المقالات و التقارير > عودة العلاقات المصرية القطرية إلى ما قبل المصالحة

عودة العلاقات المصرية القطرية إلى ما قبل المصالحة

شهدت العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الأربعاء مناكفات دبلوماسية على واقع اجتماعات لجنة التواصل الدولية بشأن ليبيا، قاطعت مصر وليبيا الجلسة الافتتاحية للاجتماعات بعد مشاركة دول من خارج النطاق دون تنسيق مسبق مع دول الأعضاء، خاصة بعد مشاركة تركيا وقطر في هذه الاجتماعات.

رغم تحسن العلاقات نسبيًا بين القاهرة والدوحة مؤخرا، إلا أن مصر اعترضت على دعوة الاتحاد الأفريقي إلى قطر، مما قد يوثر مرة أخرى على العلاقات المصرية القطرية بعد المبادرة التي تبناها العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز الشهر الماضي، أغلقت قطر بموجبها قناة الجزيرة مباشر مصر والصفحات الرسمية التابعة لها بعدما التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي بوفد قطري في القاهرة لبحث المصالحة المصرية القطرية، لكن سرعان ما أعادت صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالقناة بنشر تقارير تصف 30 يونيو بالانقلاب.

كشف مصدر مطلع بوزارة الخارجية للبديل سبب تغيب مصر عن الجلسة الافتتاحية للاجتماع بالاتحاد الأفريقي، حيث قال إن مقاطعة مصر جاءت في ضوء عدم التزام مفوضية الاتحاد الأفريقي بالإجراءات المألوفة والمتبعة للاتحاد، مؤكدًا على أن تنظيم مثل هذه الاجتماعات يأتي بعد التشاور والتنسيق مع الدول الأعضاء في هذه المنظمة التي تملكها الدول الأعضاء ويقتصر دور مفوضية الاتحاد الأفريقي على التسهيل والتعاون فقط .

تضم مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا دول الجوار الليبى وهى مصر والجزائر وتشاد والنيجر والسودان وتونس إضافة لموريتانيا الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقى ونيجيريا وجنوب أفريقيا وأعضاء مجلس الأمن الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، وكذلك الأمم المتحدة والجامعة العربية وتجمع الساحل والصحراء وإيطاليا وإسبانيا ومبعوثي الاتحاد الأفريقى والمبعوث الأممى لليبيا برناردينيو ليون.
يقول مسؤولي الاتحاد الإفريقي إنهم قدموا الدعوة إلى كل من قطر والإمارات والسعودية وتركيا والكويت باعتبارهم دول معنية بالأزمة في ليبيا، ولا بد من مشاركتها في الاجتماع بحثا عن حل للأزمة، فيما لم تشارك السعودية والكويت في الاجتماع مبررين ذلك بعدم تلقي دعوة لحضور الاجتماع.
وأضاف مصدر الخارجية ذاته أن دعوة دول خارج نطاق الاتحاد في إشارة لـ«قطر وتركيا» لابد أن تتم بموافقة صريحة من الدول الأعضاء وبالتنسيق معهم من خلال المفوضية، ولذلك عدم المشاركة في الجلسة الافتتاحية للاجتماعات جاء لإرسال رسالة واضحة بأن لابد التنسيق مع الدول الأعضاء.

ووصف وزير الخارجية المصري “سامح شكرى” من أديس أبابا الجلسة الصباحية للجنة الاتصال -والتي لم تحضرها مصر- بأنها كانت مضطربة وغير مواتية نظرا لتغيب الطرف الرئيسى وهو ليبيا، وبالتالي فلم يكن لها جدوى وتم تعليق الاجتماع ثم أعيد تشكيل الحضور مرة أخرى بما أتاح المشاركة، حيث تشارك مصر في الجلسات الحالية لتوصيل الرؤية المصرية.

يختلف موقف مصر بشكل واضح من الأزمة الليبية عن قطر إذا تدعم القاهرة البرلمان الليبي المنتخب حديثًا والذي ينعقد في طبرق والحكومة الليبية المنبثقة عنه المعترف بها دوليًا، على النقيض تمامًا تدعم الدوحة الحكومة المنتهية ولايتها في طرابلس برئاسة عمر الحاسي وتقول ليبيا أن قطر وتركيا يدعمان ما تسميها الجماعات الإرهابية والمتطرفة بالسلاح والتمويل في المناطق الخارجة عن سيطرة الجيش الليبي.

من الواضح أن اختلاف الموقف المصري عن القطري نحو الأزمة الليبية، فضلًا عن رفض مصر المشاركة في الاجتماعات قد يعيق المصالحة المصرية القطرية المرتقبة والتي يقول دبلوماسيون سابقون عنها أن تركيا ستفعل كل ما بوسعها لتعكير الأجواء مرة أخرى بعد إحساسها بالانعزال خاصة بعد حل الخلافات الخليجية مع الدوحة وفتح باب للمصالحة مع القاهرة.

البديل


Navigate through the articles
Previous article بوكو حرام والجيش النيجيري 3 أهداف رئيسية تسعى مصر لتحقيقها بالقمة الأفريقية Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع