المقالات و التقارير > هكذا تبدو ليبيا بعد تدخل “الناتو” وسقوط “القذافي”

هكذا تبدو ليبيا بعد تدخل “الناتو” وسقوط “القذافي”

تسللت الولايات المتحدة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا منذ سنوات، ودخلوا إلى القطاعات الحكومية والأمن والاستخبارات، حيث إن أهداف الإمبريالية طويلة الأمد ولاتزال قائمة منذ الحرب العالمية الثانية بهدف تقسيم ليبيا إلى ثلاثة أقاليم مستعمرة، بالإضافة إلى نقل خزائن البلاد إلى الخارج لحفظ الملفات الحكومية في واشنطن ولندن وباريس وروما، بالإضافة إلى مقر حلف الناتو في بروكسل.


وفي هذا السياق، نشر موقع “جلوبال ريسيرش” تقريرا حول ليبيا في عهد الرئيس السابق “معمر القذافي” وبعد تدخل الناتو، قائلا إن الأسبوع الماضي صادفت الذكرى الثالثة لما يسمى بالثورة الليبية التي اندلعت ضد العقيد الليبي الراحل “معمر القذافي” وسقوط واحدة من أعظم الدول في القارة السمراء، مضيفا أنه في عام 1967، ورث “القذافي” واحدة من أفقر دول إفريقيا، لتتحول فيما بعد إلى واحدة من أغنى الدول الإفريقية، فكان متوسط اجمالي دخل الفرد هو الأعلى في القارة السمراء، وكان يوجد بها أقل نسبة مؤية تحت خط الفقر.
ويشير الموقع الكندي إلى أن تدخل حلف الناتو في عام 2011، جعل ليبيا دولة فاشلة وقادها واقتصادها إلى حالة من الفوضى، كما أن المليشيات المسلحة تعمل الآن لصالح الحلف والولايات المتحدة وتهرب النفط لهذه الدول، لافتا إلى أن الميلشيات المحلية بأشكالها المختلفة والقبلية، ابتليت بها ليبيا منذ تدخل حلف الناتو، والذي قاد إلى تقسيم ليبيا لحكومتين، سواء بين رئيس الوزراء نفسه أوالبرلمان والجيش.
ويرى “جلوبال ريسيرش” أن سقوط “القذافي” خلق السيناريوهات الاسوأ في البلاد، حيث أصبحت ملاذا للإرهابين، وبات الساحل الشمالي مركزا لتجارة المهاجرين والهجرة غير الشرعية، كما أغلقت كل من مصر وتونس والجزائر حدودها مع ليبيا، وسط الاغتصاب والاغتيالات والتعذيب داخل البلاد، وهو ما يكمل صورة الدولة الفاشلة.
ويوضح الموقع أن أكبر جرائم “معمر القذافي” في نظر حلف شمال الأطلسي، هي رغبته في وضع مصلحة العمالة المحلية فوق رؤوس الأموال الأجنبية، وهو ما سيجعل الدولة الإفريقية قوية، لذلك كان استهداف الغرب له في عام 2011 واضح بشكل كبير، فقد اطاحت به لتثبيت نظام عميل والسيطرة على الموارد الطبيعية في ليبيا.
ويلفت الموقع إلى أن المرأة في عهد “القذافي” حصلت على حقوقها على عكس العديد من الدول، فلديها حق التعليم والتوظيف والطلاق، وعقد الملكية، كما أشاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بحقوق المرأة الليبية، ويضيف الموقع أنه حين تولى “القذافي” السلطة في ليبيا عام 1969، كان عدد قليل من النساء الليبيات يذهبن إلى الجامعة، ولكن اليوم أكثر من نصف الطلاب الجامعين من النساء، كما أن واحدة من أوائل القوانين التي أصدرها القذافي في عام 1970 هي المساوة في الأجر بين الجنسين، ويرى الموقع الكندي أن في ليبيا الديمقراطية الجديدة يتم تضيق الخناق على حقوق المرأة، وهي الطبيعة الفوضوية للمليشات التي ترى المساواة بين الجنسين انحرافا للغرب.
ويلمح الموقع إلى أن حلف الناتو قد أعلن أن عملية تدخله في ليبيا من أنجح عملياته، وذلك ربما لأنه قد ينشأ قاعدة عسكرية على الأراضي الليبية على غرار غزو أفغانستان وباكستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان، ويوضح “جلوبال ريسيرش” أنه في أعقاب التفجير الأخير في ليبيا، وقد بنيت الولايات المتحدة قواعد عسكرية جديدة في جزر سيشل وكينيا وجنوب السودان والنيجر وبوركينا فاسو.


ويختتم الموقع بقوله: قد يكون التدخل العسكري لحلف الناتو يشكل نجاحا باهرا للنخبة وشركات النفط العسكرية الأمريكية ولكن للمواطن الليبي العادي، الحملة العسكرية قد تذهب في الواقع إلى أسفل التاريخ باعتبارها واحدة من أعظم إخفاقات القرن الـ21.
البدیل

Navigate through the articles
Previous article “بوكو حرام” و”داعش”.. حلم التمدد في غرب إفريقيا هل تُعيد الوساطة الجزائرية الهدوء إلى مالي Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع