسعى لامتلاك الغذاء والدواء والسلاح من عمل أيدينا حتى يستقل قرارنا عن أي تدخل». وقد كشفت لنا اليوم رئيسة البرازيل بتلك التصريحات أن الرئيس مرسي كان يعمل علي تنفيذ ما يقول بالفعل».

ماوراء كلام السيسي وعباس خطير

لازالت اصداء مؤتمر المانحين لإعادة تعمير قطاع غزة تثير هواجس الكثيرين من بينهم منير شفيق في جريدة «الشعب»: «لا بد من قراءة متأنية مدققة لخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر المانحين، الذي عقد في القاهرة بتاريخ 12/10/2014. وذلك لما يتضمنه من مستقبل لقطاع غزة، خصوصاً، وضع المقاومة، صواريخ، وأنفاقاً، وسلاحاً، ومصانع سلاح، وتهريباً له من مصر أو البحر يضيف منير: ربط السيسي، وبكلام واضح لا لبس فيه أن إعادة الإعمار في قطاع غزة يقوم على محورين: الأول التهدئة الدائمة، والثاني بسط السلطة الوطنية الفلسطينية (سلطة رام الله) سيطرتها الكاملة على كل الجوانب في قطاع غزة.
وبطبيعة الحال كما يقول شفيق فقد ذهب خطاب محمود عباس في الاتجاه نفسه، فأكد على مواجهته للإرهاب من دون أن يحدّد داعش وأخواته (القاعدة وجبهة النصرة وما شابه) الأمر الذي يجعل هذا التشديد على الإرهاب حمّال أوجه، ممتداً إلى سلاح المقاومة في قطاع غزة عندما يأتيه الدور. وهذا الاحتمال يزداد قوة بالرجوع إلى موقف سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية (التي شكلها دايتون بعد استشهاد ياسر عرفات) من سلاح المقاومة في الضفة الغربية، حيث طبقت سياسة تصفيته بالكامل، وابتداء بسلاح أفراد كتائب الأقصى وصولاً إلى سلاح الجهاد وحماس. هذا وشدد السيسي من خلال بُعد ثالث تضمنه خطابه على ضرورة المضي بسياسة التسوية مع «إسرائيل وشعبها» (الكيان الصهيوني) إلى الحل النهائي والدائم، على الأسس التي انطلقت منها التسوية وخطواتها من السبعينيات وحتى اليوم. وذهب خطاب محمود عباس في الاتجاه نفسه ونحو الهدف ذاته كذلك. من هنا يستحق خطابا السيسي وعباس أن يؤخذا بكل الجديّة الممكنة ولا يُنظر إليهما بلا مبالاة أو التصوّر بأن الطريق الذي سيذهب إليه التطبيق سيكون مغايراً في مصلحة المضي بالإعمار جنباً إلى جنب مع الحفاظ على المقاومة والبناء فوق ما أنجزته من انتصار أخير في دحر جيش الاحتلال ميدانياً».

التفاهم بين مصر والسودان
حول سد النهضة هو الحل

ومن مؤتمر المانحين لسد النهضة الإثيوبي، الذي يزعج الكثيرين، يرى فاروق جويدة في «الأهرام» أن الأحداث كشفت عن أن التفاهم بين مصر والسودان حول هذا المشروع جوهري: «الأمور أصبحت أكثر شفافية والمفاوضات المباشرة فتحت أبوابا كثيرة للتفاؤل». ويتوقف جويدة عند حقيقتين مؤكدتين.. الأولى أن التنسيق في المواقف بين مصر والسودان في هذه القضية كان أمرا ضروريا لأنه من المستحيل أن يكون السودان مجرد وسيط في قضية تهم أمن واستقرار البلدين، وأن السودان ومصر ينبغي أن يكون لهما موقف واحد وهذا ما حدث.. ولا شك أن هذا الموقف الموحد أعطى للمفاوضات صورة أخرى أكثر توازنا وحسما. الجانب الثاني كما يرى الكاتب أن مصر أهملت عمقها الأفريقي سنوات طويلة، بما في ذلك ملف مياه النيل، الذي انتقل إلى مناطق كثيرة في سلطة القرار وسادت حالة من الجفاء والتجاهل بيننا وبين دول حوض النيل، بما فيه أقرب الدول إلينا نسبا وتاريخا ومصالح، وهي السودان الشقيق. وأن اهتمام الرئيس السيسي منذ تولى السلطة بالملف الإفريقي كانت له نتائج مؤكدة.. في تقديري أن المفاوضات التي تمت في القاهرة بين وزراء الري الثلاثة كانت إيجابية وأن نتائجها مبشرة وأنها كبداية أذابت الكثير من الجليد، وأن وزير الري المصري قام بدور كبير في هذه المفاوضات.. وأن زيارة الرئيس البشير للقاهرة، على رأس وفد كبير، صفحة جديدة في تاريخ العلاقات المصرية السودانية، وأنا واحد من هؤلاء الذين يضعون هذه العلاقات في مكانة خاصة جدا. إن ما بيننا وبين السودان جسور لا تتوافر في أي علاقات أخرى بين الشعوب.. إن نصف سكان الصعيد لهم جذور في السودان ونصف سكان شمال السودان لهم أصول في أسوان، وفي مصر يعيش أكثر من خمسة ملايين سوداني».

السيسي يخاف الإعلام لأنه
يدرك أنه سبب سقوط مرسي

أبدى أكثر من مسؤول غضبهم من عودة الإعلام لتوجيه النقد ضد قادة النظام الذي عزل الرئيس محمد مرسي، والأمر نفسه يثير مخاوف الرئيس السيسي نفسه، كما يؤكد جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون»: «إبداء السيسي لنقده المتتالي للإعلام والصحافة وطرح ملاحظات سلبية متكررة على أدائها يكشف عن «قلق» حقيقي من تنامي الشعور بالإحباط في الأوساط المختلفة تجاه تجربة السيسي نفسه، وتزايد طرح الشكوك حول احتمالات نجاحها، وهذا الصدام المبكر بين السيسي والإعلام، بعد أقل من خمسة أشهر من بداية حكمه، غير مسبوق في تجارب من قبله، حيث يتأخر الصدام عادة ويتحاشى الرئيس الجديد الاصطدام المبكر بالإعلام، ويلاحظ أن انزعاج السيسي يوجه بالأساس لإعلام وصحافة وقفت معه ودعمته بكل قوة وإلى آخر مدى، إذ لم يكن في مصر صحافة معارضة أو إعلام معارض من أي نوع طوال العام ونصف العام الماضي، فقد كانت المعارضة «الافتراضية» للإعلام كلها موجهة إلى حكم الإخوان والرئيس مرسي، رغم أنه كان قد عزل عن الحكم وحبس في زنزانة، إلا أن كل المعارضة السياسية والإعلامية ـ مع ذلك ـ ظلت توجه ضده، ولكن الآن بدأت تتسلل إلى الإعلام والكتل السياسية أجواء قلق وإحباط مما يجري على الأرض، ويتساءل كثيرون: هل كان الرهان خاسرا، وبدأت جاذبية نقد الإخوان ومحمد مرسي تتراجع وتخبو، ويستعيد الإعلام وعيه بأنه أمام سلطة حقيقية تدير شؤون البلاد وتتحمل مسؤولياتها وهي التي تستحق الملاحقة والمراجعة والنقد، وليست السلطة المعزولة القابعة في الزنازين من عام مضى. يعرف السيسي خطورة تأثير الإعلام، لأن عملية الإطاحة بحكم الإخوان لعب الإعلام فيها دورا محوريا وبالغ الخطورة، ولذلك ركز السيسي جهده طوال الأشهر الماضية على استرضاء الإعلام، والتواصل مع الإعلاميين، صحافيين ومذيعين وملاك قنوات وصحفا، في حين تجاهل تماما الأحزاب السياسية بقياداتها ورموزها، وقد اجتمع السيسي بالإعلاميين سبع مرات تقريبا على فترات متفاوتة، في حين لم يجتمع مرة واحدة بحزب سياسي أو قيادات سياسية».

لا يليق بالرئيس أن يغضب من الإعلام
بعد أن كان سببا في وصوله للسلطة

ونبقى مع القضية نفسها حيث يعترض محمود خليل في «الوطن» على ضيق الصدر الذي ينتاب الرئيس ضد الصحف التي تنتقد الأوضاع في عهده: «قام الإعلام بعد ذلك بدور لا تخطئه عين في تهيئة المناخ لكي يغرد المشير «السيسي» منفرداً في انتخابات رئاسية، اقتربت في نتائجها من نتائج الاستفتاءات، ولم يفت الصحف والقنوات التلفزيونية المشاركة في الاحتفال بتتويج «السيسي» رئيساً. ومن يومها لم يتوقف الرئيس عن لوم الإعلام واتهامه بالتركيز على السلبيات والعزوف عن ذكر الإيجابيات، حتى وصل الأمر لدى بعض المسؤولين إلى تعليق ضعف وركاكة الأداء على مستوى ملفات عدة في رقبة الإعلام. ويعترف الكاتب بانه لم يعد مستريحاً لهذا الحديث المتواتر عن «اتهام الإعلام» الذي تلوكه ألسنة كل رموز السلطة في مصر، فهو يعكس قلة وعي بدور الإعلام في الرقابة، في ظل نظام سياسي يفتقر إلى وجود مجلس نواب يقوم بدوره في مراقبة الأداء الحكومي، وتريد أن تضيف إليه السلطة تعطيلاً لدور الإعلام في كشف سلبيات الأداء العام في البلاد، الأمر الذي يمنحنا مؤشراً غير صحي إلى أن هذه السلطة تريد أن تعمل بعيداً عن أي رقابة. يلوم الرئيس الإعلام بسبب تركيزه على السلبيات، وينسى الحفاوة التي استقبل بها الإعلام مشروع التفريعة الجديدة لقناة السويس. هل يليق بالإعلام أن يتستر على ضعف الأداء الأمني، وفساد التعليم بالمدارس، وخراب مستشفيات وزارة الصحة، وارتفاع الأسعار في الأسواق، وأن يكتفي كل إعلامي بربط الحزام على وسطه ويهبط به إلى أسفل قليلاً وهات يا رقص؟ أريد من الرئيس أن يضع نفسه مكان إعلامي يتناول حادثة مصرع طفل أسفل باب مدرسة، أو طرد امرأة حامل من المستشفى إلى الشارع لتضع حملها في الطريق العام، وليقل لي كيف سيتعامل مع أي من هذه الأحداث؟ وإذا كان «مينفعش» لأي منهم الرقص في ظل الحالة الصعبة التي نعيشها عشان «ميقعدش» في البيت، فكمان مينفعش إن الرئيس «يزعل من حبايبه»».

هل تصدق الحكومة
في محاربة الفساد؟

لا يشعر الكثير من المواطنين بأن الحكومة تحارب الفساد، وهو الامر الذي جعل جلال عارف في «التحرير» يحذر من عواقب ذلك: «أرجو أن نكون جادين هذه المرة، أقول ذلك بعد تصريحات رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب بأن الدولة ستخوض حربًا شرسة ضد مغتصبي الأراضي، وأن قرارات لها قوة القانون ستصدر بهذا الشأن خلال أيام، وقدَّر رئيس الحكومة مستحقات الدولة بهذا الشأن بما يتجاوز 94 مليار جنيه». لكن لماذا من المهم هذه المرة أن نكون جادين هذه المرة، يفسر عارف ذلك بقوله: «لأننا تابعنا قبل ذلك محاولات عديدة بهذا الشأن، اصطدمت – في سنوات سابقة – بمقاومة شرسة من حزب الفساد الذي كان قد سيطر قبل الثورة على مفاصل الدولة، وتوغل في عملية نهب للمال العام لم تشهدها مصر من قبل، وكان طبيعيا أن تنتصر – في الظروف السابقة- دولة الفساد، وأن يستمر النهب، وأن تقف المؤسسات الرسمية عاجزة عن تطبيق القانون، بعد أن أصبح العناد هو القانون. والرقم الذي يذكره رئيس الحكومة «94 مليار جنيه» يبدو – رغم ضخامته- متواضعا جدا، إذا عرفنا أن ما تم نهبه من أراضي الدولة يصل إلى ثلاثة ملايين فدان، وأن بعضها لم يُدفَع فيه شيء، وبعضها الآخر بِيعَ بأسعار رمزية على أساس أن يتم استصلاحه ليكون أرضًا زراعية منتجة، فإذا به يتحول إلى منتجعات سياحية وقصور فاخرة وملاعب للغولف واستراحات لأبناء الأكابر في دولة المحاسيب! كان نهب أراضي الدولة هو الوسيلة الأسرع للثراء غير المشروع، وهذا الملف وحده يكفي لمحاكمة عهد بأكمله وكشف فساده الذي جاوز كل الحدود، وأظن أن هذا أصبح مطلوبًا، بعد أن أطلت رموز هذا الفساد من جديد تحاول العودة بمصر إلى الوراء، وتسعى لاستعادة ما فقدته من نفوذ».


Navigate through the articles
Previous article حالة الطواريء وحظر التجوال في شمال سيناء تطور النكتة السياسية في ليبيا Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع