الشباب عماد الدولة ووقود
مستقبلها، والركيزة التي تحسم التحديات الراهنة التي تشهدها البلاد، ولكن دولة
العواجيز وقفت عائقًا لتسد مجرى حياتهم نحو مستقبل،ف وفشلت في استثمار هذه الثروة
البشرية من الشباب التي تقدر بـ20 مليون نسمة، حسب آخر إحصائيات الجهاز المركزي
للتعبئة والإحصاء، وهي ثروة قومية أساءت الدولة استخدمها, حيث لم تفلح في فشلت في
الإعلان عن فرص عمل للشباب أو توفير مساكن لهم تعينهم على الزواج، إلى أن أصبح شعار
قطاع كبير من الشباب “الانتحار هو الحل”.
تعامل الدولة مع الانتحار
لم يمر إلَّا وتسمع عن انتحار شاب أو فتاة، وتتعامل معهم الحكومة على أنهم مجرد
أرقام تتصدر وسائل الإعلام، وتكتفي بالشق القانوني في إصدار شهادة وفاة وتنتظر
المزيد، ولكن إلى متى ستظل الدول تتعامل مع الكارثة على إنها حوادث فردية؟ سؤال
ينتظر إجابته الشباب من الحكومة التي لا تعرف سوى دولة العواجيز.
وأصدرت الدولة خلال المرحلة الماضية عددًا من المشروعات التي تعكس أداء الحكومة في
التعامل مع الشباب، حيث أعلنت عن توفير مساكن للشباب بمساحة 43 مترًا، وتيتذكرونهم
في المراسم الانتخابية والشعارات السياسية، وذكرتهم الأنظمة السابقة، فقدم لهم
المجلس العسكري التحية، وأشاد بهم عدلي منصور في الفترة الانتقالية، والتقي بهم
مرسي ووعد السيسي بتوليهم مناصب وتمكين الشباب “اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين
ودمج الشباب في مؤسسات الدولة” أحد بنود خارطة الطريق.
ولكن النتائج لا جديد بين منتحر شنقًا أو غرقًا وبين مهاجر غير شرعي هربًا من الفقر
وانتهاءً بشبه ميت يعمل بغير شهادته أو بأجر لا يكفي “العيش الحاف”، وتكتفي الدولة
بتصدير رأي رجال الدين في التأكيد علي حرمة الانتحار، وأنه مخالف لتعليم الأديان
السماوية، دون النظر إلى أن الطريقة التي تتعامل الدولة مع الشباب أيضًا محرمة
ومخالفة لتعليم الأديان السماوية.
الأرقام الرسمية لنسبة الشباب في مصر
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد الشباب في مصر في الفئة
العمرية من 18 إلى 29 عامًا يبلغ نحو 20 مليون نسمة بنسبة 23.7% من إجمالي السكان،
ويشمل 51.1% ذكور و48.9% إناث. مشيرًا إلى أن 51.8% من الشباب فقراء، منهم نحو
27.7% يعانون من الفقر، و24.1% يقتربون من خط الفقر، في حين يمثل غير الفقراء 48.2%
لنفس الفئة العمرية.
وأوضح الجهاز أن معدل البطالة للإناث الحاصلات على مؤهل جامعي والمؤهل فوق المتوسط
وصل 57.2%، بينما انخفض إلى 25.4% للحاصلات على مؤهل أقل من المتوسط، 13.7%
للأميات، مؤكدًا أن نسبة الشباب المتزوج بلغت 65.7% فيما وصلت نسبة المطلقين الشباب
الذكور لأكثر من الربع «25%» بينما بلغت نسبة الإناث الشباب المطلقات حوالي 47.8%.
طبقًا لبيانات بحث الدخل والإنفاق لعام 2012 – 2013.
وعن معدلات المواليد والوفيات، أكد الجهاز أن معدل الوفيات للشباب فى الفئة العمرية
من 15- 29 سنة بلغ حالة وفاة واحدة لكل 1000 شاب، مضيفًا أن 27.8% من الشباب فقراء
و25.4% مدخنون.
وأضاف البنك الدولي في بيان صادر له أن عبء نقص الوظائف وقع تاثيره في المقام الأول
على الشباب في مصر فأكثر من 75 في المائة من العاطلين هم من الشباب في الفئة
العمرية 15-29 عامًا من بينهم عدد كبير من المتعلمين.
من جهة أخرى قالت سامية خضر، أستاذ علم النفس: إن أسباب الانتحار تختلف من دولة
لأخرى، والدوافع التي تؤدي إلى الانتحار في مصر غير التي توجد في اليابان أو السويد
التي تحتل المركز الأول في عدد حالات الانتحار، مضيفة أن ضغوط المعيشة والوضع
السياسي والاقتصادي وتأخير سن الزواج والمشكلات الأسرية والفقر والجهل والمرض كلها
من الممكن أن تكون أحد الأسباب التي تؤدي إلى الانتحار، وهي قضايا تعاني منها عشرات
الدول، ولكن بأسباب مختلفة ولكن الحل العمل على استخدام طاقة الشباب الذي يعاني من
بطالة وفراغ سياسي واجتماعي.
البديل
Navigate through the articles | |
موريتانيا تطلق حملة لمكافحة ظاهرة زواج الأطفال | «الجنزوري» على خطى «موسى» مطرود من الأحزاب |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|