المقالات و التقارير > المرأة المصرية هي خط الدفاع الأول لحماية الأمن القومي ومواجهة الإرهاب

المرأة المصرية هي خط الدفاع الأول لحماية الأمن القومي ومواجهة الإرهاب

الإرهاب كلمة لم تعد تقع على مسافة بعيدة من أى مواطن فى هذه الدولة.. لم تعد تستهدف فقط ضباط الشرطة أو الجيش، بل أصبح كل منا معرضًا للموت في أي لحظة، حيث يكون مستهدفًا وهو في طريقه إلى عمله أو منزله.. وخلال الأربع سنوات الماضية شهدت الدولة المصرية حالة شديدة من العنف والانفلات الأمني بل والأخلاقي. زاد الأمر سوءًا هذه الجماعة الإرهابية التي حكمت مصر خلال عام وبثها لخطاب طائفي كاد أن يفتت المجتمع المصري ووحدته وهويته التي تميزه منذ 7 آلاف عام.

لكن يبقى السؤال: إلى متى تظل هذه الحوادث الإرهابية تهدد الملايين من الآمنين؟ وما هى الآليات التى يمكن أن يتم اتخاذها من أجل مواجهته ومحاصرته قبل الانتشار؟ وإذا كنا نتحدث عن المرأة ودورها فى تنمية المجتمع وأنها لا تشكل فقط نصف المجتمع بل هى تربى النصف الآخر، لا بد أن يكون للمرأة دور فى دحر هذا الإرهاب؛ لأنها خط الدفاع الأول للأمن القومى، لأنها مدرسة الأجيال، الضمان لحمايتهم من الفكر المتطرف.

لقد اعترف المجتمع الدولي بقوة ودور المرأة في الحفاظ على السلام والأمن، ممثلاً في قرار مجلس الأمن رقم 1325 لسنة 2000 ، والذي أكد دور المرأة في منع الصراعات والنزاعات المسلحة وحسمها ، وحث الدول على تضمين المرأة في كافة عمليات صنع القرار.

“البديل” ترصد دور النساء المصريات في مواجهة الإرهاب..

تقول السفيرة مرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة إن المرأة المصرية عانت طوال حكم الإخوان من هذا النوع من الإرهاب تحت شعار الدين لتتحول عدة مناطق في البلاد إلى بؤر إرهابية تهدد أمن واستقرار الوطن .

وأضافت أن تنمية الوعي الأمني لدى المجتمع واجب أساسي للمرأة والرجل معاً لكنه يتعاظم بالنسبة للمرأة بشكل خاص إذا ما تم تمكينها سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، مما يزيد من قدرتها على المشاركة بقوة في التنمية ودحر الإرهاب.

وأكدت أن الجهد الأكبر يقع على عاتق الأم؛ لأن التنشئة السليمة هي تنشئة الفكر بالدرجة الأولى، حيث إن المرأة دائماً ما تكون في صدارة ضحايا الإرهاب بفقدانها أحد أفراد أسرتها “الزوج أو الابن أو الأخ أو القريب” أو فقدانها لمصدر رزقها أو فقدانها الأمن والأمان لها ولأسرتها، بل وصلت الأمور إلى ما هو أكثر من ذلك، حيث يتم استقطابها لتنفيذ مخططات إرهابية.

وأشارت إلى أن مكافحة الإرهاب مسئولية الجميع في المجتمع رجالاً ونساءً، وإذا كانت هذه هي مسئولية المرأة فإنها في نفس الوقت لها مطالب عدة من الدولة والمجتمع لاستكمال الهدف المنشود لدحر الإرهاب، منها مطالبة نساء مصر باتحاد جميع القوى الوطنية والأحزاب والاتحادات والنقابات بالتوافق بما يخدم الصالح العام؛ لأن قوة المجتمع من الداخل هي الداعم للاستقرار، بالإضافة إلى مطالبتها الأزهر الشريف بتوضيح دور المرأة ومكانتها في الإسلام وحث الدعاة على ذلك في خطبهم بدور العبادة.

