في الوقت الذي تنتشر فيه داعش وتتوغل بشكل سريع في عموم ليبيا مستخدمة الإرهاب والسياسة الرمزية كأسلوب لتجنيد أتباع جدد لها، تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش الليبي ومسلحي فجر ليبيا في منطقة “الهلال النفطي” قرب درنة، مما أسفر عن 13 قتيلاً و43 مصابًا، ليستغل التنظيم المتطرف هذا الاقتتال بهدف التوسع والسيطرة على بعض حقول النفط.
قتل ثمانية حراس إضافة إلى ثلاثة فلبينين وغانيين اثنين في الهجوم الذي شنه مسلحون على حقل المبروك النفطي وسط ليبيا، وتقول معلومات أنهم تعرضوا للذبح جميعا باستثناء ليبي قتل بالرصاص، وأكد الناطق باسم غرفة عمليات السدرة، علي الحاسي ، وقوع اشتباكات بين حرس المنشآت النفطية وقوات عملية فجر ليبيا، واستخدم فيه مسلحو «فجر ليبيا» الراجمات وصواريخ جراد لاستهداف وسط مدينة رأس لانوف، بينما تدور اشتباكات في وادي كحيلة من أربعة محاور، حيث قال أحد القادة الميدانيين بالجيش الليبي إن قوات «فجر ليبيا» شنت هجومًا عبر أربعة محاور شمال وشرق وغرب وجنوب وادي كحيلة.
وكان “مجلس شورى المجاهديين” بمدينة درنة أعلن في ديسمبر الماضي مبايعته لزعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، ولكن الجديد هو اعترافه بالسيطرة على حقل مبروك النفطي الذي يدار فيه اشتباكات منذ فترة بين قوات الجيش الموالية لحفتر وقوات فجر ليبيا.
بات واضحًا تصاعد عزم تنظيم «داعش» الليبي للسيطرة على الروافد الاقتصادية بالبلد الذي يضع قدميه فيه، بهدف تمويل عملياته وتحركاته وتوسيع نطاق سيطرته على المدن السورية والعراقية، ومن ثمّ بعض البلدان العربية الأخرى، كما فعل بالعراق فسيطرة التنظيم المسلح على العديد من الموانئ النفطية وتصدير الخام بأسعار أقل من السوق العالمية، وفّر لـ«داعش» ملايين الدولارات ساعدته في توسيع ضرباته ضد الجيوش العربية بالتنسيق مع التنظيمات المسلحة الأخرى.
استولى “داعش” على حقل المبروك النفطي جنوب مدينة سرت، في هجوم مسلح؛ أسفر عنه مقتل أربعة من العاملين، فيما لا تزال منطقة الهلال النفطي هدفًا لكافة المجموعات المسلحة، حيث تحوي المخزون الأكبر من النفط، إضافة إلى احتوائها على مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة،وأظهر الهجوم السابق، الآلية الثانية التي يعتمد عليها التنظيم لجمع الأموال، من خلال خطف الرهائن الأجنبية لطلب الفدية، حيث خطف المهاجمون عاملاً فرنسيًّا، فضلاً عن قتل آخرين.
التعزيزات العسكرية التي دفع بها الجيش الليبي، في وقت سابق، إلى منطقة «الهلال النفطي»، أغنى المناطق النفطية بليبيا، دفع بالتنظيم المسلح إلى التوجه صوب حقول نفطية أخرى، غير أن الخطر الحقيقي الذي يُواجه المقدرات النفطية بليبيا يتمثل في مطامع عدة مجموعات مسلحة أخرى، حيث يتصارع الجميع لفرض سيطرته على أكبر جزء من الحقول النفطية لتمويل أهدافه بشكل ذاتي.
وتتضاعف خسائر الدول المستهدفة من التنظيم المسلح، ليس فقط بسيطرة «داعش» على عدة حقول نفطية، بل بتدمير المسلحين لأي حقل يفشلون في السيطرة عليه، وهو ما حدث بإحراق أعضاء التنظيم لحقول نفظ كركوك الثلاثة التي تضم المئات من الآبار لدى مهاجمتها الجمعة الماضي، وفقًا لتصريحات وزير النفط العراقي، عادل عبدالمهدي.
وعلى ضوء ما سبق، فإن هجمات مسلحي «فجر ليبيا»، نهاية العام الماضي، أدت إلى تراجع الإنتاج النفطي لليبيا إلى نحو 250 ألف برميل مقابل 800 ألف برميل قبل الأزمة، وذلك بالتزامن مع تراجع كبير لأسعار الخام في الأسواق العالمية.
البديل
Navigate through the articles | |
“ارحل”.. شعار المعارضة السودانية لمقاطعة انتخابات الرئاسة | ثورة تأكل أبناءها |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|