المقالات و التقارير > “السيسي” و”أردوغان”.. من الدفاع والحكومة إلى الرئاسة

“السيسي” و”أردوغان”.. من الدفاع والحكومة إلى الرئاسة

عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي، من مواليد 19 نوفمبر 1954، الرئيس الحالي والسادس في تاريخ جمهورية مصر العربية بعد الانتخابات التي جرت خلال شهر مايو الماضي، هو القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع منذ 12 أغسطس 2012 الماضي حتى استقالته من المنصب 26 مارس 2014 من أجل الترشح للرئاسة.
تولى المشير “عبد الفتاح السيسي” عدة مناصب عسكرية منذ تخرجه من الكلية الحربية عام 1977، كان قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية، ومن ثم مديرا للمخابرات الحربية والاستطلاع، يعتبر يوم 3 يوليو عام 2013 الماضي تاريخيا في حياة الرئيس “السيسي”، حيث تم عزل الرئيس السابق “محمد مرسي” عن الحكم عقب مظاهرات طالبت برحيله.
مع اندلاع مظاهرات يناير التي خرجت تطالب برحيل “نظام مبارك”، وقبل تنحي الرئيس المخلوع بيوم واحد فقط، ظهر اسم اللواء “عبد الفتاح السيسي” حينها كأحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكنه ظل خلال فترة المجلس العسكري بعيدا عن الأضواء الإعلامية حتى النصف الأخير من عام 2012 الماضي.
خلال شهر أغسطس من عام 2012 تم ترقية “السيسي” إلى رتبة فريق أول وتعينه وزيرا للدفاع خلفا للمشير “محمد حسين طنطاوي”، ليتم بعد ذلك ترقيته لرتبة مشير نهاية شهر يناير 2014 بقرار من الرئيس المؤقت حينها “عدلي منصور”، جاء يوم 26 مارس 2014 لينهي مسيرة “السيسي” العسكرية بعد إعلانه عن الاستقالة من منصبه والترشح لانتخابات الرئاسة، حيث تم ترقية الفريق “صدقي صبحي” إلى رتبة فريق أول وتعينه وزيرا للدفاع خلفا لـ”السيسي” الذي خاض السباق الرئاسي مع منافسه “حمدين صباحي”، لينتهي الأمر بفوز “السيسي” في الانتخابات بعد حصوله على 23780104 صوتا بنسبة 96.9% من الأصوات الصحيحة.
حصل ” السيسي” على العديد من الأوسمة خلال الفترة التي قضاها داخل العسكرية المصرية وحتى استقالته مارس 2014، أبرزها نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى، نوط الخدمة الممتازة عام 2007، نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية عام 2005، بالاضافة ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة 1998، وأخيرا ميدالية 25 يناير في 25 يناير 2012.
أعلن “السيسي” منذ توليه رئاسة الجمهورية عن سعيه لتنفيذ عدة مشاريع وطنية، كان في مقدمتها مشروع حفر قناة السويس الجديدة مع تنمية المناطق المحيطة بها الذي كشف عنه الستار خلال شهر أغسطس من العام الجاري، ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذ المشروع خلال عام واحد فقط، أعلن كذلك الرئيس “السيسي” بالاضافة إلى مشروع حفر القناة عن تنفيذ المشروع القومي للطرق، بجانب زراعة 4 ملايين فدان على ثلاثة مراحل في سيناء والساحل الشمالي والصحراء الغربية وشرق العوينات وتوشكى، مع تخصيص بعض المساحات لأهالي النوبة، كل هذا بالاضافة إلى عدد من مشاريع الإسكان والنقل.
 ولد في 26 فبراير 19454، يعود أصله إلى مدينة طرابزون، أمضى طفولته المبكرة في محافظة ريزة على البحر الأسود ثم عاد مرة أخرى إلى اسطنبول وعمره 13 عاما، نشأ  في أسرة فقيرة، انخرط في سن مبكرة بحزب “السلامة الوطنية” الذي أسس عام 1972 بزعامة نجم الدين أربكان، وظل عضوا في حزبي “الرفاه” ثم “الفضيلة” اللذان شكلهما أربكان إثر موجات الحظر التي كانت تستهدف أحزابه، وفي عام 1985 أصبح “رجب أردوغان” رئيسا لفرع حزب “الرفاه الوطني” في إسطنبول، رشحه الحزب لعضوية البرلمان في انتخابات 1987 و1991، لكن لم يحالفه الحظ في المرتين، ليفوز عام 1994 برئاسة بلدية إسطنبول.
اغتنم “أردوغان” فرصة حظر حزب “الفضيلة” لينشق مع عدد من الأعضاء -ومنهم عبد الله غول- وشكلوا حزب “العدالة والتنمية” عام 2001، حيث حرص “أردوغان” منذ البداية أن يدفع عن نفسه أي شبهة باستمرار الصلة الأيديولوجية مع أربكان وتياره الإسلامي الذي أغضب المؤسسات العلمانية مرات عديدة، فأعلن أن “العدالة والتنمية” سيحافظ على أسس النظام الجمهوري.
في عام 2002، فاز حزب “العدالة والتنمية” بالانتخابات التشريعية، ليحصل على 363 مقعدا في البرلمان التركي، وهو ما مكنه من تكوين أغلبية ساحقة، لكن زعيمه أردوغان لم يتمكن من ترأس الحكومة بسبب تبعات سجنه، وتولى رئاسة الوزراء عبد الله جول، وفي 14 مارس 2003 تولى أردوغان رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه.
وفي الانتخابات التشريعية عام 2007 أيضا، تمكن حزب “العدالة والتنمية” من الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان بـ46.6% من أصوات الناخبين، قبل أن يحصل في انتخابات 2011 على الأغلبية للمرة الثالثة بحوالي 50% من أصوات الناخبين.
خلال عام 2014، فاز أردوغان وحزبه بالانتخابات البلدية بنحو 43.31% معززا بذلك رصيده الذي حققه في انتخابات عام 2009 (39%)، ليعلن الحزب رسميا في يوليو 2014 ترشيح “أردوغان” لانتخابات الرئاسة المقررة في أغسطس لتولي زمام البلاد لمدة خمس سنوات أخرى على الأقل.
على الصعيد الخارجي، دخلت تركيا تحت قيادة “أردوغان” سواء أثناء رئاسة الحكومة أو الجمهورية في العديد من الخلافات مع جيرانها، خاصة سوريا ومصر، وبعد أن كان شعار حزب العدالة والتنمية “صفر مشاكل مع الجيران”، أصبح هناك مشاكل مع كافة دول المنطقة.
منذ ثورات الربيع العربي لقي رئيس الوزراء السابق “رجب طيب أردوغان” في بعض المواقف انتقادات لاذعة في سياساته الخارجية اتجاه منظقة الشرق الأوسط بعدما ظهر بوضوح تأييده لجماعة الاخوان المسلمين، متناسيًا أن تركيا دولة أقليمية لابد أن تلعب دورا مركزيا فى المنطقة بعيدا عن الايدلوجيات والطائفية والمصالح الضيقة.
دائما ما ينتقد أردوغان فى خطاباته الحكومة المصرية الجديدة التي أطاحت بحكم الاخوان المسلمين مما أدي إلى تقليل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ففي أغسطس 2013 قالت وزراة الخارجية المصرية إن السفير التركي بالقاهرة شخص غير مرغوب فيه، بعدها لم يبتعد أردوغان عن تجريحه للقائمين على السلطة في مصر، وهو ما ردت علية مصر باستدعاء القائم بالاعمال التركي والتهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية كاملة مع أنقرة.
فيما يخص الشأن السوري، يصر أردوغان على رحيل بشار الأسد، ويدعم ما يسمى بالجيش الحر بالإضافة إلى الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش، حيث يفتح الحدود التركية مع سوريا ليعبر من خلالها المتطرفين، وفي البداية رفض دخول أي مساعدات للأكراد في مدينة كوباني المحاصرة، ولكن بعد ضغط الولايات المتحدة سمح لقوات البشمركة من كردستان العراق العبور إلى المدينة من خلال أراضيه.
يظهر دائما أنه الداعم الأساسي للمقاومة الفلسطينة فى وجه الاحتلال الإسرائيلي، ولكن هذا الموقف لم يترجم على السطح فلم نسمع عن قطع علاقته الدبلوماسية والتجارية بالكيان الصهيوني أو تقديمة السلاح والدعم المادي للفصائل الفلسطنية فكل ما نسمعه من تقارير إسرائيلية وتركية تؤكد تطبيعه مع هذا الكيان المحتل.
البديل
 


Navigate through the articles
Previous article “السبسي” رئيسا لتونس.. التحديات والمخاطر تجاهل حقوق المصريين بحجة القضاء على الإرهاب Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع