المقالات و التقارير > “ارحل”.. شعار المعارضة السودانية لمقاطعة انتخابات الرئاسة

“ارحل”.. شعار المعارضة السودانية لمقاطعة انتخابات الرئاسة

في الوقت الذي تستعد فيه السودان لإجراء انتخابات رئاسية أبريل المقبل تتجه المعارضة السودانية التي تضم أحزابا وجماعات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني إلى مقاطعة هذه الانتخابات التي من المتفرض أن تبقى البشير في الحكم.

وتجمع آلاف الأشخاص في مقر حزب الأمة بأم درمان في أول اجتماع من نوعه يقوم بتنظيمه تحالف المعارضة لإطلاق حملة توقيعات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الثالث عشر من أبريل، وتم إطلاق “ارحل” شعارًا للحمله، وهو الشعار الذي تم استخدمه في دول الربيع العربي.

هذا التحالف الذي وقع في ديسمبر الماضي اتفاقًا يطالب بتغيير نظام البشير، يضم الجبهة الثورية السودانية – الذي يتكون من جماعات مسلحة في مناطق الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور – وحزب الأمة وأحزاب معارضة صغيرة ومنظمات المجتمع المدني، في الوقت نفسه دعت الرئاسة السودانية إلى ضرورة وجود حوار مفتوح غير مشروط مع القوى السياسية ومع حملة السلاح للعودة لمائدة المفاوضات من أجل تحقيق السلام والإستقرار في السودان .

ومن الواضح أن مقاطعة المعارضة السودانية للانتخابات المقبلة جاءت على خلفية عدم تقدم شخصية بارزة أمام الرئيس البشير في الانتخابات الرئاسية، حيث انتهت المهلة القانونية للتقدم بأوراق الترشح الشهر الماضي، وتقدم تسعة مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي عمر البشير مع آخرين لا يمثلون -حسب محللين- ثقلا جماهيريا يمكنهم من منافسة البشير والتي تبدو معدوم.

أعلنت المفوضية القومية للانتخابات السودانية قبولها طلب السياسية المخضرمة فاطمة عبد المحمود التي سبق لها الترشح للمنصب ذاته عن الحزب الاشتراكي السوداني، ولكن رغم اجتهاد المرشحين في تكملة كافة الإجراءات المؤهلة لقبول ترشحهم فإن محللين سياسيين قللوا من حظوظ هؤلاء المرشحين في منافسة البشير الذي يترشح عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

وترشح كل من الرئيس الحالي عمر البشير عن حزب المؤتمر الوطني، وفاطمة عبد المحمود عن الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي، وفضل السيد عيسى شعيب عن حزب الحقيقة الفدرالي، وعبد المحمود عبد الجبار عن اتحاد قوى الأمة، ومحمد الحسن عن حزب الإصلاح الوطني، وياسر يحيى صالح عن حزب العدالة، وثلاثة مستقلين هم خيري بخيت خضر، وحمدي حسن أحمد، وأسد النيل عادل ياسين حاج الصافي.

من جانبه يسعى الحزب الحاكم للحفاظ على البقاء في السلطة عبر الفوز في الانتخابات المقبلة بأي طريقة كانت، أما المعارضة فتحاول بشتى الطرق الممكنة للضغط قبل الانتخابات المقبلة لحصد أي مكاسب سياسية، حيث تتركز جهود المعارضة منذ فترة على الضغط الخارجي والداخلي لحصار النظام وإجباره على الرحيل أو بتحريك شرارة الانتفاضة داخل السودان، تلك الشرارة التي حاولت المعارضة منذ 2011 إشعالها وفشلت مرارًا في تنفيذ ذلك.

أبرز ما قامت به المعارضة لتقويض سلطة البشير في الفترة السابقة اتفاق المعارضة أغسطس الماضي الذي أسفر عن إعلان باريس وتوقيع المهدي زعيم المعارضة السودانية اتفاقًا مع الجبهة الثورية وهي تحالف لحركات دارفور والحركة الشعبية ـ شمال، التي تحارب الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

يقول المحللون إن فشل المعارضة في تحقيق أي مكاسب سياسية يشير إلى إحكام البشير قبضته على الحياة السياسية في السودان ، وذلك من خلال السيطرة على جل مفاصل الدولة في فترة حكمة السابقة.

البديل


Navigate through the articles
Previous article فرنسا تتجه بثقل كبير نحو القارة السمراء معركة النفط تشتعل في ليبيا Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع