المقالات و التقارير > «الأمن والاستقرار» أساس عودة السياحة المصرية

«الأمن والاستقرار» أساس عودة السياحة المصرية

 

 

ارتباط السياحة بالأمن والاستقرار السياسي بالبلاد، جعل الفترة الماضية في تاريخ مصر من أسوأ الفترات التي مرت عليها، فالخوف من العمليات الإرهابية التي تحدث في الشارع المصري، إضافة إلي تدهور الاقتصاد المصري، جعل كثير من الشركات الأجنبية تسحب يدها من السوق المصري، وتتوجه إلي أسواق أخري بديلة ربما أغلي في أسعارها لكن آمنة نسبياً عن مصر.

وكان تدهور منظومة الآثار المصرية عاملا مؤثرا بالسلب علي السياحة، حيث أدت عمليات تقليد وسرقة الآثار وتهريبها للخارج إلي ضعف العمل السياحي.

قال مجدي سليم، وكيل أول وزارة السياحة المصرية ورئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة، إنه دائماً يكون هناك مقارنة في السياحة سنة بأخرى، والنتائج والتقارير هما مؤشر لحالة التدهور، مضيفا: «في سنة 2014، كان هناك زيادة طفيفة في أعداد السياحة عن السنة الماضي 2013، لكن التدهور الحقيقي يتم قياسه علي سنة الذروة، فخلال الأربع سنوات الماضية، كان هناك تدهور حقيقي مقارنة بسنة 2010».

وأشار “سليم” إلي أن هناك جهودا تنشيطية تتم بقدر كبير؛ للرفع من شأن السياحة، وهناك اهتمام كبير من الوزارة لتنشيط السياحة الداخلية، وحث المواطنين علي الاستمتاع بمقوماتها لتحقيق نسبة حركة في بعض المحافظات مثل الأقصر وأسوان وتنشيط حركة الفنادق والباخرات.

وأكد أنه بعد الزيارة الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلي الصين، يوجد توجه لزيادة السياحة الصينية من أجل زيارة المحافظات الثقافية مثل الأقصر وأسوان والقاهرة، بالإضافة إلي التوجه إلي السياحة الهندية واليابانية، وهناك تحرك آخر في الدول الأوروبية؛ حيث يأتي منها 75% من السياحة، لذلك يتم حضور المعارض ودعوة منظمي الرحلات والصحفيين الأوروبيين لزيارة مصر والحديث عن السياحة، وهناك حملة إعلامية دعائية دولية حصلوا علي موافقة الدولة علي دعمها بنفس المبالغ السابقة التي كانت تدعمها بها منذ سنة 1994، بعد توقفها سنة 2011 وهذه الحملة ستجوب 33 دولة بالعالم.

ولفت “سليم” إلى أنه علي الصعيد الداخلي، يوجد تحرك أيضاً بافتتاح بعض المتاحف، مثل متحف الحضارة والمتحف الكبير بمنطقة الرماية، وأن كل هذا سيكون له تأثيره، بالإضافة إلي الاستثمار ونجاح المؤتمر الاقتصادي المقبل، مشيراً إلي أن محور قناة السويس الجديدة وتطوير المطارات، سيكون له تأثير أيضاً علي حركة السياحة في مصر.

وتابع: «علي الرغم من حزمة الإجراءات التي نسعي إليها، إلا أن انخفاض سعر الروبل الروسي، ضربة قاسمة للسياحة المصرية باعتبار الأفواج الروسية رقم واحد فى مصر الآن، بالإضافة إلي التوتر الذي يحدث في الدول العربية مثل سوريا وليبيا واليمن وتونس، له دلائل ومؤشرات علي تأثر السياحة في المنطقة بالكامل».

من جانبه، قال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن وزارة السياحة انخفض عملها خلال الفترة الماضية لأسباب عديدة منها انخفاض العملة الروسية التي أثرت بشكل كبير علي تدفق السياحة إلي البحر الأحمر، بالإضافة إلي انشغال الوزارة في انتخابات الاتحاد العام للغرف السياحية، فالدور الذي تقوم به وزارة السياحة لم يعد بنفس النشاط الذي كان عليه في السابق، مشيراً إلي أن هناك أملا كبيرا علي معرض “فيتور” الذي يقام الآن في إسبانيا بأن يأتي بتعاون وتعاقدات للحركة السياحية في مصر.

وأوضح “حلقة” أن السياحة مرتبطة بالأمن والاستقرار السياسي، لذلك لابد من اتخاذ خطوات سريعة وحاسمة لعودة الاستقرار الأمني للشارع المصري حتي نستطيع أن نتقدم خطوات كبيرة نحو تشغيل السياحة، مطالبا بوضع خطة للعمل علي استعادة السياحة وحل مشاكلها لتعود الحياة مرة أخري، بعدما أصبح قطاع السياحة يخسر سنوياً 12.5 مليار.

واختتم بأن المشكلة الكبري في وزارة السياحة، تجاهل العاملين في القطاع من حضور الاجتماعات ومناقشة الخطط التي تضعها الوزارة لعودة السياحة مرة أخري، مؤكداً علي ضرورة تغير الأفكار بمشاركة جميع العاملين بقطاع السياحة للوصول إلي حلول مناسبة لتنشيط السياحة.

البديل


Navigate through the articles
Previous article تحالف إفريقي لمحاصرة “بوكو حرام” تقييد حرية الصحافة في السودان Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع