المقالات و التقارير > مصر التي لا تتحمل التظاهرات.. تقود حربًا!

مصر التي لا تتحمل التظاهرات.. تقود حربًا!

“مصر أصبحت غير قادرة على تحمل التظاهرات التى تأتى بالسلب على استقرار البلد وعلى أمنها وعجلة الإنتاج”. تلك الكلمات الرنانة كانت حجة الحكومة لتطبيق قانون التظاهر، الذى بصدده حكم على عدد كبير من النشطاء السياسيين بعد مشاركتهم فى عدد من التظاهرات والمسيرات التى تؤكد شعارات وأهداف الثورة، ولكن..

كانت الفاجعة حينما قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي فجأة وجود مصر ضمن التحالف العربي للحرب على اليمن والوقوف خلف السعودية فى شن الهجمات على شعب اليمن، بعد انتفاضتهم على حاكمهم على عبد الله صالح الذى فر من اليمن؛ ليحتمى برؤساء الدول العربية.

 

وبالرغم من محاولات الدولة زج الشعب بها؛ للمرور من الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر من رفع دعم وغلاء أسعار وغيرها، أقدم الرئيس عبد الفتاح السيسيى على التصدى للمشهد، وترأس القمة العربية التى شهدت تحالفاً عربيًّا جديداً للحرب على اليمن، حيث ذكر أول تقرير لمنظمات حقوقية يمنية لرصد ضحايا القصف السعودي حتى يوم 2 إبريل وفاة 857 مدنيًّا بينهم 160 طفلاً و32 امرأة و13 مسنًّا؛ جراء قصف 111 تجمعًا سكنيًّا، و1214 جريحاً بينهم 208 أطفال، منهم 76 في حالة حرجة.

فيما جاء عدد النازحين من 10 إلى 15 ألف مواطن، بالإضافة إلى تدمير 80 منشأة خدمية مدنية، وتم تقدير عدد الضحايا حتى اليوم بـ 1400مدني.

 

وتعليقاً على ذلك يقول محمد صلاح المتحدث الإعلامي لحركة “شباب من أجل العدالة والحرية”: “في الوقت الذي ادعت فيه الدولة ورجالها وإعلامها أن الوضع الداخلي والخارجي خطير، وشددت على ضرورة التكاتف خلف الجيش والشرطة وتحمل القمع والظلم في سبيل تماسك الدولة، نجد الحكومة المصرية تعلن المشاركة في حرب إقليمية شنتها المملكة على التنظيم اليمني المعارض لها، في مشهد ازدواجي يطيح بعقول أي شخص واعٍ في هذا المجتمع. فإذا كانت الدولة لا تتحمل المظاهرات، وتحتاج إلى الاستقرار، فكيف ستتحمل الحروب والصراعات الدولية؟!”.

وأضاف “نعلم جيدًا زيف ادعاءاتهم في الحالتين، فالمظاهرات والإضرابات من أجل الحقوق المشروعة تمنح الوطن القوة والشباب، وتبني استقرارًا حقيقيًّا بعد تحقيق العدل والحرية. كما نعلم أنهم يخدعوننا بشأن شن الحرب من أجل الوطن؛ فالحرب واضحة كالشمس، الخليج يدفع، فيتحرك الجيش”، وذلك على حد قوله.

  

وقال محمود عزت عضو المكتب السياسي للاشتراكيين الثوريين إن الدولة ظلت تدعي عدم تحمل التظاهرات من أجل الاستقرار، فأخذت تقمع المعارضين وتلاحقهم أمنيًّا فى بيوتهم والشوارع، مؤكدًا أن هذه كانت دعاية للثورة المضادة متمثلة فى القانون، لكن فى الحقيقة استغل النظام تجميع السلطات فى يد واحدة متمثلة فى رئاسة الجمهورية؛ ليعلن الحرب بالوكالة على اليمن فى خدمة وحماية مصالح النظام السعودى، ويدفع ثمنها جنودنا الأبرياء.

البديل


Navigate through the articles
Previous article فى ذكراها السابعة.. «6 أبريل» مشتتة الشمل الارهاب يهيمن على معرض الكتاب الدولي في تونس Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع