تمكن تنظيم داعش من
السيطرة على مدينة درنة الساحلية شمال شرق ليبيا والقريبة من الحدود المصرية الى
جانب كونها تبعد نحو ثلاثمئة كيلومتر عن شواطئ اوروبا.
ويشكل هذا التواجد تهديدا لامن ليبيا والدول المجاورة لها، وسط تساؤلات حول مسؤولية
الغرب عن تنامي ظاهرة الارهاب في المنطقة.
مشهد يشبه رتل السيارات المحملة بمسلحي جماعة داعش اثناء سيطرتهم على مدينة الموصل
في شمال العراق، الا انه رتل للجماعة في مدينة درنة شمال شرق ليبيا بعد ان تمكنت
داعش من السيطرة عليها.
وبحسب مصدر محلي فان ثمانمئة عنصر من الجماعة موجودون في درنة الساحلية التي لا
تبعد كثيرا عن الحدود المصرية ولا يفصلها سوى ثلاثمئة كيلومتر عن شواطئ أوروبا
الجنوبية.
ولداعش على أطراف المدينة وفي الجبال المحيطة بها ستة معسكرات لتدريب المتطوعين،
واضحى ملعب كرة القدم في درنة التي يبلغ عدد سكانها نحو مئة الف نسمة، ساحة لتنفيذ
الإعدامات بطريقة قطع الرؤوس التي تعد ماركة مميزة للجماعة اينما حلوا.
وتقول مصادر ليبية ان الجماعة استغلت الفوضى السياسية في البلاد وتقوم بالتوسع غربا
على امتداد الشواطئ الشمالية.
من جهته حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا "برناردينو ليون" من تزايد أعداد
الموالين لجماعة داعش شرق ليبيا، مؤكدا أن الوقت يداهم الليبيين للتوصل إلى اتفاق
سياسي.
واضاف ليون ان على المجتمع الدولي العمل مع الليبيين لمواجهة مشكلة الإرهابيين.
ويأتي هذا التحذير في وقت يرى فيه الكثير من الخبراء ان الغرب مسؤول عن تنامي معاقل
الارهاب في شرق ليبيا وان الارهاب لم يعد يهدد امن ليبيا والبلدان المجاورة لها
فحسب وانما اصبح بمثابة سفن مفخخة قد تتوجه في اي وقت باتجاه سواحل الدول
الاوروبية.
على الصعيد الاقليمي يرى خبراء عسكريون مصريون بينهم اللواء طلعت موسى ان وجود
عناصر داعش في ليبيا مع عدم سيطرة الحكومة المركزية على الأوضاع، يشكل تهديدا
مباشرا للأمن القومي المصري، الا ان المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا
اللواء محمود خلف، اكد أن الجيش المصري الذي يملك مليون وثلاثمائة عنصر، لا يشغله
مئات أو آلاف ممن وصفهم بالمرتزقة.
وقال مصدر أمني جزائري، إن اجهزة الأمن في تونس، ومصر والجزائر تم استنفارها بالفعل
لمتابعة عمليات تدفق المقاتلين إلى ليبيا، وتعني المعطيات الجديدة أن ليبيا ستشهد
مواجهات بين "داعش" وباقي دول العالم.
وتذكر تقارير ان مسلحين من عشر دول عربية وأفريقية وغربية يتدفقون بشكل يومي إلى
ليبيا عبر تونس وعبر الصحراء، قادمين من موريتانيا ومالي والنيجر، وان ثلاثمئة من
عناصر داعش في درنة هم ممن كانوا يقاتلون في العراق وسوريا، وان هناك اسباب عديدة
لتجمعهم في ليبيا منها التضييق الشديد المفروض على تدفق المتطوعين في المنافذ التي
تربط العراق وسوريا بباقي العالم، وتوفر السلاح بكميات كبيرة في ليبيا.
كما انتشرت دعوات للنفير إلى ليبيا والانضمام الى داعش عبر مواقع التواصل
الاجتماعي، واللافت ان بعض الشباب المصري قد أعلن بالفعل انضمامه او استعداده
للانضمام إلى الولاية التي تشكلت لداعش في ليبيا.
وحول تمكن داعش من السيطرة على مدينة درنة الساحلية شمال شرق ليبيا والقريبة من
الحدود المصرية والتونسية الخبير المصري في شؤون الجماعات المسلحة احمد بان: "منذ
وقت مبكر تنبهت الدولة المصرية واطلقت قمرا صناعيا بسيطا لمتابعة حركة المجموعات
المسلحة انطلاقا من شمال مالي والصحراء الليبية".
واضاف بان في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية: "كان في ليبيا دائما تواجد لعناصر
ليبية ضمن تنظيم القاعدة وضمن تنظيم داعش...".
العالم
Navigate through the articles | |
إلى أين سيتجه طموح الليبيين؟ | السيسي يزور إيطاليا وفرنسا نهاية الشهر الجاري |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|