المقالات و التقارير > المصريون في ليبيا بين خطف وقتل وسياسية

المصريون في ليبيا بين خطف وقتل وسياسية

واجه العمالة المصرية في ليبيا ظروفًا صعبة للغاية في هذه الأوقات الراهنة، نتيجة لسوء الوضع الأمني والصراع الداخلي الذي لا يسلم منه الليبيون أنفسهم، ويستهدف المتطرفون الليبيون المصريين وخاصة المسيحيين كرهائن للضغط على مصر، إما للمطالبة بالإفراج عن مسجونين أو التراجع عن دعم الحكومة الليبية بطبرق والمعترف بها دوليًا.
وفي واقعة جديدة، اختطف مسلحون متطرفون في ليبيا 13 عاملا مصريًا بمدينة سرت، حيث أكد مصدر أمني عملية الاختطاف، قائلا إن المخطوفين تابعون لقرى العور ونزلة العمودين وسمسون بمركز سمالوط التابع لمحافظة المنيا، وأضافت مصادر مطلعة أن مسلحين مجهولين اقتحموا مجمعاً سكنياً يضم عدداً من المصريين بمنطقة الشعبية في مدينة سرت غرب العاصمة الليبية طرابلس، واقتادوا 13 مصرياً إلى مكان غير معلوم حتى الآن.
وقبل هذا الحادث بأيام قليلة تعددت الحوداث التي استهدفت العمالة المصرية في ليبيا فمنذ أربعة أيام، اختطف تنظيم متطرف سبعة مصريين من العمالة الوافدة لليبيا وقبلها بأسبوع كانت حادثة أكثر بشاعة عندما تم قتل عائلة مصرية مكونة من طبيب وزوجته قبل أن تختطف ابنتهما التي وجدت مقتوله فيما بعد .
هذه الوقائع لم تكن الأولى أو الثانية، بل سبقتها وقائع أسوأ، ففي فيراير الماضى كانت المجرزة التى أودت بحياة سبعة مواطنين مصريين مسيحيين يعملون في مجال البناء بمدينة بنغازي على أيدي مسلحيين مجهولين وهي القضية تسببت في غضب شعبي فى مصر، فضلًا عن تعهد مسئولين بتحسن وضع العمالة المصرية بالخارج، لكن من الواضح أن الوضع كما هو.
كانت الحكومة المصرية أجلت أكثر من أربعين ألف مصري في يوليو الماضي عبر الحدود التونسية من خلال جسر جوي لكن وفقًا لتصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي أنه من تم إجلائهم من ليبيا العام الماضي رجعوا مرة أخرى رغم ما عانوه نتيجة الوضع الأمني المتخبط.
وأضاف بدر عبد العاطي في تصريحات لـ«البديل» أن الوضع في ليبيا كارثي و سفير ليبيا في القاهرة اشتكى من المصريين المنتظرين أمام السفارة الليبية الراغبين في السفر لليبيا، محذرًا بدر من السفر إلى ليبيا نهائًيا ، فليس من الطبيعي أن يتوافد المصريون مقابل ربح مادي ويضحون بأنفسهم، وفيما يخص حظر السفر قال أنه أمر يخص الجهات المعنية ولا يمكن التدخل في شئونها، والخارجية ليست لها الحق في منع السفر بمفردها”.
وتابع «أن السفير المصري في ليبيا يعمل ليل نهار، ويتواصل مع شيوخ القبائل ووزير الخارجية ويجرى اتصالات ، ونحن لا نمتلك قوات على الأرض تابعة للوزارة تستطيع تأمين المصريين في ليبيا، ويجب أن نحرص على أرواح المصريين المختطفين، ولابد من تحكيم العقل والصبر والهدوء للحفاظ على أرواح المصريين هناك، ونعمل بكل طاقتنا، ويجب أن نضع الظروف المعقدة والإمكانيات التي نعمل بها فى الاعتبار، في ظل عدم وجود سفارة هناك».
ويشهد الوضع الأمني فى ليبيا تدهورًا على خلفية اشتباكات دائمة بين قوات موالية للعقيد المتقاعد خليفة حفتر وتنظيمات متشددة في جميع انحاء ليبيا للسيطرة على الوضع، وتسفر هذه الاشتباكات عن قتلى وجرحى يوميًّا من المدنيين والعسكريين.
وعلى خلفية ذلك كان هناك غضب شعبي على هذه الأحداث المتتالية وتحميل الحكومة تأمين أرواح المصريين في ليبيا، فمن جانبه قال حزب التيار الشعبي إنه طالع الأخبار الواردة عن قيام ميليشيات مسلحة ليبية، باختطاف 13 مصريا مسيحيا في مدينة “سرت” ببالغ الأسى، بعد الواقعة المأساوية التي قتل فيها الطبيب المصري مجدي صبحي وأسرته، والتمثيل بجثة ابنته الكبرى في نفس المدينة، فضلا عن اختطاف 7 مسيحيين آخرين قبل أسبوع أثناء عودتهم للأراضي المصرية.
وحمل التيار الشعبي الحكومة الحالية مسئولية تكرار هذه الحوادث، مطالبًا بسرعة التحرك لإطلاق سراح المختطفين، وحماية الجالية المصرية في ليبيا، وتأمين إجلاء الراغبين في العودة.
من جانبه قال وزير الإعلام والثقافة الليبي، عمر القويري، إن مدينة سرت خارج سيطرة الحكومة الليبية منذ عامين.. مشيرا أن الأخوة المصريين في سرت يدفعون ثمن ثورة 30 يونيو، مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية في ليبيا كلها تحظى بدعم التنظيم الدولي للإخوان وتتلقي رواتبها من الجماعة للقيام بمثل هذه الأعمال.

البديل


Navigate through the articles
Previous article تونس تسدل الستار على المرحلة الانتقالية البرلمان المصري المقبل ظاهره الثورة وباطنه السلطة Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع