مع اقتراب نهاية عام 2014، وحيث تقف
إفريقيا اليوم على اعتاب عام جديد قادم، تتطلع إلى مزيد من الاستقرار وإحلال
السلام، حيث قال موقع ”إنستيتيوت فور سيكيورتي استاديز” إن المجتمع الدولي يتطلع
إلى بناء السلام من خلال تنفيذ الأمم المتحدة لثلاث خطوات متزامنة خلال عام 2015 من
حيث مناقشة جدول أعمال التنمية، استعراض حفظ السلام؛ وإعادة النظر في هيكل بناء
السلام في الأمم المتحدة.
استعراض هيكل بناء السلام هو الأهم نظرا لما يشكله السلام من تهديد لإفريقيا
بأكملها، وحال تنفيذ هذه الخطة لا شك أن المستفيد الرئيسي منها هي القارة
الإفريقية، حيث أن بناء السلام أصبح في موقف صعب بالأمم المتحدة رغم تلك الميزانيات
الكبيرة والدعم السياسي الذي يتم توجيهه للقارة السمراء، لكن المجتمع الدولي يركز
على حفظ السلام وليس بناء السلام.
وتابع الموقع أنه من المفترض أن يكون النشاط قصير الأجل ويهدف إلى توفير الأمن
والتي تشكل الأساس لبناء السلام على المدى الطويل لحفظ السلام وبناء السلام، والتي
تهدف إلى ضمان استدامة عمليات السلام، لا سيما وأنها لا تزال تعاني نقصا في التمويل
إلى حد كبير وتجاهلها، فإنه ليس من المستغرب إذن أن بناء السلام في الأمم المتحدة
هو ضعف الانجازات.
الأمم المتحدة تتحمل المسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين، وفقا
لميثاقها عام 2005، حيث أنشأت الأمم المتحدة ثلاثة هياكل لمساعدة البلدان في أعقاب
الصراع، هي لجنة بناء السلام ومكتب دعم بناء السلام، وصندوق بناء السلام، لكنه
كثيرا ما انتقد مبدأ بناء السلام لعدم جدوى فاعليته.
في عام 2006، أنشأ الاتحاد الأفريقي (AU) مبدأ خاص به كالأمم المتحدة يهدف إلى بناء
السلام أيضاً ومساعدة البلدان لتوطيد السلام ومنع العودة إلى الصراع، لكن الاتحاد
الإفريقي فشل أيضا في تحقيق أهدافه الأساسية على الرغم من إنشاء تطبيق أدوات السلام
مثل مبادرة التضامن الأفريقي عام 2012.
قبل بدء العام الجديد أجرت الأمم المتحدة تقيما لأدائها على مدى ال10 سنوات الماضية
في بناء عملية السلام، موضحة أنه يجب تحسين عمل الأمم المتحدة في حالات ما بعد
الصراع، وتوفير قدر أكبر من الوضوح في مجلس الأمن الدولي بغرض معاونة لجنة بناء
السلام والقيود.
أكدت الأمم المتحدة أنه يمكن للبلدان الأفريقية تقديم وجهات نظرهم بشأن كيفية تعزيز
بناء السلام للأمم المتحدة، ولكن لديهم هدوء ولامبالاة بشأن هذه المسألة، فعلى سبيل
المثال تعتبر جنوب إفريقيا واحدة من الدول التي دعت لبناء هيكل السلام في عام 2010
، لكنه حتى الآن موقف جنوب إفريقيا ليس واضحا.
في الفترة من 24-25 نوفمبر 2014، نظمت الحكومة المصرية بالتعاون مع مركز القاهرة
لتسوية النزاعات وحفظ السلام في أفريقيا مشاورة الإقليمي الأفريقي، وكانت هذه هي
الفرصة الأولى للدول الأفريقية لتوفير مدخلات كبيرة لعام 2015 لمراجعة بناء السلام
في الأمم المتحدة، حيث تضمنت أولويات التنسيق مع الدول الإفريقية على ضرورة أفضل
الطرق لتفعيل عمليات السلام.
أكدت الدول الأفريقية أيضا على الحاجة إلى تعزيز الاتصالات المنتظمة بين الاتحاد
الأفريقي والأمم المتحدة في بناء السلام؛ وزيادة قدرة مفوضية الاتحاد الأفريقي
لتنفيذ السياسات القائمة؛ ومزيد من التوجيه من الدول الأفريقية الأعضاء بحيث يعمل
الاتحاد الإفريقي ليس فقط على الوساطة وحفظ السلام، ولكن أيضا بناء السلام، ما يعني
أنه يجب توفر أفكار الملكية والشمولية في بناء السلام والتي تحتاج إلى التدقيق،
وفقا لتوصيات اجتماع القاهرة.
في مناقشات مجلس الأمن بالأمم المتحدة، تم بحث الشمولية وبناء المؤسسات ودعم دولي
مستمر وافترض كأساس لبناء السلام الجيد، وينطبق الشيء ذاته على الملكية المحلية
والقيادة السياسية، وهذه هي المتطلبات الهامة، ولكن كيف يمكن ترجمتها إلى واقع عملي
؟.
وتابع الموقع أنه يجب على الأمم المتحدة مساعدة القارة السمراء على بناء السلام
بدلا من جعل إفريقيا مجرد متلق للدعم، فيجب على الهيئة الدولية المساهمة في بناء
السلام وتطويره حتى تصبح القارة سالمة من الصراعات والتدخلات الخارجية، ويمكن أيضا
تقديم وجهات نظر بديلة حول كيفية التعامل مع الأجندات المتنافسة وتفتيت بناء
السلام.
هناك عدة أطر وجهات فاعلة مشاركة في بناء السلام لزيادة التماسك، ودور الأمم
المتحدة، ومدى ارتباطه بالعمليات والجهات الفاعلة الأخرى، لا بد من توضيحها، وهو
الأمر نفسه ينطبق على إطار الاتحاد الأفريقي، حيث اتفق المشاركون في اجتماع القاهرة
على أن الدول الأفريقية يجب أن تكون أكثر بروزا في هيكل بناء السلام بالأمم
المتحدة.
غالبا ما ينظر إلى تكوينات البلاد الحالية لتكون مدفوعة من قبل احتياجات وأولويات
الجهات المانحة التقليدية والبلدان المتقدمة في العقد الماضي، وقد أظهرت هيكل بناء
السلام للأمم المتحدة النجاحات التي تحققت في دول مثل سيراليون، لكنها لا تزال
تناضل من أجل تقديم الدعم لدول مثل جمهورية جنوب السودان وأفريقيا الوسطى، حيث خاضت
معارك المجتمع الدولي للتعامل مع الطبيعة الخطرة وغير المتوقعة لبناء السلام ويمكن
للبلدان الأفريقية أيضا تحقيق السلام من خلال مجموعه متنوعة من الجهات الفاعلة
المعنية مثل الحكومات ووكالات الأمم المتحدة، والمجتمع المدني، والمؤسسات المالية
الدولية، وغيرها.
ينبغي على الدول الأفريقية أن تضمن بناء السلام ليس كمجرد عملية تقنية من أعلى إلى
أسفل، ولكن التنسيق بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية بطريقة متماسكة ومستمرة،
كما يتعين على المجتمع الدولي أن يكون أكثر دقة عند تصميم الاستجابات للصراع، ويجب
على أفريقيا أن تدعي دورا في هذه العملية وليس مجرد متلق للدعم، بالاضافة إلى أنه
يجب على الدول الأفريقية تعزيز هيكل بناء السلام في الأمم المتحدة، وهذا يتطلب فهم
قوي لتطبيق تلك المبادئ بشكل فعلي عبر الممارسة العملية.
البديل
Navigate through the articles | |
إفريقيا، هل هي قارة المستقبل؟ | الإيبولا لن ينتهِ مع عام 2015 |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|