وأكدت التلاوي أن نساء مصر يطالبن بالقضاء على الفقر والأمية والقضاء على الموروثات الاجتماعية والثقافية الضارة التي تقف حائلاً أمام تقدمها وتطورها.

ومن جانبه أكد الدكتور ثروت الخرباوي الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية على دور المرأة فى الانتخابات البرلمانية، حيث إنها الوتد، فهى من تحرك الأسرة وتوجهها، مسترشدًا بدور المرأة فى الحروب والغزوات منذ أيام الرسول “ص”، واستعانة الرسول بمشورتهن.

وطالب الخرباوى المجلس القومى للمرأة بإنشاء مكاتب “خدمات للإرشاد الأسري” على أن تكون تابعة لمكاتب الصحة او مقرات المجلس بالمحافظات لتوعية المرأة بكيفية مواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أن هذه المكاتب ستقوم بدور فعال وحقيقي يتم من خلاله الاستفاده من جهود المرأة في مواجهة الإرهاب، إلى جانب الإرشاد المجتمعي والإعلامي، والاستعانة بمتخصصين فى علم النفس والاجتماع لتوعيتهن بدورهن في المجتمع والبعد عن التطرف والإرهاب.

كما أكد على دور الإعلام في توجيه المرأة والأسرة لحماية أبنائها وتوجيههم لبناء المجتمع، مطالباً المجلس بتبنى حمله توعية بالتعاون مع الجهات المعنية لمواجهة الإرهاب.

ومن جانبه أكد الدكتور مختار جمعة وزير الاوقاف أن الإرهاب يأكل من يدعمه والصامتين عنه والمتوجسين منه والمترددين في مواجهته.

وأضاف جمعة أن خطب الجمعة في الفترة القادمة سوف تحمل عنوان “لا نخشى الإرهاب”؛ للتعبير عن رفض المجتمع لهذه الظاهرة، وأوضح مدى تقدير الدولة للمرأة التي قدمت أبناءها شهداء للوطن، كما أكد على دور الأم في متابعة أبنائها خاصة فى التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي لحمايتهم من الخلل الأخلاقي والانجراف عكس الأخلاق الحميدة وبناء الوطن.

وأكد على دور المؤسسات الدينية والثقافية ومراكز الشباب والمناهج التعليمية ووسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني الثفافي والتشريعي للقيام بدور فعال لحماية المجتمع وليس الاتجاه للأجهزة الأمنية كوسيلة لحماية المجتمع، فالتأثيرات الثقافية والإعلامية سهلة الوصول للمجتمع.

وشدد على دور المؤسسات الدينية وأن لها دورًا فعالاً لتوصيل رسالة لحماية الأجيال، ولا يجب أن تتقاعس المؤسسات المعنية مع المجتمع المدني لتصحيح المفاهيم ورفع روح الانتماء للوطن.

وقال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمنى إن للمرأة دورًا قوميًّا في مواجهة الإرهاب، وأكد على أهمية التربية الوطنية المنزلية، حيث إن المدارس تهتم بالمواد التعليمية للنجاح، لكن التربية الوطنية حاليًّا غير موجودة، فهي ضرورة لزرع حب الوطن، كذلك يجب زرع حب الوطن فى نفوس الأبناء.

كما شدد على أهمية احترام القوانين والقضاء؛ لأنه الحامي لحقوق الجميع دون تمييز، كذلك يجب الاهتمام بالأمن الوقائي الأسري، حيث حماية الأولاد في التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة، فلابد من الإشراف والرقابة والمتابعة من الأم لأبنائها وحمايتهم وتوعيتهم بمخاطر المخدرات، حيث أصبحت أداة سهل استخدامها، ومن يدمنها يصبح أداة فى يد غيره، وبالفعل هناك هجوم من الخارج لتدمير شبابنا ومن الوسائل المستخدمة هي المخدارت، كما أكد على أهمية التوعية الدينية الوسطية دون مغالاة.

البديل


Navigate through the articles
Previous article 3 أهداف رئيسية تسعى مصر لتحقيقها بالقمة الأفريقية دارفور أرض خصبة للتطرف والإرهاب Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع