المقالات و التقارير > مصر وكينيا، نقطة الانطلاق والتطلعات

مصر وكينيا، نقطة الانطلاق والتطلعات

في تطور جديد يعكس مدى أهمية القارة الإفريقية لمصر، شهدت الدبلوماسية المصرية حراكا واسعا في القارة السمراء خلال الفترة الأخيرة من أجل استعادة الدور الإقليمي وتعزيز التعاون الاقتصادي مع هذه الدول، خاصة وأن القارة السمراء أصبحت ساحة للصراع الاستثماري بين كل القوى الإقليمية في العالم.

وصل سامح شكري وزير الخارجية الاثنين إلى العاصمة الكينية نيروبي وذلك في زيارة تستمر ثلاثة أيام يترأس خلالها وفد مصر فى الدورة السادسة للجنة المشتركة بين البلدين، وفي مستهل الزيارة التقي شكري نظيرته الكينية خلال جلسة مباحثات رسمية بحضور وفدي البلدين.

وخلال اللقاء تناول الوزيرين تعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات كما تم مناقشة مسألة مياه حوض حيث أكدت الوزيرة الكينية علي تفهم بلادها للشواغل المائية لمصر باعتبار أن نهر النيل يمثل المصدر الوحيد للمياه واهمية مراعاة ذلك في إطار الاتفاقيات الإطارية الشاملة بين دول حوض النيل، كما شدد شكري علي الاهمية القصوي لقضية المياه بالنسبة لمصر والتي تعد بحق مسألة حياة أو موت لعدم وجود مصدر آخر للمياه بخلاف نهر النيل.

وأكد شكري خلال اللقاء علي الأهمية التي توليها مصر لتطوير العلاقات الثنائية مع كينيا في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة لشعبي البلدين، مؤكدا أن الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ستقدم كل الدعم الممكن للأشقاء بكينيا في مجالات بناء القدرات ومكافحة الارهاب وفي مجالات الأمن والتدريب وتقديم المعونة الفنية، فضلا عن تطوير العلاقات الاقتصادية التجارية، مؤكدًا على تطلع القاهرة لدعم كينيا لترشح مصر للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن عام ٢٠١٦ / ٢٠١٧، وأعربت الوزيرة الكينية عن دعم بلادها الكامل للترشح المصري.

كما يجري شكري خلال الزيارة سلسلة لقاءات مكثفة مع كبار المسئولين في كينيا تتركز حول سبل تعزيز التعاون في كافة المجالات، بالإضافة إلى تبادل الرؤى حيال العديد من المسائل الإقليمية وبخاصة المتعلقة بالتعاون الأفريقي وفي إطار تكتل الكوميسا.

تتزامن أعمال اللجنة المشتركة مع انعقاد منتدى الأعمال الرسمي المصري الكيني الذي يعقد بعد الثلاثاء بنيروبي للمرة الأولى برئاسة وزير الخارجية المصري ووزير الخارجية والتجارة الخارجية الكيني والذي سيتم خلاله مناقشة كافة مجالات التعاون والتجارة والاستثمار بين البلدين.

وصلت الأحد إلى العاصمة نيروبي بعثة تجارية واستثمارية مصرية ضخمة تضم مسئولي العديد من الشركات الرائدة تزيد عن ١٣ شركة عملاقة في مجال الصناعات الهندسية هي الأولى والأضخم من نوعها بهذا الحجم لتدشين شراكات تجارية واستثمارات مصرية تمهد لفتح السوق الكيني البازغ وذلك بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية، وبدأ رؤساء ومسؤولو الشركات المصرية العملاقة فور وصولهم عقد لقاءات مكثفة مع نظرائهم من رؤساء الشركات الكينية.

البعثة التي تتألف من ثلاث عشرة شركة تعمل في مجالات السيارات والصناعات المغذية لها، والمعدات الزراعية والأدوات المنزلية، والمضخات، والتكييف المركزي، وأنظمة التهوية والري والمولدات، وأنظمة الأمن والنظم التعليمية الخاصة بالتنمية البشرية.
من جانبها، قالت ليلى المغربي المدير التنفيذي للمجلس المصري للصادرات الهندسية إن الهدف من إرسال هذه البعثة التجارية المصرية الضخمة هو استكشاف كيفية التحرك عمليًا على الأرض مع السوق الكيني الواعد ومتطلباته، مؤكدة قدرة الشركات المصرية العاملة في قطاع الصناعات الهندسية على المنافسة بقوة مع شركات الدول المتواجدة بقوة في السوق الكيني والأسواق الأفريقية مثل الصين والهند وجنوب أفريقيا خاصة إذا ما توافرت دراسات واقعية لهذه الأسواق.

حققت صادرات مصر من الصناعات الهندسية طفرة عام ٢٠١٤ لتصل إلى ثلاثة مليارات دولار سنويًا مقارنة بمليارين و٢٠٠ مليون دولار عام ٢٠١٣ عززها فتح الاستثمارات أمام الشركات العالمية الكبرى للعمل بالسوق المصري والتصدير من خلاله عربيًا وأفريقيًا، وتسعى القاهرة من خلال إيفاد هذه البعثة التجارية بحسب تصريحات مسؤليها لتدشين استثمارات وشراكات تجارية طويلة المدى مع الجانب الكيني بجانب مشروعات البنية التحتية التي تنفذ بعضها شركات مصرية سواء في مجال السكك الحديد أو النقل البري لربط كينيا ودول حوض النيل وتعزيز حركة النقل فيما بينها”.

البديل


Navigate through the articles
Previous article تشكيلة حكومة شارماركي تلاقي ردود فعل متباينة الحل السياسي فى ليبيا يدفع الإقتصاد للنمو 11٪ Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع