المقالات و التقارير > “بوكو حرام” و”داعش”.. حلم التمدد في غرب إفريقيا

“بوكو حرام” و”داعش”.. حلم التمدد في غرب إفريقيا

في الوقت الذي تؤكد فيه جماعة بوكو حرام المرتبطة بالقاعدة أنها على خلاف فكري وأيدلوجي مع داعش، إلا أن الفيديوهات التي نشرتها بوكو حرام الإرهابية مؤخرا تقول عكس ذلك، حيث نشرت الجماعة فيديو لإعدام شخصين ذبحا بعد اتهامهما بالتجسس، وهو ما بدا استنساخًا لطريقة تنظيم “داعش” في عمليات الإعدام والدعاية ودقة الصورة، ما يوضح أن بوكو حرام اقترب بأن يكون فرعا آخر لدولة البغدادي في غرب إفريقيا.


وذكر الموقع المتخصص في تتبع فيديوهات الجماعات المتطرفة “سايت” أن الفيديو الذي أطلق عليه اسم “حصاد الجواسيس” تم نشره بواسطة خلية إعلامية تابعة لجماعة “بوكو حرام”، وهي خلية جديدة أنشأتها الجماعة للتواجد بشكل أكبر على موقع “تويتر” وأن الفيديو الجديد تم تصويره باحترافية أكبر من الفيديوهات السابقة للجماعة، ويشبه إلى حد كبير الفيديوهات التي يقوم بتصويرها تنظيم “داعش.”


يأتي نشر هذا الفيديو بعدما نشرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أخبار، تفيد بأن جماعة “بوكو حرام”، في غرب إفريقيا تتجه إلى إعلان مبايعتها لزعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، أبو بكر البغدادي، ولاحظ بعض المراقبين لأعمال بوكو حرام أن تصرفات الجماعة في الأونة الأخيرة تحاكي أعمال داعش مثل الرجم والذبح والحرق، وقال زعيم “بوكو حرام” أبو بكر شيكو، إن “خطف واحتجاز الرهائن، يوافق نص القرآن الكريم، وهو ما تزعمه داعش أيضًا، لافتًا إلى أن جميع رهائنهم من المسيحيين أو المسلمين.


وأكد العديد من المحللين المتابعين، لأعمال “بوكو حرام” وأبرزهم المحلل يعقوب زِنّ أن الجماعة بدأت بالفعل في استخدام شعار “داعش”، ورفع أعلامها في كل المقاطع المصورة التي تنتجها الآن، مشيرًا إلى أنها لم تخجل من طلب المساعدة والانضمام إلى داعش، والدليل على ذلك أنها نشرت رسالة لها على الإنترنت يوم 9 من الشهر الماضي تطلب فيها من “داعش” أن اتباعهم في نيجيريا، يطالبونهم بالهجرة إليهم لمساعدتهم في إحكام القبضة على الأراضي التي يسيطرون عليها، وقتل الكافرين أعداء الإسلام، على حد قولها.


تبدو المسافة بعيدة بين المناطق التي يسيطر عليها “داعش” ومناطق نفوذ “بوكو حرام” في إفريقيا، غير أن الجماعة النيجيرية المتطرفة بدأت تمثل امتدادا لداعش في إفريقيا، وفي الأشهر الماضية، توالت المبايعات والإشارات المباشرة من المجموعات المتطرفة في أفريقيا إلى التنظيم، ومع أنه لم يتم إثبات أي رابط مباشر بحكم المسافة الكبيرة إلا أن عددا من العمليات التي قامت بها جماعات متطرفة في إفريقيا يثبت ذلك.


وأوضح بيتر فام مدير معهد أفريقيا لدى مجموعة مجلس الأطلسي في واشنطن “ليس هناك اتصالات عملية لكن، من الواضح أن حركة بوكو حرام تتابع ما يقوم به داعش وأن التنظيم مهتم بما تفعله الحركة، وأضاف: “إننا نشهد تقاطعا في النشاط، فقد خطفت بوكو حرام تلميذات في شيبوك، كما أن تنظيم داعش خطف نساء إيزيديات، لكن إذا تأملنا في تصريحاته حول الموضوع فسنرى إشارة إلى التلميذات في شيبوك”، مشيرًا إلى أن “سيطرة التنظيم على مساحة من الأراضي على جانبي الحدود بين سوريا والعراق، شجع بوكو حرام على القيام بالمثل في شمال نيجيريا”.


باتت “بوكو حرام تسيطر على مساحة تتراوح بين 20 و40 ألف كلم مربع منذ أكثر من عام، لديها إحساس بالقوة وتستخدم أسلحة ثقيلة بينها دبابات استولت عليها من الجيش النيجيري، كما أنها ترفع الراية السوداء لتنظيم داعش على غرار مسلحي التنظيم المتطرف.

البديل


Navigate through the articles
Previous article أزمة “سد النهضة” ومخاوف دول المصب هكذا تبدو ليبيا بعد تدخل “الناتو” وسقوط “القذافي” Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع