خاضت جماعة
“بوكو حرام” الإرهابية معارك شرسة مع جيوش الدول الأربعة “نيجيريا والنيجر وتشاد
والكاميرون” في جنوب النيجر وشمال الكاميرون قرب الحدود النيجيرية، خلال الأسابيع
القليلة الماضية، في محاولة من هذه الدول لكبح جماح التنظيم الإرهابي الذي قتل
الآلاف على مدى ست سنوات ماضية.
قال مسئول عسكري في النيجر، إن بلاده وتشاد والكاميرون ونيجيريا تسعى لمحاصرة جماعة
“بوكو حرام” المتطرفة داخل حدود نيجيريا قبل هجوم بري وجوي من المقرر أن تشنه قوة
مهام إقليمية أواخر الشهر المقبل.
من جهة أخرى قصف سلاح الجو النيجيري الجمعة مواقع جماعة بوكو حرام في شمال شرق
البلاد وقتل “عددا كبيرا من الارهابيين”، كما جاء في بيان لوزارة الدفاع، وبحسب
البيان، قال المتحدث باسم الدفاع “كريس اولوكولادي” إن “الضربات الجوية اليوم التي
طالت غابة سامبيزا وأحياء في غوازا كانت فعالة جدا”، وأضاف “قتل عدد كبير من
الإرهابيين”.
الأهداف التي ضربها الطيران النيجيري تشمل مدينة “غوزا” التي أعلن فيها زعيم بوكو
حرام “أبو بكر شيكاو” للمرة الأولى أغسطس إقامة “الخلافة” في نيجيريا، إضافة إلى
غابة سامبيزا الحدودية مع الكاميرون حيث أقام المسلحون قواعد خلفية لهم منذ سنوات،
كما استهدفت الضربات مراكز للتدريب، ومخازن للسلاح، وكذلك سيارات تابعة للجماعة.
ضربات الجيش النيجيري تأتي في الوقت الذي تستعد فيه نيجيريا لانتخابات الرئاسة
المقررة في 28 مارس القادم، بعدما تم تأجيلها بستة أسابيع لدواع أمنية حسب الجيش،
ويرى المراقبون للشأن النيجيري أن توقيت الضربات الجوية ضد طائفة بوكو حرام يخدم
المصالح الانتخابية للرئيس “غودلاك جوناتان”، كما أن الحديث عن الانتصارات ضد
التنظيم هو حافز أيضا للجيش كي يعيد الإطمئنان في منطقة مايدوغوري.
وكان زعيم حركة “بوكو حرام”، “أبو بكر شيكاو”، قد أقسم في تسجيل مصور جديد تم نشره
يوم الثلاثاء الماضي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، على عرقلة الانتخابات
العامة في نيجيريا، في وقت قتل فيه نحو أربعين شخصا في هجمات بأنحاء البلاد،
استهدفت إحداها لقاء انتخابيًا، وقال “شيكاو”، إن “هذه الانتخابات لن تجرى حتى لو
كنا أمواتا”.
المناطق التي تسيطر عليها بوكو حرام في نيجيريا تزداد مساحتها يومًا بعد يوم، حيث
شن مسلحو “بوكو حرام” الجمعة الماضية أول هجوم لهم داخل الأراضي التشادية أدى لسقوط
قتلى وجرحى، ويأتي ذلك بعد هجوم على مدينة ”بورنو” النيجيرية أوقع 21 قتيلا على
الأقل وبعد شنهم أيضا أولى هجماتهم داخل أراضي النيجر بداية الأسبوع.
كثفت الجماعة المتمركزة في شمال نيجيريا، هجماتها عبر الحدود في الأسابيع الأخيرة
لتشمل الكاميرون والنيجر، في مسعاها لإقامة إمارة إسلامية حول منطقة بحيرة تشاد
المتاخمة لنيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر، ويبدو أنها تريد توسيع مجال نفوذها
إلى ما وراء مربعها التقليدي بهدف تشتيت التحالف العسكري الذي يتكون من الدول
المحيطة ببحيرة التشاد، عبر مهاجمة عناصره الأكثر ضعفًا على أكثر من جبهة، وهو ما
يمكن وصفه عسكريًا باستراتيجية “التشتيت”.
هجمات “بوكو حرام” على كل من النيجر وتشاد يبدو أنها تأتي في إطار ردّ على التحالف
الذي تشكّل، الأسبوع قبل الماضي، ضد هذه الجماعة المتطرفة من قبل دول حوض بحيرة
تشاد، “النيجر ونيجيريا وتشاد والكاميرون”، فقد أعلنت القمة الأفريقية المنعقدة
الشهر الماضي بعاصمة إثيوبيا “أديس أبابا”، أنها قررت تشكيل قوة إقليمية من 8700
جندي تشارك فيها نيجيريا والكاميرون والنيجر وبنين وتشاد من أجل مكافحة تمدد بوكو
حرام في المنطقة.
البديل
Navigate through the articles | |
3 أسباب لزيارة “البشير” إلى الإمارات | «الأمن والاستقرار» أساس عودة السياحة المصرية |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|