المقالات و التقارير > موريتانيا تحيي ذكرى الإستقلال

موريتانيا تحيي ذكرى الإستقلال

 توعد الرئيس الموريتياني محمد ولد عبدالعزيز أمس في خطاب ذكرى الاستقلال «من يمس الوحدة الوطنية للبلد التي وصفها بأنها الأساس المتين الذي يقوم عليه الاستقرار»، وبأنها «الضامن لتطور وازدهار المجتمع المؤسس على أخوة الدين الإسلامي الحنيف».
ولا يخفى، حسب تأويلات المراقبين، أن المقصود بهذا التوعد هم نشطاء حركة «إيرا» الناشطة بخطاب يوصف بالتطرف، في مجال مكافحة الرق والتي يوجد زعماؤها رهن الإعتقال منذ عدة أيام تمهيدا لمحاكمة منتظرة.
وأكد الرئيس ولد عبدالعزيز الذي يتهمه معارضوه بعدم الجدية في الحوار «أن موقفه من الحوار والتشاور موقف ثابت ينطلق من حرصه على تطوير البلد، وترسيخ الممارسة الديمقراطية وإشراك الفاعلين السياسيين الوطنيين في قضايا الشأن العام».
وأكد الرئيس الموريتاني الذي تواجه حكومته حاليا متطرفي نشطاء مكافحة الرق المدعومين بهيئات حقوقية وإعلامية دولية «أن أعراق المجتمع الموريتاني ممتزجة في نسيج أمة واحدة تدرك، أن تنوعها كان، وسيظل، دائما مصدر ثرائها وتميزها».
وأوضح الرئيس ولد عبدالعزيز «أن الشعب الموريتاني معروف بالتضامن والتسامح والمحبة والتآخي، ولا مكان، اليوم، حسب قوله، «بيننا لمروجي التطرف بكل أشكاله، وخطابات الحقد والكراهية، وسيقف المجتمع والدولة بحزم في وجه كل ما يمس وحدتنا الوطنية من قريب أو من بعيد».
واكتفى الرئيس الموريتاني في تناوله للواقع السياسي للبلد المشحون بأزمة سياسية مزمنة، بالتأكيد على «أن الحوار والتشاور مع كافة مكونات الطيف السياسي، وهيئات المجتمع المدني ظلت من أهم ثوابت نظامه السياسي منذ انتخابات 2009».
وأكد ولد عبدالعزيز «أنه أطلق خلال سنة 2011 حوارا وطنيا شاملا أفضى إلى إصلاحات دستورية وسعت قاعدة التمثيل السياسي في الهيئات المنتخبة، وأسست تمييزا إيجابيا لصالح المرأة عزز حضورها في الوظائف الانتخابية، كما دفعت الشباب إلى مزيد من المشاركة الفاعلة».
وإذا كانت الذكرى الرابعة والخمسون لاستقلال موريتانيا عن فرنسا قد مرت على المستوى الرسمي بشكل طبيعي حيث دشنت مشاريع ووشحت شخصيات، فإن الاحتفاء بها على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، اتخذ أشكالا مغايرة حيث فضل البعض الإشادة بالمؤسس الأول مختار ولد داداه مع التنديد بالأحكام العسكرية التي تلته، فيما ركز البعض الآخر على إظهار استمرار التأثير الفرنسي على الشأن الموريتاني خلال فترة ما بعد الاستقلال.
وفي هذا الإطار خصص مدونو حركة «يكفي» افتتاحية مدونة «الكاشف» للحديث عن مخاطر استمرار التأثير الفرنسي مؤكدين «أن جميع الخيوط خلال الفترة الراهنة عادت إلى يد فرنسا»، فالسفير الفرنسي، تضيف الحركة، هو الحاكم الفعلي لموريتانيا وهو صاحب القرار في الشكل الذي ستكون عليه موريتانيا ، فزيارات الوفود العسكرية الفرنسية تتوإلى آخرها كان الجنرال «برونو كليمان» الذي أتى بشروح وافية من الإليزيه لخطط الحرب ودور الجيش الموريتاني بالتفصيل».
وأضافت «يكفي» قائلة «ليس الشعب الموريتاني من يريد ذلك التدخل الإمبريالي من مستعمرينا بالأمس ولكن الطبقة السياسية واللوبي العسكري النافذ سمح بذلك، لكن على فرنسا أن تعلم أن عودتها بمحض إرادتها عن التدخل الفج في شؤوننا سيكون أحسن لها وأكثر فائدة من أن نعيدها بعد أن يسأم الشعب ذلك التدخل الكريه، بطريقة ليس فيها أي خدمة لمصالحها..على فرنسا أن تفهم ذلك».
وتابعت الحركة تقول «نحن نعرف أن الامبراطورية الفرنسية استعمرت صحراءنا وارتكبت فيها الجرائم الإنسانية التي ستخرج ذات يوم للذاكرة حين تكون لنا ذاكرة موحدة للوطن، وفرنسا تعرف أنها استعمرت صحراءنا وأذلت أجدادنا وزاحمتنا في أساليب عيشنا، نحن لا نطلب، على الأقل اليوم، من فرنسا أن تعتذر عن ماضيها الاستعماري فهي لم تقم وزنا لمطالب الجزائريين الذين ظلموا أكثر منا والذين واجهوا من الجرائم ما يفوح به التاريخ الفرنسي من الدموية، نحن لا نطالبها بالاعتذار ولا نريد فتح الماضي معها، نحن فقط نقول لها كفى.. كفى تدخلا في شؤوننا الداخلية ، كفى من معاملتنا وكأننا لا زلنا مستعمرة فرنسية، لأننا سئمنا هذا الوضع فعلا».
وفي صف الموالاة كتب الصحافي المدون عبدالله حرمة الله الناشط في الحزب الحاكم معلقا على ذكرى الاستقلال مؤكدا «أن العلم استعاد دحدحته وامتلأت النفوس بحبه، والأجساد حركتها على نغمات النشيد الوطني، واستعاد أبو الأمة مكانته، ورموز الجمهورية ألقها، والأمة الموريتانية هيبتها مع بطل إعادة التأسيس وملهم موريتانيا الجديدة قائد الأمة الموريتانية الرئيس محمد ولد عبدالعزيز».
وضمن مئات التدوينات دخلت الصحافية والمدونة المعارضة منى بنت الدي على خطوط التعليق على ذكرى الاستقلال منوهة بأدوار جيل التأسيس «الذين وطدوا الاستقلال السياسي باستقلال اقتصادي أغاظ المستعمر وأثار حنقه».
وأكدت المدونة بنت الدي «أنه بعد انقلاب العاشر من تموز/ يوليو ووصول العسكر للسلطة بدأت هذه الإنجازات وهذه القيم تضمحل وتتناقص و تتآكل شيئا فشيئا إلى أن دخلت البلاد في حالة جديدة من الإستعمار أشد فتكا وأكثر مرارة من استعمار فرنسا وهي استعمار طغمة من عساكر موريتانيا من أبنائها ومن بني جلدة شعبها يسومون العباد سوء العذاب و يخربون البلاد ويهدمون قيمها الحضارية والأخلاقية ويعيثون في كل مقدس».
وتساءلت المدونة بنت الدي «هل من سبيل لاستقلال ثان عن هذه الطغمة؟ وهل من طريق إلى تأسيس جديد وقيم نبيلة أخرى بديلة؟».

القدس العربي


Navigate through the articles
Previous article أنصار “مبارك” ومعارضوه يبدأون الحشد لـ”البراءة” و”الإعدام “ قضية تابت والتدخل الدولي!! Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع