المقالات و التقارير > فرنسا لم تعد حلم الجزائريين

فرنسا لم تعد حلم الجزائريين

لم تكن العلاقة بين فرنسا والجزائر مجرد علاقة مستعمر بمستعمرته، بل تطبعت العلاقة حتى تفرنس الجزائر سياسيا واجتماعيا وتأثر بالمجتمع الفرنسي تأثرا كبيرا، ولكن كشف تقرير صادر عن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية، في فرنسا، أن عدد المهاجرين الجزائريين بدأ يتناقص بمعدل 2.6 بالمائة سنويا منذ سنة 2009، عكس الارتفاع المسجل لدى باقي المهاجرين المغاربيين.

أبرز التقرير أن فرنسا تعرف زيادة في عدد المهاجرين الإسبان والبرتغاليين والمغاربة (+2.4 بالمائة) والتوانسة (+2.9)، إلا أنها تسجل تناقصا في عدد المهاجرين الجزائريين، وشكلت نسبة المهاجرين الجزائريين 7 بالمائة من مجموع المهاجرين إلى فرنسا سنة 2012، متساوية مع المغرب، في حين سجل المهاجرون البرتغاليون النسبة الأكبر بـ8 بالمائة.

وبلغت نسبة المهاجرين الجزائريين الذين لا يحوزون على أي شهادة 37 بالمائة، بينما يمتلك 13 بالمائة شهادة المرحلة المتوسط، و17 بالمائة شهادة بكالوريا أو معادلة لها و33 بالمائة شهادة عليا.

وسجل المهاجرون الأوروبيون، حسب يومية الخبر، النسبة الأكبر من مجموع المهاجرين بنحو 46 بالمائة، يليهم الأفارقة بـ30 بالمائة، ثم الآسيويون بـ14 بالمائة، ومن القارة الأمريكية 10 بالمائة، وأرجع التقرير هذا التوزيع إلى واقع الأزمة الاقتصادية التي تشهدها أوروبا، والتي دفعت بسكان العديد من الدول إلى خيار الهجرة.

ومع بداية سنة 2013، بلغ عدد المهاجرين في فرنسا 5.8 مليون نسمة، ما يعادل 8.8 بالمائة من الذين يعيشون على الأراضي الفرنسية. وبين 2004 و2012، ارتفع عدد المهاجرين بـ200 ألف سنويا. لكنه استقر بين 2004 و2009، ثم عاود الارتفاع بين 2009 و2012 الارتفاع بسبب التدفق الأوروبي خاصة.

ويرجع تناقص عدد المهاجرين الجزائريين لفرنسا ، اما لشعور الجزائري بأن وضعه داخل وطنه الجزائر افضل بكثير من وضعه في فرنسا الذي لم يعد كالسابق حيث أصبح الجزائري لا يجد فرصة عمل بسهولة داخل فرنسا وكذلك يعامل من قبل الشعب والسلطات الفرنسية بمهانة ونظرة دونية مطلقين عليهم لقب البربر الذين يشوهون فرنسا .

ويرجع ايضا هذا التغير في العلاقات إلى إعادة ترتيب فرنسا لاستراتيجيتها وتحديد أولوياتها داخل مستعمراتها القديمة فتحولت فرنسا للإهتمام بغرب افريقيا وركزت اهتمامها على تلك المنطقة الغنية بالمشكلات وكذلك بالثروات وعلى سبيل المثال لا الحصر زار وزير الاستثمار الفرنسي أمس دولة النيجر لتدعيم العلاقات بين البلدين ومناقشة أمل فرنسا في استثمار منجم ايمورارين لليورانيوم قبل عام ٢٠٢٠ .

البديل


Navigate through the articles
Previous article بوكو حرام تقوض استقرار نيجيريا وجيرانها القاتل بريء والقتلى مجرمون Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع